وطن- ثمة وجوه على عملة الدولار الأمريكي بمختلف فئاته، كلما تعمقت في تاريخها أكثر ؛كلما ازداد لديك وضوح صورة أمريكيا أكثر .
قد لا يهمنا النظر لهذه الوجوه التي ستعرف بأنه كان لا ماء فيها، فحتما الرقم الذي يحتل الزوايا فهو أهم لمن يتداولوها.
هذه الوجوه أكثرها لآباء أمريكيا الذين “حرروها “، و صنعوا “حضارتها”، ووضعوا تشريعاتها، وكتبوا لها أسباب البقاء بكل الطرق والأساليب والتي منها ما خطر على بال بشر، ومن أجل هذا تكرمهم أمريكيا وتمجدهم أو تضعهم لنا كعبرة حتى نعتبر!، لأن
أمريكيا الحاضر هي نفسها أمريكيا الماضي وحتما المستقبل أن بقت .على فئة الواحد
دولار ؛ ترى جورج واشنطون، أول رئيس أمريكي، وقبل ذلك كان قائدا لل
جيش الأمريكي في حرب الاستقلال عن بريطانيا، وهو الذي جعل منها دولة مستقلة .
في بداية حياته ترك الجيش الأمريكي (التابع للمستعمرات) أكثر من مرة بسبب الرتبة العسكرية والراتب الذي لم رتضيه، كما عرف عنه حبه للمقامرة والمتاجرة بالعبيد. يسميه الهنود الحمر ب”هدام المدن” ، فقد هدم لهم ثماني وعشرون مدينة من ثلاثين مدينة، وكان أكبر شخصية في التاريخ الأمريكي أمرت ونفذت حروب أبادة بحق
الهنود الحمر والذي كان يقارنهم بالذئاب .
في عام 1792 قابله أحد زعماء الهنود الحمر وقال له: “عندما نسمع بأسمك تنظر نساؤنا خلفهن مذعورات وتشحب وجوههن وأطفالنا يتشبثون برقاب أمهاتهم من الخوف”.
كما قال عنه أحد زعماء الهنود الحمر :” لقد مسح مدننا من على وجه الأرض ولم تنج منه حتى قبور آبائنا “.
طلب من جنراله جون سيلفان عام 1779 بتحويل بيوت الهنود الحمر الى مدافن لهم، وان لا يطيل التفاوض معهم على الأطلاق، وأوصاه: “أقتل منهم ما تستطيع ولا تنظر للعمر أو الجنس، أقطع أشجارهم وخرب محاصيلهم حتى من يفلت من أيدينا ينال منه الجوع” وكانت النتيجة لهذا الأمر ، ان أبيد سكان أربعين مستعمرة للهنود الحمر خلال ستة أشهر.
في عام 1976 عثر على هياكل عظمية لهنود حمر تحت حديقة البيت الأبيض عندما كان عمال الحفريات يقومون ببناء حمام سباحة للرئيس الأمريكي جيرالد فورد، جورج واشنطون هو الذي بنى البيت الأبيض، ولم يسكنه بالطبع.
على فئة الدولارين، (غير متداولة حاليا) ترى ثوماس جيفرسون ،أحد آباء أمريكيا وكاتب وثيقة أستقلالها وأحد مشاهير الماسونية الذين دافعوا عن الثورة الفرنسية بحماسة.
أشتهر بالمطالبة بتحرير العبيد في نفس الوقت الذي كان يمتلك العديد منهم كما كان يتاجر بهم أيضا .
فر من ولاية فرجينيا الذي كان حاكما عليها أثناء الغزو البريطاني لها في حرب الأستقلال، وقد أتهم بالجبن بسبب ذلك، مما دعاه للأستقالة عام 1781.
كان من أكبر المؤيدين لأبادة الهنود الحمر وطردهم عن أراضيهم ،وهو الذي أرسل بعثة “لويس وكلارك ” الأستكشافية أو بعثة النهب التي أدت الى توسيع أمريكيا على حساب أراضي الهنود الحمر الذين تمت أبادتهم أو ترحيلهم.
