وطن– كشفت دراسة كورية مؤخرًا عن وجود ارتباط بين الاضطرابات العقلية وخطر الإصابة بأمراض القلب مثل السكتة الدماغية أو احتشاء عضلة القلب لدى الشباب الذين تقلّ أعمارهم عن 40 عامًا.
هل يمكن أن تؤدي الاضطرابات العقلية لدى الشباب إلى حدوث اضطرابات في القلب؟ في الحقيقة، هذا ما توصّلت إليه دراسة جديدة قام بها باحثون من جامعة سيول الوطنية (كوريا الجنوبية). ولقد تمّ نشر هذا العمل في المجلة الأوروبية لأمراض القلب الوقائية، حسبما أفاد به تقرير نشره موقع “بوركوا دكتور” الفرنسي.
تزيد الاضطرابات العقليّة من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية لدى الشباب
للوصول إلى هذا الاستنتاج، قام العلماء بتجنيد 6557727 كوريًا خضعوا لفحص صحي بين عامي 2009 و2012، وتتراوح أعمارهم بين 20 و39 عامًا، ولم يتعرّضوا للنوبة القلبية أو السكتة الدماغية. وكان واحد من كل ثمانية أشخاص من بين المتطوعين، يعاني من اضطراب نفسي مثل الاكتئاب أو القلق أو الأرق.
وخلال المتابعة التي استمرت أكثر من 7 سنوات، تم تسجيل 16133 حالة احتشاء عضلة القلب و10509 حالات جلطة بين المشاركين، حسب ما ترجمته “وطن“.
ووفقًا للنتائج، فإن المتطوعين الذين يعانون من أي اضطراب عقلي لديهم مخاطر أعلى بنسبة 58٪ للإصابة باحتشاء عضلة القلب، ناهيك بأنه يمكن أن يتعرّضوا لخطر ارتفاع إصابتهم بالسكتة الدماغية بنسبة 42٪، مقارنة بالأشخاص الذين لم يعانوا من أي اضطراب عقلي.
الاضطرابات العقلية: تغيير نمط الحياة لتحسين صحة القلب
في الخطوة الثانية، قام الباحثون بتحليل الارتباطات بين الاضطرابات العقليّة والقلبية حسب عمر وجنس المشاركين. ووجدوا أن الاكتئاب والقلق والفصام واضطرابات الشخصية ارتبطت بارتفاع مخاطر الإصابة باحتشاء عضلة القلب لدى المشاركين في العشرينات من العمر مقارنة بمن هم في الثلاثينيات من العمر.
وبالنسبة للعلماء، يجب أن تدفع هذه النتائج الشباب الذين يعانون من اضطرابات عقليّة إلى الخضوع لفحوصات صحية بانتظام، من أجل الوقاية من مخاطر احتشاء عضلة القلب والسكتة الدماغية.
من جهته، قال البروفيسور مؤلف الدراسة والباحث في كلية الطب بجامعة سيول الوطنية، إيو كيون تشوي: “إذا كانت سلوكيات نمط الحياة تؤدي أحيانًا إلى ارتفاع مخاطر القلب والأوعية الدموية، لذا، فإن التشخيص يبقى مهمًا لتعديل أسلوب الحياة ودفع الشباب الذين يعانون من اضطرابات عقلية إلى تعديل نمط حياتهم لتحسين صحة قلبهم”.