لحظة اندلاع حريق ضخم أودى بحياة لاجئ سوري في الأردن بعد عمل بطولي
شارك الموضوع:
وطن- لقي لاجئ سوري في مخيم الزعتري بالأردن، مصرعه متأثّراً بإصابته الشديدة جراء حريق التهم مسكنه. وذلك بعد أن تمكّن من إنقاذ زوجته وأطفاله الثلاثة الذين أصيبوا أيضاً بحروق متفاوتة جراء الحادث الأليم.
وانتشر مقطع فيديو، يوثّق لحظة اندلاع الحريق الضخم الذي تسبّب في هذه الوفاة المأساوية للشاب السوري في الأردن.
رواية رسمية
وقال العقيد عامر السرطاوي المتحدث الرسمي لمديرية الأمن العام الأردني، في بيان، إنّ الحريق شبّ في بيوت متنقلة داخل مخيم الزعتري الواقع شمال شرق البلاد، والذي يقيم فيه اللاجئون السوريون، ما أسفر عن مقتل شاب وإصابة 3 آخرين.
وأضاف أنّ فرق الإطفاء والدفاع المدني تعاملت مع حريق شبّ في كرفانين (بيوت متنقلة) داخل المخيم، وتمّ نقل المصابين إلى مستشفى العون في حين فتحت مديرية الأمن تحقيقاً موسّعاً لمعرفة سبب الحادث.
ومخيم “الزعتري” يعدّ أكبر مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن، ويضمّ نحو 80 ألف شخص.
ودعا المتحدث، جميع اللاجئين إلى توخي الحيطة والحذر من الوسائل والأدوات التي قد تؤدي إلى حدوث حرائق، لافتاً إلى ضرورة الإبلاغ عن أي حالة طارئة داخل المخيم من خلال رقم الطوارئ الموحد 911.
يأتي هذا فيما تبيّن أنّ المتوفَّى يُدعى “بشار محمد عيسى الجراد”، وهو من أبناء بلدة الغارية الغربية بريف درعا، وقد حاول إنقاذ أسرته وأطفاله الثلاثة وتمكّن من ذلك، لكنّه أصيب بحروق كبيرة ما أسفر عن وفاته، في حين ما زالت زوجته في وضع خطر أيضاً.
ونشر ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة تُظهر لحظة التهام الحريق منزل العائلة السورية، فيما قام العديد من الأشخاص بمحاولة إطفاء النيران وإخمادها قبل أن تحضر فرق الإطفاء والإسعاف لاحقاً إلى المكان وتقوم بإنقاذ المصابين.
حوادث مشابهة
يذكر أنّ حادثاً آخر قبل عدة سنوات أودى بحياة أم وبناتها الثلاثة اللواتي ينحدرن من منطقة الغوطة الشرقية. وذلك عقب حريق اندلع بخيمتهم في مدينة الرمثا شمال الأردن.
كما لقيت عائلة لاجئة أخرى مكوّنة من أب وأم وطفلين مصرعَها بحريق التهم “كرافان” تسكنه في مخيم الزعتري، في حين أفاد مدير المخيم “عبد الرحمن العموش” بأنّ الحريق شبّ داخل “كرفانين” متصلين بسبب شمعة ما أدى لانفجار صغير نجم عنه وفاة العائلة إضافة لتعرض 3 أطفال لإصابات طفيفة وآخر باختناق وصدمة عصبية.
عدد السوريين في الأردن
ويستضيف الأردن على أراضيه منذ بداية الأزمة السورية في 2011 نحو 1.3 مليون سوري، نحو نصفهم يحملون صفة لاجئ، في حين دخل الباقون قبل انطلاق الثورة في بلادهم بحكم النسب والمصاهرة والمتاجرة.
ومنذ اندلاع الأزمة في سوريا، حرص الأردن على الالتزام بموقف الحياد ما أمكن، بحكم الترابط الجغرافي والديموغرافي مع جارته الشمالية، إلا أنّ ذلك لم يجنبه اتهامات دمشق المستمرة له بدعم الإرهاب.
وشهد الأردن، خلال السنوات الماضية، مئات محاولات التسلل والتهريب، خاصة من سوريا والعراق نتيجةَ تردي الأوضاع الأمنية في البلدين الجارين.