كان دائم الخلاف مع أصدقائه ومعارفه بسبب تحرشه بزوجاتهم، ورغم بروز فضائحه الجنسية في الصحافة الا انه لم يعترف سوى بعلاقته مع زوجة صديقه جون ووكر، وعندما أشتد عليه النقد بسبب سلوكه المشين هذا، قال :”أن الأمريكيين يريدون مخصيا كي يحكمهم”.
تعرض لحملة قاسية بسبب علاقته وأنجابه لأطفال غير شرعيين من أحدى جواريه تدعى سالي هيمنقز والذي يقال أنه كان على علاقة غير سوية بها منذ أن كانت طفلة، وكان أنجابها لطفل يحمل ملامحه مثارا للتهكم لدى الصحافة، حيث دعت أحدى الصحف الطفل والذي يدعى “توم”، بالرئيس توم.
في عام 1998 وفي ظل مطالبة أحفاد هذه الجارية بالأعتراف بهم على أنهم من سلالة جيفرسون، تم أجراء فحص الحمض النووي فجاء متوافقا مع فصيلة جيفرسون، الا أن جمعية أسرة جيفرسون رفضت الأعتراف بهم، لكنها سمحت لهم بالزيارة فقط!.
بعد وفاة جيفرسون مديونا، حضرت مجموعة من المخمنين من أجل تخمين تركته، فسجلت عن الجارية ،أو (أم أمريكيا) : سالي هيمنقز – جارية 52 عاما – الثمن : خمسون دولارا.
تم أنتقاده عندما قورن بجورج واشنطون الذي حرر عبيده في وصية موته بينما لم يفعل ذلك جيفرسون حتى مع جاريته الذي ارتبط بها لأكثر من أربعين عاما.
من عباراته الشهيرة والمريبة :”أن شجرة الحرية يجب ان تسقى من وقت الى وقت بالدم كي تظل أغصانها منتعشة “، عندما أعتقل مفجر بناية أوكلوهاما عام 1995 وجدت هذه العبارة مكتوبة على قميصه.على فئة الخمس دولارات، ترى أبراهام لنكولن الرئيس السادس عشر لأمريكيا، عندما أنتخب رئيسا لأمريكيا أستقلت ولايات الجنوب عن الأتحاد الامريكي والذي يشمل ولايات الشمال الأمريكي، مما حدا بلنكولن بشن حرب لا هوادة فيها من أجل اعادة ضم هذه الولايات، فاختار أشد العسكريين الأمريكيين إجراما كيولسيس قرانت ووليام شيرمان الذي سبح في دم الهنود الحمر و صاحب عبارة :”الهندي الميت هو الهندي الجيد”، وطلب منهم أستهداف حتى المدنيين في الجنوب وتدمير كل ما يعتمدون عليه، وأطلق سراح المجرمين من السجون والحقهم بجيش الأتحاد، وترفق لأول مرة ببعض قبائل الهنود الحمر من أجل مساعدته في الحرب الأهلية، كما وفرض التجنيد الألزامي على كل قادر، أو دفع ثلاثمائة دولار لمن لا يستطيع، ورفع الضرائب وأستدان أموال طائلة من المرابين اليهود من أجل تمويل الحرب والذي كانوا ايضا يقدمون القروض للجنوب الأنفصالي، وسجن ما يقرب من ثمانية عشر الفا من المتعاطفين مع الجنوبيين بدون محاكمة، كما أمر بأعتقال أكثر أعضاء المجلس التشريعي والذين صوتوا لصالح قرار فيه بعض التأييد للجنوبيين، وأغلق الصحف والمجلات المناهضة للحرب، كما وسجلت عليه أرسال أموال ضخمة لجنرالاته من الخزينة الأمريكية دون العودة للبرلمان.
عرف بعنصريته رغم مطالبته بألغاء الرق، فقد رفض اي مساواة للبيض مع السود.
