تقرير جديد يكشف تفاصيل لحظات الأخيرة قبل الموت..
شارك الموضوع:
وطن- يسأل البشر باستمرار أسئلة ليس لها إجابة واضحة، ولا جرم أنّ معرفة ما مصير الإنسان بعد الموت أو ماذا يحدث لدماغه وكيانه، من أكثر القضايا التي تهمّ العلماء، الذين عملوا منذ وقت طويل على خوض غمار البحث وكشف المستور عن عالم الموت المخيف.
وحسبما أفاد به تقرير نشرته صحيفة “أوك دياريو” الإسبانية، فإن جميع الدراسات والبحوث، تعلّقت بمعرفة آخر شيء يفكر فيه الإنسان قبل الاستسلام إلى الموت. في الحقيقة، حاول علماء العالم منذ قرون اكتشاف سرّ هذه اللحظات الأخيرة من حياة المرء، لكنّ الاكتشافات حتى الآن ليست أكثر من مجرد تخمينات.
ولكن، اليوم، كشفت لنا أحدث التطورات العلمية آخر ما يفكّر فيه الإنسان أو الأشخاص الذين كانوا على وشك مغادرة رحلة الحياة.
هل يعمل الدماغ قبل الموت؟
وفقًا لمجموعة من الباحثين من جامعة ميشيغان بالولايات المتحدة، الذين أجروا سلسلة من مخططات الدماغ ومخططات القلب على الأشخاص في الساعات التي سبقت وفاتهم، هناك بيانات محددة عن اللحظة الأخيرة لتفكير هؤلاء الناس. وعلى الرغم من أنه قيل منذ فترة طويلة إنّ العقل كان “فارغًا” تمامًا، فإن العلماء اليوم أثبتوا أن هذه المعلومة عارية من الصحة.
ووفقًا لما ترجمته “وطن“، فإنه قد تمّ اختيار هؤلاء المرضى لأنهم كانوا في غيبوبة تامة ولا يوجد فرصة للشفاء، ولذا، كانت هناك فرصة تسمح برصد عمل الدماغ قبل الموت الكلي على إثر فصل جهاز التنفس الاصطناعي عنهم.
وكشفت التقارير عن أنه عند إزالة أجهزة دعم التنفس الصناعية، أظهر اثنان من المرضى زيادة في معدل ضربات القلب إلى جانب زيادة نشاط موجة “جاما”، والتي تعتبر أسرع موجات نشاط الدماغ وترتبط بالوعي.
ولا يزال المجتمع العلمي يناقش طبيعة وأهمية تلك التجارِب، إذ اقترح بعض الباحثين أنها قد تكون نتيجة لعمليات عصبية أو عوامل نفسية، بينما يرى بعضهم الآخر أنها تقدّم دليلاً على وجود حياة أخرى أو عالم روحي.
ومن أجل فهم تلك التجارب بشكل أفضل، قام فريق من الباحثين بدراسة الإشارات الصادرة من أدمغة المحتضرين الذين لم يتمكنوا من العودة من الموت، إذ قدّمت نتائج تلك الدراسة المنشورة في دورية الأكاديمية الأميركية للعلوم دليلاً مبكراً على زيادة النشاط المرتبط بالوعي في الدماغ المحتضر.
بشكل عام، فإن النظرية التي تُثبت أنّ بعض مناطق الدماغ قبل الموت تكثّف نشاطها، أصبحت أقوى اليوم، لا سيما بعد هذه الدراسة. ولهذا، يجب أن تهدف التجارب المستقبلية إلى الكشف عن تفسير هذا النشاط المكثف والعوامل التي تؤثر عليه؛ علمًا وأن الدراسات الممكنة الوحيدة هي تلك التي يتم إجراؤها في أماكن خاضعة للرقابة مع المريض.
ورغم البحث المستمر، تظلّ طبيعة وأهمية تجارب الاقتراب من الموت موضوعاً للجدل والنقاش، وحقيقة أن هذه التجارب تشترك في العديد من العناصر تطرح سؤالاً عما إذا كان هناك شيء حقيقي أساساً يدعمها، وأن أولئك الذين تمكنوا من النجاة من الموت يقدمون لمحات من وعي لا يختفي تماماً، حتى بعد توقف القلب عن النبض.
وختمت الصحيفة بالقول، إن عمل الدماغ في وقت حدوث السكتة القلبية يبقى لغزاً للعلماء. وعلى الرغم من أن الغياب الكامل للوعي يرتبط دائمًا بحدوث السكتة القلبية، فإنه ليس من الواضح ما إذا كان المرضى يكونون على قدر من الوعي السري (والوعي السري هو حالة يكون فيها الشخص غير مستجيب من الناحية السلوكية، لكن نشاط دماغه يشير إلى أنه قد لا يزال لديه مستوًى معين من الوعي. وغالباً ما يستخدم هذا المصطلح في سياق المرضى الذين هم في حالة إنباتية أو حالة الحد الأدنى من الوعي) في أثناء عملية الموت. وبناءً على هذه النتائج الأوليّة، سيتم التحقيق أكثر في هذه الدراسة على المدى القصير.