رويترز: السعودية تمنح “الأسد” قبلة الحياة وتعرض عليه مبالغ مالية ضخمة..مقابل ماذا؟
شارك الموضوع:
وطن– كشفت وكالة “رويترز” في تحليل لها تفاصيلَ هامة حولة ما تضمنه اجتماع وزراء خارجية عدد من الدول العربية مع وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد في العاصمة الأردنية، عمان، في الأول من مايو/آيار الجاري.
وقال التحليل إن هدف الدول العربية بعد إخراج رئيس النظام السوري بشار الأسد من البرد، هو الضغط عليه لكبح جماح تجارة المخدرات المزدهرة في سوريا مقابل علاقات أوثق، لكن بينما تطالب دمشق بمطالبها الخاصة، يبدو الطريق إلى الأمام بعيدًا عن البساطة.
وبحسب التحليل، طوت الدول العربية الصفحة على سنوات من المواجهة مع الأسد يوم الأحد الماضي من خلال السماح لسوريا بالعودة إلى جامعة الدول العربية، وهي علامة بارزة في إعادة تأهيله الإقليمي حتى مع استمرار الغرب في نبذه بعد سنوات من الحرب الأهلية.
لكن القادة العرب يسعون للحصول على ثمن لإعادة الانخراط، لا سيما وقف إنتاج وتهريب الكبتاغون الأمفيتامين، الذي يقول الغرب والدول العربية إنه يتمّ تصديره إلى جميع أنحاء المنطقة من سوريا.
وإلى جانب عودة ملايين اللاجئين الذين فروا من سوريا، أصبحت تجارة الكبتاغون مصدر قلق كبير للزعماء العرب، على قدم المساواة مع قلقهم بشأن موطئ القدم الذي أسسته إيران الإسلامية الشيعية في الدولة العربية.
وبينما نفت دمشق أي دور في التجارة، التي واجه المسؤولون السوريون وأقارب الأسد بسببها عقوبات غربية، سعت للحصول على نفوذ من هذه القضية.
شروط المقداد التي أزعجت وزراء الخارجية العرب
وكشفت “رويترز” أن وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، أبلغ نظراءه العرب في اجتماع عمان أنّ التقدّم في كبح الكبتاغون يعتمد على الضغط العربي على الولايات المتحدة لتخفيف العقوبات، بحسب ثلاثة مصادر مطّلعة على الاجتماع.
كما ربط “المقداد” عودة اللاجئين بأموال إعادة إعمار سوريا، التي فرّ منها أكثر من 5 ملايين شخص إلى الدول المجاورة خلال الحرب التي أودت بحياة مئات الآلاف من الأشخاص.
وتحدثت المصادر لـ”رويترز” شريطة عدم الكشف عن هويتها، حيث وصف أحدهم الاجتماع في الأردن بأنه كان “متوتراً للغاية”، قائلاً إن الوزراء العرب انزعجوا من لهجة المقداد.
ضربات جوية
وبحسب ما ورد، أصدر الاجتماع الذي حضره وزراء خارجية من مصر والعراق والسعودية والأردن بياناً وافقت فيه سوريا على المساعدة في إنهاء تهريب المخدرات والعمل خلال الشهر المقبل لتحديد من يقوم بإنتاج ونقل المخدرات.
الأردن أكد أن تجارة الكبتاغون تهديد لأمنه القومي
وقالت مصادر محلية ومخابراتية إنّ الأردن، في إشارة إلى القلق العربي العميق بشأن هذه المسألة، فقد تمّ تنفيذ ضربات جوية في سوريا يوم الإثنين، ما أسفر عن مقتل مهرب مخدرات سوري، وضرب مصنع مرتبط بجماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران.
وقال مسؤول أردني كبير، إنّ الأردن أبلغ سوريا بأنه يعتبر المخدرات تهديداً لأمنها القومي.
وأوضح المسؤول: “الضغط على الحدود هائل وهذه ليست عصابات. من الواضح أنها مدعومة من قبل الميليشيات المدعومة من إيران والمتحصنة داخل الدولة”.
تعويضات سعودية لنظام الأسد مقابل وقف تهريب الكبتاغون
ووفقاً لـ”رويترز”، اقترحت السعودية، وهي سوق كبير للكبتاغون، تعويض سوريا عن خسارة التجارة في حال توقفها، بحسب مصدر إقليمي مقرب من دمشق ومصدر سوري مقرب من الخليج.
وقال المصدر الإقليمي، إنّ السعودية عرضت أربعة مليارات دولار -بناء على تقديرات الرياض بقيمة التجارة- وإن الاقتراح قدم خلال زيارة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى دمشق.
وقال المصدر إن الأموال ستعرف على أنها مساعدات زراعية. وأكد المصدر السوري أن الرياض اقترحت دفع مبلغ كمساعدات إنسانية، لكنه لم يذكر المبلغ.
من جانبه، قال دبلوماسي خليجي عربي في المنطقة: “يجب أن يتوقفوا عن تصدير المخدرات، وهم يعلمون أن الخليج مستعد للاستثمار عندما تكون هناك مؤشرات على حدوث ذلك بالفعل”.
وقال مصدران غربيان مطلعان على اتصالات عربية مع سوريا، إن التعويض سيكون ضروريًا لإبعاد الوحدات المسلحة المرتبطة بالدولة عن تجارة الكبتاغون.
الغرب يفرض عقوبات على نظام الأسد بسبب الكبتاغون
وكانت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي قد فرضت عقوبات جديدة على دمشق في الأسابيع الأخيرة بسبب الكبتاغون، حيث يتهمون على وجه التحديد ماهر الأسد -شقيق بشار ورئيس الفرقة الرابعة في الجيش- بتسهيل إنتاج الكبتاغون والاتجار به.
وقالت الولايات المتحدة، إنها لن تطبيع العلاقات مع الأسد وستظل عقوباتها سارية المفعول.
وفي حديثها للصحفيين الشهر الماضي، أشارت مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية باربرا ليف، إلى تحركات شركاء واشنطن الإقليميين لكسر الجليد مع الأسد وحثتهم على الحصول على شيء في المقابل.
وقالت: “أود أن أضع إنهاء تجارة الكبتاغون في المقدمة جنبًا إلى جنب مع القضايا الأخرى”.
وقال مهند حاج علي من مركز كارنيغي للشرق الأوسط، إن حاجة الأسد الماسة للمساعدات الخارجية ستشكل التعاون في قضيتي اللاجئين والكبتاغون.
لكنه حذّر من أن “قدرة النظام على الإنجاز محدودة مثل سيادته التي يتم تقاسمها الآن بين عدد من الجهات الفاعلة”، بما في ذلك روسيا وإيران والجماعات شبه العسكرية المحلية.