في عام 1862 أمر بأعدام ثمانية وثلاثين من قادة الهنود الحمر وزعمائهم الدينيين دون أي ذنب، كما أمر بأعدام ما يقرب من ثلاثمائة من الهنود الحمر لأنهم طالبوا بحقوق كانت وعدتهم بها أمريكيا عام 1851، وفي أحد خطاباته أستذكر أحدى المعارك التي أشترك فيها ضد الهنود الحمر وقال: ” لقد كانت كفاحات دموية جيدة ضد البعوض”.
أرسل له احد زعماء الهنود الحمر وهو “سياتل” برسالة محزنة ، يعلن أستسلامه فيها ويقول: “أننا نريد الأستسلام، واعلم أنكم لن تقبلوا ذلك منا لأنكم تريدون لنا الموت، الموت فقط ، لكن هل يمكنكم ان تهبوا لنا أرواح أخوتنا الحيوانات، بعد أستسلامنا للموت.
وكان رد لنكولن هو أفناء القبيلة بحيواناتها وكل ما تملك.
أتهمت زوجته بالخيانة الزوجية، أما هو فقد أغتيل بعد مضي شهر على أنتخابه للفترة الثانية. أصيبت زوجته بالجنون فيما بعد.على فئة العشر دولارات، ترى الكسندر هاملتون، أحد آباء أمريكيا، كانت فضائحه الجنسية وولادته الغير شرعية، وما نتج عنها من مشاكل، أحد أهم الأسباب التي أدت الى خسارته في الأنتخابات الرئاسية، لكنه كان أول وزير لمالية أمريكيا، ومؤسس بنك أمريكيا وواضع انظمة البنوك التي تسير عليها أمريكيا حتى يومنا هذا ، كما أنه أحد معدي الدستور الأمريكي وماسوني نوراني عريق، لكن حدثت ثمة خلافات حادة ما بينه وبين النورانيين يقال أن لمقتله ثمة علاقة في هذا الخلاف. ولد عام 1755 سفاحا لرجل أعمال أسكتلندي فاشل، في حين كانت أمة مرتبطة بزواج آخر غير سعيد!.
ثم اهتم رجل آخر من نفس منطقته بتكاليف تعليمه، ولم يستبعد بعض الباحثين أن هذا الرجل هو والده الحقيقي بسبب أهتمامه الأستثنائي به والتقارب ما بين سحنتيهما.
التحق بمليشيات أمريكية وسرعان ما حقق مهارات عالية فيها، مما جعل جورج واشنطن يختاره كمساعد له في حرب الأستقلال، عثر على مجموعة رسائل ما بينه وبين مساعد آخر لجورج واشنطون، يدعى جون لورينز، قسم منها تحت عنوان “رسائل حب”، يقول في أحداها : ” عزيزي لورينز، كم بودي لو أقنعك بالأفعال لا بالأقوال أني أحبك ..أحبك “، كما ادخله في خانة الشواذ من قبل العديد من الباحثين، تم تخليد الأثنين معا هاملتون ولورينز، على أحد الطوابع الأمريكية عام 1981.
عاش حياة مضطربة ومليئة بالفضائح ظلت ترافقه حتى موته، كان أكثرها تأثيرا عليه علاقته مع أمرأة تدعى ماري رينولدز، والتي نشرتها الصحف بكامل تفاصيلها آنذاك، خاصة وانه دفع أموالا من الخزينة الأمريكية تقدر بعشرة الآف دولار (مبلغ كبير بالنسبة لتلك الفترة) لزوج هذه المرأة والذي ظل يبتزه لفترة طويلة مقابل سكوته، لكن الزوج في أحدى المرات ضبط هاملتون مع زوجته وقام بحجز ملابسهما لفترة، وقدم الأدلة كاملة بتفاصيلها مع المبالغ التي دفعت له لخصوم هاملتون السياسيين.
