الرئيسية » تقارير » الرئيس المُخضرم أم المعارض العلوي.. لماذا يبدو أردوغان أقرب للفوز في الإعادة؟

الرئيس المُخضرم أم المعارض العلوي.. لماذا يبدو أردوغان أقرب للفوز في الإعادة؟

وطن- في ظل عدم تمكن أيّ من المرشحين للرئاسة في تركيا من الحصول على أغلبية مطلقة من الأصوات في الجولة الأولى، ستقام جولة إعادة في 28 مايو/أيار 2023، بين الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، وزعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو.

ووفق النتائج الرسمية التي أعلنها رئيس الهيئة العليا للانتخابات في تركيا أحمد ينار، حصل أردوغان على 49.51% من الأصوات، في حين حصل كليجدار أوغلو على 44.88%، وسنان أوغان على 5.17%، وأخيراً حصل المرشح المنسحب محرم إينجه على 0.44%.

فما هي حظوظ كل مرشح في جولة الإعادة؟ ومن سيدعمهم من الأحزاب والقوى السياسية؟ وكيف ستؤثر نتائج هذه الانتخابات على مستقبل تركيا وعلاقاتها مع العالم؟

أردوغان: المُرشح المخضرم

يرى محللون أن أردوغان يدخل جولة الإعادة بمزايا عدة، منها خبرته السياسية وقاعدته الانتخابية المتينة والمؤسساتية، إضافة إلى دعم تحالفه مع حزب الحركة القومية، والذي حقق أغلبية في البرلمان.

كما يستفيد أردوغان من قدرته على التأثير على وسائل الإعلام المحلية والترويج لإنجازاته في مجالات التنمية والخدمات والأمن.

تعززت شعبية أردوغان بفضل برامجه الاقتصادية والاجتماعية التي تستهدف الفئات الأقل حظاً في المجتمع التركي.

كما يعتبره بعضهم قائداً قوياً وشخصية سياسية مؤثرة يمتلك رؤية قومية وإسلامية للبلاد.

ويحظى أردوغان بدعمٍ قوي من قاعدة واسعة من الناخبين المحافظين والأتراك الوطنيين. يُشار أيضاً إلى أنه يتمتع بشعبية كبيرة بين الفئات الاجتماعية الفقيرة والعمالية التي تستفيد من برامج الدعم الاجتماعي التي يقدمها.

وفي سياق التصريحات التي أبداها المقربون -سياسياً- من أردوعان، قال إبراهيم قالن الناطق باسم الرئاسة التركية والمستشار المقرب لأردوغان اليوم الثلاثاء: “الدورة الثانية ستكون أكثر سهولة بالنسبة إلينا. هناك فارق 5 نقاط (بين المرشحيْن)، نحو مليونين ونصف المليون صوت. يبدو أنه ليس لديهم أي فرصة لسد هذه الفجوة”.

ولكن أردوغان يواجه أيضاً تحديات كبيرة، منها انخفاض شعبيته بسبب تدهور الاقتصاد وارتفاع التضخم والبطالة، وانتقادات لسياساته المثيرة للجدل في مجالات حقوق الإنسان والديمقراطية والسيادة القضائية.

كما يعاني أردوغان من توتر في علاقاته مع بعض الدول الإقليمية والدولية، خاصة الولايات المتحدة التي أبدى رئيسها جو بايدن دعمَه الصريح لتحالف المعارضة بقيادة كمال كليجدار أوغلو.

أردوغان
رجب طيب أردوغان

كليجدار أوغلو.. المرشح المفاجئ

بالنسبة لكليجدار أوغلو، فإن نيله نسبة كبيرة من الأصوات في الجولة الأولى يعتبر إنجازاً هاماً، خاصة وأنه يقود تحالفاً من 6 أحزاب عريقة ومسموعة لدى جزء كبير من الشارع التركي.

وكتب كليجدار أوغلو على تويتر متوجّهاً إلى الشباب قائلاً: “لا يمكنكم تحمل كلفة أي شيء. عليكم حتى التفكير في ثمن فنجان القهوة. لقد سُرقت منكم متعة الحياة بينما يفترض أن يكون الشباب بعيدين عن الهموم. لم يعطوكم ذلك ولا ليوم واحد”.

