“حائط البراق مِلك للجزائر”.. تقرير يفجر الجدل بين الجزائريين والمغاربة (فيديو)
وطن- زعمت قناة فضائية جزائرية أنّ حائط البُراق -وهو الجدار الغربي للمسجد الأقصى بالقدس في فلسطين المُحتلة- هو مِلك وقفي للدولة الجزائرية. وادّعت أن التطبيع المغربي مع إسرائيل، هو في الوقت الحالي، الحائل دون استرجاع ذلك الموقع المُقدس.
قناة السلام الجزائرية تثير جدلاً بين متابعيها
قناة “السلام” الجزائرية هي قناة فضائية تبث من الجزائر وتهتم بالشؤون الدينية والاجتماعية والثقافية والسياسية في البلاد. إلا أنها أثارت مؤخراً جدلاً واسعاً بين متابعيها عندما زعمت أن حائط البراق في القدس، المعروف أيضاً لدى اليهود باسم حائط المبكى، هو مِلكٌ للجزائر.
⛔️ قناة السلام الجزائرية : حائط البراق في القدس ملك للجزائر و تطبيع المغرب مع اسرائيل يمنعها من استرجاعه pic.twitter.com/0yNwEb0vxN
— ⛔️ محمد واموسي (@ouamoussi) May 13, 2023
وأضافت القناة أنّ تطبيع المغرب مع إسرائيل يمنع الجزائر من استرجاع حقها في هذا الموقع المقدس، وأن ما تقوم به المملكة يُشكل خيانة للأمة الإسلامية والقضية الفلسطينية.
وانتقدت القناة موقف الحكومة المغربية من هذه المسألة، ودعت إلى مقاطعة المغرب وإسرائيل اقتصادياً وسياسياً وإعلامياً.
ومعلومٌ أن حائط البراق، هو الجدار الغربي للمسجد الأقصى بالقدس، أخذ تسميته من ربط النبي (صلى الله عليه وسلم) دابته ليلة الإسراء والمعراج به، ويعتبر الحائط جزءاً من سور المسجد، ويجاوره مباشرة بابه المُسمى باب المغاربة.
يُمثل حائط البراق الجزء الجنوبي من السور الغربي للمسجد الأقصى الشريف، ويمتد من جهة الجنوب من باب المغاربة باتجاه الشمال إلى المدرسة التنكزية التي حوّلها الاحتلال الإسرائيلي إلى كنيس ومقرات شرطة، ويبلغ طوله نحو خمسين متراً وارتفاعه نحو عشرين متراً.
يُسمِّي اليهود المكان “حائط المبكى”، لأن صلواتهم عنده تأخذ شكل البكاء والنواح.
وفيما يتعلق بـ”مِلكية حائط البُراق”، فقد ظلَّ منذ الفتح الإسلامي وقفاً إسلامياً، وهو حقّ خالص للمسلمين وليس فيه أيُّ حَجَرٍ يعود إلى عهد الملك سليمان كما يدَّعِي اليهود.
هل حائط البراق مِلك جزائري؟
عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قوبلت مزاعم القناة الجزائرية بردود فعل واسعة ومتباينة، بين مَن رأى فيها مبالغة من الإعلام الجزائري في مهاجمة المغرب وسلطاته.
وبين ومن أحال الموضوع إلى كون ما جاء على لسان المُذيع، ضرباً من ضروب الذود عن المقدسات الإسلامية خاصة لما يُواجه حائط البراق منذ عقود من محاولات إسرائيلية لتهويده و”صهينته” إلى الأبد.
وفي الواقع، تجد الفكرة القائلة بأن حائط البُراق مِلك للجزائر، صدًى واسعاً لها منذ سنوات في الجزائر.
حتى أن قناة السلام الجزائرية قد استندت في زعمها بأن حائط البراق هو مِلك ووقف إسلامي للدولة الجزائرية، على رواية متداولة تقول بأن الحائط المذكور يعود لعائلة “الشيخ بومدين شعيب الغوث”.
واستندت القناة إلى رواية تاريخية تقول إن صلاح الدين الأيوبي، قدم هذا الحائط لبومدين الذي كان قائد الكتيبة المغربية التي ساعدت في تحرير المسجد الأقصى من الصليبيين.
واعتبرت القناة أن هذه الرواية تثبت أحقية الجزائر بالحائط، وتفضح مؤامرات إسرائيل ومن ورائها الولايات المتحدة والقوى الغربية للاستيلاء عليه.
إلا أن هذا الزعم، أثار ردود فعل غاضبة من قبل كثيرين اعتبروه محاولة لإثارة الفتنة والتشويش على حقيقة أنّ حائط البُراق جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك والحرم القدسي الشريف، وأنه وقف إسلامي عامٌّ لكل المسلمين.
وذكّروا بأن حائط البراق كان محط اهتمام وعناية من قبل المسلمين على مر التاريخ، وأنه شهد مواجهات دامية مع الصهاينة والبريطانيين، خاصة في ثورة البراق عام 1929، التي استشهد فيها عشرات من المجاهدين.
وأكدوا أن حائط البراق لا يحتمل أي تجزئة أو تفريط أو تبادل، وأنه سيرتفع دائمًا شامخًا كشهادة على صمود المسلمين في وجه كل المؤامرات ما دام الليل والنهار.
الصراع الإعلامي المغربي الجزائري
الصراع الإعلامي المغربي الجزائري هو انعكاس للتوترات السياسية والجغرافية بين البلدين الجارين في شمال أفريقيا.
وقد تأثرت حدود البلدين بسياسات التقسيم والتهميش التي اتبعها المستعمرون. ومنذ استقلالهما في ستينات القرن الماضي، اشتعلت نيران الصراع بسبب قضية الصحراء الغربية التي يطالب بها المغرب كجزء من أراضيه وتدعمها الجزائر كقضية تقرير مصير شعبها.
وقد توترت العلاقات بين البلدين على مدى عقود بسبب خلافات دبلوماسية وأمنية واقتصادية وثقافية، وأصبحت وسائل الإعلام في كلا الجانبين أداة للتحريض والاتهام والتشويه.
وفي ظل غياب أفق لحل سلمي للنزاع، يستمر الصراع الإعلامي المغربي الجزائري في تأجيج التوترات وزعزعة استقرار المنطقة.