كما أنكشفت له علاقة أخرى مع اخت زوجته، ثم جاء مقتل أبنه في مبارزة، وجنون أبنته في نفس الوقت، حتى جاء دوره هو ليقتل في المكان الذي قتل فيه أبنه وعلى يد خصمه السياسي ونائب الرئيس الأمريكي آنذاك آرون بر.على فئة العشرين دولارا، ترى الرئيس الأمريكي السابع أندرو جاكسون، ومؤسس الحزب الديمقراطي، كان خصومه ينادونه بالحمار، ومن أجل هذا أتخذ الحمار شعارا للحزب، لم يعرف التاريخ الأمريكي أشد منه دموية وفضاضة وأرهابا، كعسكري وكرئيس،حتى أن الكونجرس الأمريكي الذي التزم بكل تشريعات أبادة الهنود الحمر، أدان فضاعته معهم عام 1834 ،كان من هواياته التمثيل بجثث الهنود الحمر ، وأشرف بنفسه على العديد من “حفلات” التمثيل بهم، في أحدى المرات أشرف على التمثيل بجثث ثمانمائة هندي احمر، ما بين طفل وأمرأة ورجل، وكان ينتشي وهو يرى رجاله يسلخون جلودهم ،اوصى جنوده أحدى المرات بقوله:”أقتلوا الهنود، واسلخوا جلودهم، لا تتركوا كبيرا ولا صغيرا، فالقمل لا يفقس الا من بيوض القمل”، وفي احدى المرات قام هو ورجاله بجمع 46 من الهنود الحمر في أحد البيوت واحرقوهم، ثم قاموا بشي البطاطا في رمادهم ثم تناولوها “طعاما شهيا ” حسب تعبير جاكسون.
كما واحرق العديد من قرى الهنود الحمر في فلوريدا، ومن تبقى حيا منهم ،أستخدم بعضهم كعبيد وباع ما تبقى منهم.
في عام 1830 أقر قانون ترحيل
الهنود الحمر من أراضيهم، وبعد ذلك بعام ألغى قرارا صدر عن المحكمة العليا أعطى بعض الحق للهنود الحمر، كما أتخذ عدة قرارات وتشريعات في فترة رئاسته ،أدت فيما بعد الى الجريمة الفظيعة التي اتخذت بحق الهنود الحمر والتي عرفت بدرب الدموع عام 1838.
عندما أرتفعت شهرته السياسية برزت فضائحة الجنسية على أيدي خصومه، كفضيحة أمه التي كانت تعمل كمومس لدى الجيش البريطاني، ثم زواجه هو من أمرأة لا زالت على ذمة زوجها، تدعى راحيل، وقد أشتهر بعدة مبارزات والتي عادة ما كانت مع أشخاص تهكموا على زواجه.
في عام 1831 أرتبط اسمه واسم زوجة أبنه والتي وضعها مكان زوجته المتوفية في تشريفات البيت الأبيض، في فضيحة جنسية تورط فيها عددا من أفراد حكومته وزوجاتهم، أدت الى أستقالة بعضهم كفان بورين الذي صار رئيسا لأمريكيا بعده!.على فئة الخمسين دولارا، ترى الرئيس الأمريكي الثامن عشر يولسيس قرانت، كان قائد جيش الأتحاد في الحرب الأهلية ،واكبر شخصية حازت على ثقة أبراهام لنكولن.
فصل من الجيش في بداية حياته العسكرية بسبب أدمانه الخمر، لكن أبراهام لنكولن الرئيس آنذاك أحتاج أمثاله في الحرب الأهلية، ففعل المطلوب منه بوحشية تجاوزت كل الأعراف العسكرية والأنسانية، وبدعم واسع من أبراهام لنكولن، وعندما وصلت شكاوى لأبراهام لنكولن عن قائده العسكري، تصفه بالسكير دائما وفي الأوقات الحرجة من المعارك، قال:”أعطوني نوع الخمر الذي يشربه لأرسل ببرميل منه لكل جنرال من جنرالاتي”.