وأضاف: “لن تستعيدوا شبابكم مرة أخرى.. أمامنا 12 يوماً، يجب أن نخرج من النفق المظلم”.

https://twitter.com/yirmiucderece/status/1658514817538220032?s=20

كليجدار أوغلو
كليجدار أوغلو

عن توجّه كليجدار للشباب، يقول بيرك إيسن الباحث في العلوم السياسية في جامعة سابانجي في إسطنبول، إن “كليجدار أوغلو ليس اسماً جديداً بالنسبة للشباب، فهو يبلغ من العمر 74 عاماً، ولم ينجح فعلياً في تحريك الناخبين الشباب”.

وتابع بقوله: إن “المعارضة مفككة بالكامل، سيكون من الصعب عليها تجميع صفوفها مجدداً للفوز”، في الدورة الثانية يوم 28 مايو/أيار الجاري، متوقّعاً “نسبة مشاركة أقل” عما كانت عليه في الجولة الأولى.

في جولة الإعادة، يُتوقّع أن يحظى أوغلو بدعم من بعض التحالفات السياسية التي خسرت في الجولة الأولى، مثل حزب الحركة القومية وحزب الشعب الديمقراطي.

كما يأمل في جذب أصوات المترددين والمستاءين من أداء أردوغان. ولكنه يواجه تحديات كبيرة في مواجهة قاعدة “تحالف الجمهور” المتماسك والمؤثر في الشارع التركي، وهو التحالف الذي يُروج لأردوغان كزعيم قوي وشرعي يستطيع حماية تركيا من التهديدات الخارجية والداخلية.

وإلى جانب ما سبق، يأمل كليجدار أوغلو أن يصوت الأكراد، الذين يمثلون نحو 10% من الناخبين، بقوة لصالحه في الدورة الثانية.

وأعلن حزب الشعوب الديمقراطي المناصر لقضايا الأكراد في نهاية أبريل/نيسان الماضي تأييدَه لزعيم المعارضة، وهو نفسه كردي علوي، لكن يُعتقد أن نسبة المشاركة في الجولة الأولى بالمحافظات ذات الأغلبية الكردية كانت تحوم حول 80%، وهو أقل بكثير من المعدل الوطني البالغ 89% تقريبًا.

سنان أوغان “رجل الحسم” بين أردوغان وكليجدار أوغلو

سنان أوغان هو مرشح تحالف الأجداد، وهو تحالف من أربعة أحزاب يمينية قومية متطرفة، في الانتخابات الرئاسية التركية 2023. حصل أوغان على 5.25% من الأصوات في الدورة الأولى من الانتخابات، وأصبح عاملاً مؤثراً في تحديد الفائز في الدورة الثانية بين رجب طيب أردوغان، وكمال كليتشدار أوغلو. ولكن هل سيتمكن أوغان من تحويل أصواته لأحد المرشحين، وما شروطه ومطالبه؟

سنان أوغان
سنان أوغان

في الانتخابات الرئاسية التركية 2023، قدّم نفسه كبديل للمرشحين المنافسين، واستطاع جذب جزء من الأصوات المعارضة لأردوغان والمستاءة من كليتشدار أوغلو.

“أوغان” الذي صرّح في وقت سابق بأنّ هدفه هو إجبار المرشحين على خوض دورة ثانية، ومن ثم التفاوض معهما وتقديم شروطه للحصول على دعمه. أوضح أن من بين شروطه، إجراء إصلاحات دستورية لإعادة تقوية دور البرلمان، وإعادة تقييم سياسة تركيا تجاه سوريا واللاجئين، وإقامة علاقات جديدة مع روسيا والصين.

ولكن هل ستذهب أصوات سنان أوغان فعلاً لأحد المرشحين في جولة الإعادة؟ هذا ما يثير شكوكاً لدى بعض المحللين، الذين يرون أن أصوات أوغان لا تعبّر عن تأييد فعلي لبرنامجه؛ بل عن رفض للخيارات المتاحة.

وهو رأي يُشاركه “كورساد إرطغرل” من جامعة الشرق الأوسط التقنية في أنقرة، الذي أوضح أن “النزعة القومية المعادية للأكراد للتيار الذي يمثله أوغان تجعل من الصعب جدًا على كليجدار أوغلو إبرام صفقة معه”.

ويرجح إرطغرل أن تواصل حملة أردوغان التركيز على القضايا الأمنية، وهي صيغة رابحة بين الطبقة العاملة “القومية المحافظة”، كما أن فكرة بناء “تركيا العظيمة” من خلال مشاريع البنية التحتية والاستفادة من “الحساسيات الأخلاقية لدى الأغلبية المحافظة” كانت أيضًا في صميم رسائل أردوغان.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.