أحدث ظهور لـ سلمان رشدي.. صاحب “آيات شيطانية” يطل بعين واحدة
وطن- بعد 9 أشهر من تعرضه لعملية طعن وإصابة خطيرة على خشبة مسرح في ولاية نيويورك الأمريكية، ظهر الكاتب البريطاني ذو الأصول الهندية سلمان رشدي، في أثناء تكريمه في حفل جوائز الكتاب البريطاني، حيث حصل على جائزة حرية النشر.
وبدا سلمان رشدي، أنحف مما كان عليه قبل الهجوم ويرتدي نظارة بعدسة واحدة ملونة، وبعث برسالة عبر الفيديو إلى حفل جوائز الكتاب البريطاني حيث حصل على جائزة حرية النشر مساء، الإثنين.
أحدث ظهور لسلمان رشدي ويثير الجدل مجدداً
وأصيب رشدي المثير للجدل دائماً بآرائه والبالغ من العمر 75 عاماً بالعمى في إحدى عينيه وتلف في أعصاب يده بعد تعرضه لهجوم في مهرجان أدبي في ولاية نيويورك في أغسطس الماضي. ودفع مهاجمه المزعوم، هادي مطر، بأنه غير مذنب في تهم الاعتداء والشروع في القتل.
وفي حفل تكريمه الجديد قال صاحب رواية “آيات شيطانية”: “إننا نعيش في لحظة، على ما أعتقد، لم تتعرض فيها حرية التعبير وحرية النشر لمثل هذا التهديد في دول الغرب”.
وقال: “الآن أجلس هنا في الولايات المتحدة، يجب أن أنظر إلى الهجوم الاستثنائي على مكتبات وكتب للأطفال في المدارس. الهجوم على فكرة المكتبات نفسها. إنه أمر مقلق للغاية، ونحن بحاجة إلى أن نكون مدركين لذلك، وأن نحاربها بشدة”.
وأضاف الكاتب الذي عرف بأفكاره المعادية للإسلام: “من الواضح أن هناك أجزاء من العالم حيث كانت الرقابة سائدة لفترة طويلة، في كثير من أنحاء العالم (روسيا، والصين)، وفي بعض النواحي الهند أيضًا. لكن في بلدان الغرب، حتى وقت قريب، كان هناك قدر معقول من الحرية في مجال النشر”.
وحصل الروائي سلمان رشدي الحائز على جائزة بوكر على جائزة الكتاب البريطانية الثانية على الإطلاق لحرية النشر، والتي تقرّ بعزم المؤلفين والناشرين وبائعي الكتب الذين يتخذون موقفًا ضد التعصب، على الرغم من التهديدات المستمرة التي يواجهونها، حسب بيان الجائزة.
وقالت مؤسسة “إندكس” بمناسبة الجائزة متحدثة عن سلمان رشدي: “لا يمكننا إلا أن نتطلع إلى فضوله الفكري، وكرمه تجاه الكتاب الآخرين، ومستوى الشجاعة التي أظهرها دائمًا في مواجهة أعداء حرية التعبير”.
وأضافت أن محاولة اغتيال سلمان رشدي العام الماضي، كانت تهدف إلى إسكات أحد أهم الأصوات في عصرنا. وبقاؤه هو تقدير لشجاعته وتصميمه، حسب وصف المؤسسة.
وقال فيليب جونز، رئيس لجنة تحكيم جوائز الكتاب البريطانية ومحرر The Bookseller: “نادرًا ما يكون هناك فائز أكثر أهمية بهذه الجائزة في لحظة أكثر أهمية. وأضاف أن حرية النشر تتعلق بالحق في القراءة والكتابة والتحدث والاستماع دون تدخل، وبدون عواقب وخيمة في كثير من الأحيان يهددها الآن أولئك الذين سيقيدون ويراقبون ويقيدون”.
وتابع: “أكثر من غيره، عاش رشدي تحديه، ولا يزال يدفع ثمناً باهظاً مقابل ذلك. قضيته ملك لنا جميعًا”.
إيران رصدت مكافأة لمن يقتل سلمان رشدي
يذكر أن الكاتب البريطاني “سلمان رشدي” الذي يعيش في الولايات المتحدة منذ العام 2000، أثار قبل عقود جدلاً واسعاً بعدما نشر روايته الشهيرة “آيات شيطانية”، ما تسبب في موجة احتجاجات وغضب عارم في أنحاء العالم، وضع على إثرها تحت حراسة أمنية على مدار الساعة في بريطانيا.
ومنعت رواية “آيات شيطانية” في إيران منذ العام 1988، إذ يعتبرها كثيرون تجديفية.
وبعدها بعام، أصدر مرشد إيران الراحل الخميني فتوى تبيح قتل رشدي، وأعلنت إيران مكافأة 2.8 ملايين دولار لأي شخص يقتله.
ونأت الحكومة الإيرانية بنفسها عن فتوى الخميني منذ ذلك الوقت، لكن المشاعر المعادية لرشدي ظلت موجودة.
وفي عام 2012، رفعت منظمة دينية إيرانية شبه رسمية مبلغ المكافأة على قتل رشدي من 2.8 مليون دولار إلى 3.3 مليون دولار.