وطن- أجّلت محكمة الاستئناف في طرابلس الليبية محاكمة مدير المخابرات في عهد الرئيس الراحل، معمر القذافي، “عبد الله السنوسي”، إلى منتصف مايو/أيار الحالي.
ويحاكم عبد الله السنوسي الذي تقول عائلته إنه يعاني وضعاً صحياً حرجاً، أمام محكمة الاستئناف في طرابلس، بتهم تتعلق بقمع ثورة 17 فبراير بقاعدة معيتيقة، وقضية ما يعرف بـ”مذبحة سجن أبو سليم” وبمسؤوليته عن جرائم ضد الإنسانية ارتُكبت خلال الثورة التي أطاحت بالنظام السابق عام 2011.
محاكمة عبد الله السنوسي
وبحسب وسائل إعلام ليبية، فإن جلسة المحاكمة ستجري خلف أبواب مغلقة، بحضور محامي الدفاع فقط، دون السماح لأقارب السنوسي بالدخول للقاعة.
ويعدّ عبد الله السنوسي، صهر العقيد معمر القذافي، ومنصور ضو، رئيس الحرس الخاص للقذافي وعدد من المسؤولين في النظام السابق، من بين أبرز المتهمين بقضية “مذبحة سجن أبو سليم”.
ومجزرة سجن بوسليم يُعتقد أنها عملية قتل جماعية وقعت في 29 يونيو 1996م واعتبرت كأكبر انتهاك ارتكبه نظام العقيد معمر القذافي في ليبيا، حيث راح ضحيتها نحو 1269 شخصاً.
وألقي القبض على السنوسي في موريتانيا في مارس 2011، وهو ما أثار جدلاً بين ليبيا وفرنسا والمحكمة الجنائية الدولية بشأن تسليمه.
وكان حكم بالإعدام قد صدر عام 2015 بحق السنوسي المسجون في طرابلس في القضية ذاتها.
لكنّ محكمة في طرابلس قضت نهاية العام 2019، بإسقاط التهم عن جميع المتهمين في القضية، قبل نقض المحكمة العليا الحكم قبل نحو عام وإعادة المحاكمة بإسنادها لدائرة جنايات جديدة.
بيان عائلة السنوسي
وأصدرت عائلة وفريق دفاع عبد الله السنوسي بياناً وصفا فيه محاكمة السنوسي بأنها غير عادلة لأسباب سياسية، ولا تسند على أي أساس قانوني أو أخلاقي.
وأشار البيان إلى أنه تمّ تأجيل جلسة المحاكمة إلى تاريخ 15 /5 / 2023، لعدم حضور السيد عبد الله السنوسي.
بيان عائلة وفريق دفاع السيد عبدالله السنوسي رئيس جهاز المخابرات العسكرية السابق ٠ pic.twitter.com/iyxqgMYLlq
— الصفحة الرسمية لعائلة عبدالله السنوسي (@Ab_alsanussi) May 8, 2023
وطالب مصْدرو البيان من الجميع الابتعاد عن تسييس القضية، وترك الأمر لنزاهة القضاء لتطبيق قوله تعالى: “وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل”.
وكشف البيان أن السنوسي يعاني من الإهمال الطبي المتعمّد والحرمان من حقوقه الإنسانية والقانونية المتفَق عليها دولياً كالسماح للأطباء بمتابعة أمراضه المزمنة والخطيرة، والزيارات العائلية المنتظمة وحضوره لجلسات المحاكمة ولقائه بفريق الدفاع الذي منع من زيارته لأكثر من خمس سنوات.
الصندوق الأسود للقذافي
والتحق السنوسي بنظام الجماهيرية منذ نشأته وتولى مهمة حفظ أسراره وأمنه في الداخل والخارج، وعرف بلقب “الصندوق الأسود” للرئيس الليبي الراحل معمر القذافي. ويقبع في أحد السجون الليبية منذ 12 سنة في تهمٍ تورّط فيها كونَه قيادياً بارزاً في النظام السابق.
ولكونه الرجل الثاني في النظام لمدة 40 عاماً، بعد أن سلّمه القذافي زمام أمور عملياته في الخارج. واتهم بالمشاركة في العديد من التفجيرات في أوروبا وكان ذلك سبباً في ملاحقته دولياً.
واتَّهم قضاةُ المحكمة الجنائية الدولية السنوسي ونجل القذافي سيف الإسلام بجرائم ضد الإنسانية في أثناء الانتفاضة التي تحوّلت لاحقاً إلى حرب أهلية.
وفيما تحظى محاكمة السنوسي الحالية باهتمام محلي واسع، يطالب كثيرون، خاصة من أنصار النظام السابق وقبائل “فزان” التي ينتمي إليها السنوسي، بإطلاق سراحه لـ”دواعٍ صحية وإنسانية”، ومن أجل “دعم مشروع المصالحة الوطنية وطيّ صفحة الماضي”.