أثناء قيادته للجيش في الحرب الأهلية ضاق ذرعا من تصرفات اليهود الذي وصفهم بالفرصويين الذين جمعوا ثروات هائلة على حساب الدم الأمريكي، فأصدر أمره العسكري الشهير والذي طلب فيه بأبعاد اليهود عن كل الدوائر التي تحت مسؤوليته ونعتهم بأسوأ الصفات، لكن الرئيس الأمريكي أبراهام لنكولن سارع بألغاء القرار بعد الضجة التي أفتعلها اليهود، وطلب من قائده حتى انكار ان القرار صادر عنه، ومع أنه تراجع وأعتذر وقابل قيادات اليهود وطلب المسامحة منهم، وقدم لهم التنازلات في فترة رئاسته تلو التنازلات، حتى أنه أوصى القنصل الأمريكي الأهتمام بمصالح اليهود في فلسطين، الا أنهم لم يغفروا له ذلك حتى مات.
في أثناء حملته الانتخابية للرئاسة، وقف اليهود في وجهه، الا أن شهرته في الحرب الأهلية حملته على الفوز بالرئاسة، لكن ما أن مضت الأشهر الأولى على رئاسته، حتى أجتمع كبار التجار اليهود وأتصلوا بأحد أقرباء الرئيس قرانت وأقنعوه بالتدخل عند الرئيس من أجل أتخاذ قرارات من شأنها مساعدتهم على السيطرة على سوق الذهب في نيويورك، وقد نجحوا في ذلك، وهي الكارثة المشهورة ب”الجمعة السوداء” في التاريخ الأمريكي، والتي توقفت فيها التجارة الأمريكية الخارجية وتعامل البنوك لفترة ما، ثم جاءت فضيحة شركة” كردت موبايلر ” الوهمية، والتي نهبت من الخزينة الأمريكية ما يقرب من عشرين مليون دولار ما بين عام 1871 وحتى عام 1873، وذلك من أجل مشروع مد سكك حديدية، وقامت من أجل أيقاف أي تحقيق في طبيعة عملها برشوة عدد من أعضاء حكومة قرانت واعضاء الكونجرس، في ظل صمت مطبق من قبل الرئيس .
ثم جاء فضيحة “ضريبة الويسكي” والتي أستطاع فيها عددا من مصنعي الخمور وغالبهم من اليهود، تجاوز دفع الضرائب على منتجاتهم ، مقابل رشاوى دفعت لأكثر من مئة مسؤول في أدارة قرانت وعلى رأسهم سكرتيره الشخصي، وكانت خسارة الخزينة الأمريكية في هذه الفضيحة ما يقرب من أربعة ملايين دولار.
ثم جاءت فضيحة وزير الحربية في أدارة قرانت والتي قبض فيها هذا الوزير رشاوى من شركات مقابل أعطائها تراخيص للعمل في أراض تابعة للهنود الحمر ،وفضائح عديدة أخرى، فقد تم أغراق أدارته بأكملها في الفضائح والفساد، بل تعتبر الأدارة الأكثر فسادا في التاريخ الأمريكي، ولكن هل ترك بعد ذلك ؟ حتما لا، فبعد تقاعده، سلم أبنه ما جمع من أموال من أجل تشغيلها في مشروع ناجح ،فقام الأبن بأنشاء بنك بالأشتراك مع آخرين، لكن بعد عامين وبسبب تلاعب كبير، اعلن البنك أفلاسه وهرب الأبن، أما قرانت فقد عاش عالة على أصدقائه، حتى مات مفلسا عام 1885.على فئة المائة دولار، الفئة الأكثر تداولا في العالم، ترى أحد آباء أمريكيا بنجامين فرانكلن، لم يكن رئيسا في أي يوم من الأيام، لكنه أحد أهم صانعي أستقلالها، وأحد الذين وضعوا دستورها، وأحد مشرعي الدم بكافة الأساليب من أجل بقاء أمريكيا.
عندما كان سفيرا للمستعمرات الأمريكية في بريطانيا، تحول الى أداة في يد الماسونيين، وأنضم هناك الى معبد “نار جهنم” الشيطاني، والذي يتخذ من الأعضاء التناسلية والخمر شعارا له، وكان لتعاون أعضاء هذا المعبد فيما بين بعضهم البعض أكبر الأثر في أنجاح المفاوضات النهائية التي أدت لإستقلال المستعمرات الأمريكية عن بريطانيا .
