وطن- أدانت هيئة محلفين بمحكمة مدنية في نيويورك، الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في قضية الاعتداء جنسياً على كاتبة وصحفية سابقة في تسعينيات القرن الماضي.
وخلصت هيئة محلفين مؤلفة من 9 أعضاء إثر محاكمة مدنية، إلى أنّ ترامب لم يغتصب إي. جين كارول، لكنّها حمّلته المسؤولية عن التشهير بها، وأمرت ترامب بدفع تعويض لكارول قدره 5 ملايين دولار، وفق موقع نيويورك بوست.
رد فعل الصحفية
وانحنت كارول، برأسها إلى الأسفل في أثناء قراءة الحكم في محكمة مانهاتن الفيدرالية، وأومأت برأسها عندما سمعت قرار هيئة المحلفين لصالح دعوى التشهير التي رفعتها ضد ترامب.
ويمكن أن يلاحق الحكم ترامب المحاصر في محاولته العودة للجلوس على عرش البيت الأبيض في عام 2024 وهو مجرد واحدة من العديد من القضايا القانونية التي يواجهها، بما في ذلك قضية جنائية معلّقة تتعلق بمدفوعات “الأموال الصامتة”.
ولم تتحدث كارول ولا محاميها روبرتا كابلان، إلى جمهور الصحفيين خارج قاعة المحكمة في مانهاتن السفلى بينما كانوا يداً بيد، مع كاتب العمود السابق “Ask E. Jean” الذي كان يسير وسط الحشد في سيارة منتظرة.
تعهّد محامي ترامب
ومتحدّثاً خارج المحكمة، تعهّد محامي ترامب، جو تاكوبينا، باستئناف الحكم، وقال تاكوبينا عن ترامب: “إنه مقتنع، مثل كثير من الناس، بأنه لا يمكنه الحصول على محاكمة عادلة في مدينة نيويورك بناءً على مجموعة المحلفين.. أعتقد أنه يمكن للمرء أن يجادل في أن هذا تقييم دقيق بناءً على ما حدث اليوم”.
وعندما سأل أحد المراسلين عما إذا كان ذلك سيعرقل ترشح ترامب لترشيح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية لعام 2024، تدخل تاكوبينا بسرعة: “لا”.
وفي أول تعليق له، ندّد ترامب بما سماه “الحكم القضائي المخزي”، وقال في منشور على شبكته للتواصل الاجتماعي “تروث سوشال”: “ليست لدي أدنى فكرة على الإطلاق عمّن تكون هذه المرأة”.
وكانت كارول، البالغة من العمر 79 عاماً، قد رفعت العام الماضي دعوى ضد ترامب تتهمه فيها باغتصابها في غرفة تغيير الملابس في متجر بيرغدوف غودمان الفاخر الواقع في الجادة الخامسة بمانهاتن في 1996.
وتتّهم كارول، كاتبة العمود السابقة في مجلة “إيل”، ترامب أيضاً بالتشهير بها باتّهامه لها بالكذب بعدما عمدت إلى كشف القضية علناً في عام 2019.
وسبق أن كشفت كارول للمرة الأولى عن القضية، في مقتطفات من كتابها، نشرتها مجلة “نيويورك ماغازين” في 2019. وردّ ترامب في حينه قائلاً، إنه لم يلتقِها على الإطلاق، وإنها “تكذب”.
وقالت كارول أمام المحكمة المدنية التي بدأت جلساتها قبل أسبوعين، إن الاعتداء المفترض ولّد لديها شعوراً بـ”العار”، وجعلها غير قادرة على إقامة علاقات رومانسية.
وأضافت أنها انتظرت أكثر من 20 سنة لتكشف عن الواقعة، لأنها كانت خائفة من الرئيس السابق.
وتتهم الدعوى ترامب بالاغتصاب والتشهير على خلفية تصريحات تسببت “بأذًى عاطفي ومهني وللسمعة”.
ولم يحضر ترامب أي جلسة من المحاكمة، كما لم يستدع محاموه شهوداً.
وعُرضت أمام هيئة المحلفين، إفادةٌ مسجّلة أدلى بها ترامب تحت القسم في أكتوبر الماضي، ويصف ترامب كارول في إفادته، بأنها كاذبة وشخص مريض حقاً.
ويقول محاموه إن كارول لفّقت الاتهام “من أجل المال ولأسباب سياسية وللمكانة”.
يأتي ذلك في وقتٍ يسعى فيه الرئيس السابق البالغ 76 عاماً، إلى الفوز بترشيح الحزب الجمهوري لمقارعة الرئيس الأميركي جو بايدن في نوفمبر 2024، لكنه يواجه دعاوى قضائية متزايدة.
وفي أوائل أبريل الماضي، وجّهت لترامب رسمياً 34 تهمة احتيال محاسبية وضريبية تتعلق بمدفوعات للتستر على قضايا عدة بما في ذلك علاقة جنسية مع الممثلة الإباحية ستورمي دانيلز أنكرها أيضاً.
ومن أبرز القضايا التي تلاحق الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتّحدة، الاتهامات الموجّهة إليه بممارسة ضغوط على مسؤولين عن العملية الانتخابية في ولاية جورجيا في 2020، إضافة إلى تحقيق بشأن طريقة تعامله مع أرشيف البيت الأبيض.