مباحثات حميدتي وآبي أحمد.. هل تتدخل إثيوبيا في الصراع وتفاجئ السودان ومصر؟
وطن – كشف قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو الشهير بـ”حميدتي”، عن إجرائه مباحثات مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، ملوحا بأنّ أديس أبابا قد تقدم مساعدات لقواته لحسم المعركة الضارية.
وقال حميدتي في تغريدة عبر حسابه على موقع “تويتر“: “تلقيت اليوم اتصالاً من فخامة رئيس الوزراء الإثيوبي (أبي أحمد).. ناقشنا خلاله الأوضاع الراهنة في بلادنا، والموضوعات المتعلقة بالأزمة”.
وأضاف: “رئيس الوزراء الاثيوبي أكد أهمية إيجاد حل للأزمة من أجل استقرار السودان والمنطقة ، معربًا عن تضامنه الكامل مع الشعب السوداني ودعم خياراته، مبديًا استعداد بلاده لتقديم كل المساعدات لتجاوز هذه الظروف”.
https://twitter.com/GeneralDagllo/status/1651707310052352002?s=20
جاء هذا التطور بعد ساعات من إعلان وزير خارجية جنوب السودان دينق داو دينق، أن حكومته تجد صعوبة في الوصول إلى قائد الدعم السريع.
وقال في مقابلة مع قناة العربية، إنهم يتواصلون مع حميدتي عبر الإيميل والواتساب فقط، مشيرا إلى أن حكومة جنوب السودان تتفهم مثل هذه الأمور في ظروف الحرب.
وأوضح الوزير دينق، أن جهود جوبا لا تزال جارية من أجل إقناع الطرفين بوقف القتال والجلوس إلى طاولة المفاوضات.
يُشار إلى أنّ اشتباكات السودان المندلعة بين قوات الجيش وعناصر الدعم السريع، ألقت بظلالها على المنطقة وتحديدا مصر، وسط تحذيرات من قِبل خبراء من أنّ إثيوبيا قد تستغل الحرب وانشغال السودان ومصر بها وتنهي الملء الرابع للسد والذي قد يبدأ خلال أسابيع مع بدء موسم الفيضان.
يأتي هذا فيما أظهرت صور حديثة أن أديس أبابا لم تبدأ بعد في ذلك، وربما ولأسباب فنية قد تتعثر، أو تقوم بالتخزين ولكن ليس بالكمية المطلوبة.
وبحسب خبير المياه المصري بجامعة القاهرة عباس شراقي، فإنّ الحرب بين الجيش السوداني وقوات التدخل السريع، تلقي بظلالها على المنطقة، وتزيد من تردي الأوضاع الداخلية في السودان الذي كان يعاني في الأصل منذ عدة سنوات، كما تؤثر تلك الحرب على قضية سد النهضة حيث اختفت الأصوات المبحوحة للدعوة لاستئناف المفاوضات.
وأشار إلى أن ظروف عدم الاستقرار تخدم إثيوبيا، فالبداية كانت أعقاب ثورة يناير 2011، وقت الإعلان عن بناء سد النهضة وتغيير مواصفاته من 11.1 إلى 74 مليار متر مكعب، ثم يونيو 2013، وبعدها الثورة السودانية 2018، وفي إثيوبيا مظاهرات 2018 استقالة ديسالين وتولى أبى أحمد، ثم الحرب الأهلية لمدة عامين منذ نوفمبر 2020 إلى نوفمبر 2022.
مخاطر الملء الرابع
وإذا ما أقدمت إثيوبيا على الملء الرابع مواصلة سياسة الإجراءات الأحادية، فإنّ هذا الكثير من الأضرار التي ستنجم عن ذلك، مثل إمكانية إتباع دول المنابع الأخرى لنفس النهج الإثيوبى عند إقامة مشروعات مائية على روافد نهر النيل، ووجود خسارة مائية تعادل إجمالي ما تم تخزينه خلال السنوات الثلاث السابقة، وهي 17 مليار متر مكعب، ونقص هذه الكمية من خزان السد العالي.
وهذه الخطوة إن تمت ستؤدي أيضا إلى نقص في إنتاج كهرباء السد العالي نتيجة انخفاض منسوب بحيرة ناصر، وفقد حوالي 10% من المياه المخزنة على الأقل كبخر وتسريب تحت سطح الأرض.
وتشمل الأضرار الأخرى الناجمة عن الملء الرابع، ارتباك السياسة الزراعية المصرية لعدم المعرفة بدقة كمية التخزين الرابع، وتخفيض مساحات زراعة الأرز وقصب السكر والموز في مصر، موضحا أن وزن سدي النهضة الرئيسي والسرج يشكل وزناً جديداً على المنطقة بحوالي 150 مليون طن، بالإضافة إلى حوالي 30 -35 مليار طن وهو وزن إجمالي المياه التي تخزن هذا الصيف مما ينشط الفوالق والتشققات وإمكانية حدوث زلازل بالمنطقة.