حاول أدخال أنظمة الماسونية الحديثة في التشريعات الأمريكية، ونجح الى حد بعيد في هذا، وعندما تم تكليفه بوضع شعار للختم الأكبر لأمريكيا من قبل الكونجرس الأمريكي، أتخذ من قصة النبي موسى وأخراجه اليهود من مصر كشعار للختم، كما وشبه الملك جورج الثالث بفرعون مصر، لكن الكونجرس لم يتبنه .
في عام 1989 عثر عمال الحفريات اثناء اصلاح بيت بنجامين فرانكلين في لندن على عظام عشرة أشخاص أسفل المنزل منهم سته صبيان في حدود العاشرة من العمر، كما ووجدت عظام مسحوقة، كما وجد في جمجمة عدة ثقوب بآلة حادة، وقد ذكر احد العمال أنه يتوقع وجود المزيد من العظام في منطقة أخرى أسفل المنزل، وقد تبين أن الدفن حدث في الفترة التي كان يقيم فيها بنجامين فرانكلين في المنزل عندما كان سفيرا للمستعمرات الأمريكية، وقد اغلقت أعمال الحفر ، كما اغلقت القضية برمتها.
قبل عامين من هذه الحادثة زارت مارقريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا آنذاك بيت بنجامين فرانكلين أو أول سفارة أمريكية في العالم كما يسميها البعض، ومنحت جائزة بنجامين فرانكلين للخدمات الأنسانية المتميزة!.
على فئة الخمسمائة دولار (غير متداولة حاليا) تجد صورة الرئيس الأمريكي الخامس والعشرون وليام ماكنلي، كان من القادة العسكريين في الحرب الأهلية الأمريكية، أحتل بورتريكو وغوام وهاواي وضمها لأمريكيا، وأشترى الفلبين بما عليها من بشر من الأسبان بعشرين مليون دولار، وعندما وجد معارضة شعبية لأحتلالها
أدعى لرجال الكنيسة بأن الوحي نزل عليه، وقال أمام البرلمان: ” انا لست خجولا ان اقول لكم ايها السادة بأني سجدت وصليت للرب طالبا منه النصيحة والتوجيه اكثر من ليلة وفي احد الليالي رأيت العجب، لا اعرف كيف، ولكن هكذا جاء الأمر: لم يبق شيئا لكم ان تفعلوه سوى ان تأخذوا الفلبينيين جميعا وتساعدوهم وتعلموهم ثم تقومون بتنصيرهم وتفعلوا معهم الواجب الذي مات من اجله المسيح”. وأخذهم أخذا وبيلا !
أرسل لهم مائة وست وعشرون الف جندي امريكي، ارتكبوا من الفظائع ما لا يخطر على بال احد من البشر، دمروا قرى بأكملها على رؤوس أهلها، قتلوا ما يقرب من مليون انسان على مدى ثلاثة عشر سنة، اتبعوا فيها سياسة الأرض المحروقة حتى يموت من الجوع كل من لم يستطيعوا قتله. أغتيل.
على فئة الألف دولار (غير متداولة حاليا) ترى جروفر كليفلاند وهو الرئيس الثاني والعشرون والرابع والعشرون أيضا، أثناء حملته الانتخابية أشعل خصومه فضيحته مع أمراة وأنجابه طفلا غير شرعي منها، مما أضطره للأعتراف وتوضيح الأمر للشعب الأمريكي، وليته ما أوضح، مع ان ذلك اقنع الشعب الأمريكي وأحترم فيه صراحته!، وفاز بالأنتخابات، فقد أعترف بعلاقته مع المرأة، لكنه قال أنه غير متأكد بأن الطفل منه، لأن شريكه في مكتب المحاماة فولسلوم قد ضاجعها أيضا، كما قال بأنه متأكد بأنها ضاجعت العديد من الرجال غيره، لكنه وعد الشعب الأمريكي بأنه سيقوم بأعانة المرأة والطفل، لكنه ما ان دخل البيت الأبيض حتى دخلت المرأة مستشفى المجانين ،والطفل الى ملجأ الأيتام . ثم تزوج من ابنة شريكه في كل شيئ فولسلوم.
كان خصومه يتهكمون عليه أثناء الحملة الأنتخابية بأغنية على لسان طفله الغير شرعي : ماما ماما وين بابا بابا؟
لكن عندما فاز رد أنصاره بأجابتهم : راح على البيت الأبيض هاها هاها.
لكنه خسر الأنتخابات في المرحله الثانية، لكن هذه المرة بسبب رسائل مفبركة من قبل خصومه، نشرتها الصحف على أنها مراسلات ما بين الحكومة البريطانية والسفير البريطاني في أمريكيا، ترى فيها الحكومة البريطانية أن المرشح جروفر كيليفاند هو المرشح المفضل لديها، وبهذا خسر اصوات الأيرلنديين في أمريكيا وبالتالي خسر الأنتخابات .
على الفئات المعدنية للدولار تم تكريم العديد من الشخصيات الأمريكية الهامة والذين كان لهم دورهم فيما وصلت اليه أمريكيا اليوم، وحتى لا أطيل عليكم، سأكتفي بأمرأة من الهنود الحمر (السكان الاصليين) تدعى ساكاقاوايا، وكانت على الفئة المعدنية للواحد دولار، وقد يتعجب أحدهم من تخليد هندية حمراء على الدولار، ولكن أذا عرف السبب بطل العجب ،يقول باحث أمريكي: لا يعلم سوى الله كيف ستكون أمريكيا هذا اليوم لولا هذه المرأة، فهي التي قادت بعثة “لويس وكلارك” الأستكشافية أو بعثة النهب، قادتهم نحو أراض لم يسبق وأن وطأها البيض على الأطلاق ، وكان دور هذه الساكاقاوايا المفاوضة والمترجمة والدليلة، حيث كانت تجيد عدة لغات من لغات الهنود الحمر، وخدعت أقرب الناس اليها وهو أخوها الذي كان زعيما لأحدى القبائل، والذي أعان البعثة بالخيول والطعام دون أن يدري عن حقيقة هذه البعثة، وقد سجلت البعثة عن دورها بأنه كان رئيسيا، فقد منح الحماية للبعثة، وأبعد عنها كل الشكوك، خاصة وأنها كانت تحمل طفل صغير لها على ظهرها .
أختفت آثارها بعد أن أدت المهمة، وليعتبر من يعتبر.
مجرد تساؤل.
متى يُنصف الضحايا ويُعاقب المجرم !!!؟؟؟
رغم أن هؤلاء الذين يُعتبرون “أباء” أمريكا الإجرام، أصبحوا رميما، إلا أنه يتعين محاكمتهم في محكمة الجنايات الدولية، عسى أحفادهم أن يكفوا الأذى عن الناس ونشر الفساد عبر العالم.
وقد كانت الشجاعة للبعض من تحطيم بعض التماثيل في بريطانيا، وعلى رأسهم رئيس وزراء بريطانيا ونستون تشرشل و كريستوف كولومبوس في أمريكا. في مشهد أراد أصحابه تجسيد نوعا من أنواع المفقودة في بلدين يتغنيان بحقوق الإنسان وإنفاذ القانون.
في مقال نشرته “القدس العربي” يوم: “16/05/2023″، تحت عنوان:” تقرير: حروب أمريكا في مرحلة ما بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 أسهمت بمقتل 4.5 مليون نسمة”، جاء فيه ما نصه:
” حساب الحد الأدنى للوفيات المفرطة المنسوبة للحرب على الإرهاب في النزاعات بأفغانستان وباكستان والعراق وسوريا وليبيا والصومال واليمن ووجدوا أن “الأثر واسع ومعقد” واعترفوا أنهم ليسوا مؤهلين لتحديد الرقم الحقيقي. لكنهم توصلوا إلى رقم تقديري وهو 4.5 إلى 4.6 مليون شخص وهو رقم في تزايد مستمر نظرا للآثار المتزايدة التي لا يزال صداها يتردد.” انتهى الاقتباس.