لماذا تفكر السعودية في طرح أسهم أرامكو الجديدة؟
شارك الموضوع:
وطن- تدرس شركة النفط السعودية العملاقة أرامكو، عرضًا جديدًا لطرح الأسهم بما قد يسمح لشركة النفط المملوكة للدولة، بالاستفادة من مليارات الدولارات، حيث تمضي المملكة قدمًا في مشاريع ضخمة تهدف إلى تنويع اقتصادها.
وقالت مصادر سعودية مطلعة على الخطط، إن المملكة العربية السعودية تعمل مع مستشارين لدراسة جدوى طرح أسهم إضافي على مؤشر تداول في المملكة.
في طرحها العام الأولي في عام 2019، جمعت أرامكو السعودية رقماً قياسياً قدره 25.6 مليار دولار. كان الاكتتاب العام سمة أساسية لمحاولات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتنويع اقتصاد المملكة بعيدًا عن الاعتماد على النفط.
مكاسب غير متوقعة
تمتعت المملكة العربية السعودية بمكاسب اقتصادية غير متوقعة بعد أن قفزت أسعار النفط إلى 100 دولار للبرميل في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا. وسمح ارتفاع الأسعار للرياض بتخصيص أموال طائلة لمشاريع ضخمة مثل مدينة نيوم المستقبلية المطلة على البحر الأحمر والتي تبلغ تكلفتها 500 مليار دولار وشركة طيران جديدة مصممة لخدمة رأس مال متزايد.
لكن في الآونة الأخيرة، انخفض سعر خام برنت وسط مخاوف بشأن قوة الاقتصاد العالمي، وتم تداوله يوم الثلاثاء عند 74.65 دولارًا للبرميل. على مدى العام الماضي، دفعت المملكة من أجل سلسلة من تخفيضات إنتاج النفط من منتجي النفط الخام الآخرين، في محاولة لدعم الأسعار.
تداعيات هبوط أسعار النفط
وتأثرت أرامكو بهبوط أسعار النفط، وفي مايو أعلنت عن صافي دخل بلغ 31.9 مليار دولار للربع الأول، بانخفاض بنحو 19 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، حسب موقع “ميدل إيست آي“.
كان على أرامكو أيضًا أن تتعامل مع تجديد تجارة الطاقة العالمية حيث تبيع المملكة العربية السعودية المزيد من النفط إلى أوروبا، بينما تدخل روسيا في حصة المملكة في السوق الآسيوية بأسعار مخفضة للخام نتيجة للعقوبات الغربية.
لم تحدد المملكة جدولًا زمنيًا دقيقًا للعرض الجديد، لكن يمكن أن يتم هذا العام.
ويمثل البيع حالة اختبار لجهود المملكة العربية السعودية لتعزيز جاذبية شركة مملوكة بنسبة 90 في المائة للحكومة السعودية وثمانية في المائة مملوكة لصندوق الثروة السيادي.
قال جيم كرين، خبير الطاقة والزميل في معهد بيكر بجامعة رايس في تصريحات لموقع مديل إيست آي: “أرامكو السعودية هي جوهرة التاج للمملكة”.
من يشتري الأسهم؟
أحجمت المؤسسات الأجنبية عن السعر الباهظ البالغ 2 تريليون دولار الذي وضعته المملكة في البداية على أرامكو في عام 2019، وتم شراء الأسهم بشكل أساسي من قبل مستثمرين سعوديين وإقليميين.
من أجل تعزيز المبيعات، أطلقت المملكة العربية السعودية حملة على الصعيد الوطني لجذب مستثمري التجزئة، وتقديم قروض لشراء الأسهم. وبحسب ما ورد، تعرضت العائلات الثرية التي علقت في حملة ولي العهد ضد الفساد عام 2017 لضغوط للشراء في الشركة.
كما اختارت المملكة إدراج أرامكو في بورصتها المحلية بدلاً من سوق غربي أكبر. لكن إدراج “تداول” غذّى مخاوف المستثمرين الأجانب بشأن شفافية الشركة.
وتصدرت أرامكو عناوين الصحف منذ طرحها العام الأوّلي، مدعومة بارتفاع أسعار النفط، وقد تفوقت على شركة أبل باعتبارها الشركة الأكثر قيمة في العالم. وحتى يوم الثلاثاء، كان تداول أرامكو مرتفعاً 6.54 بالمئة منذ طرحها للاكتتاب العام في ديسمبر 2019.
في حين تفوقت على بعض شركات النفط الغربية الكبرى هذا العام، منذ طرحها العام الأولي، تخلفت أرامكو عن الصناديق المتداولة في البورصة مثل XLE، التي تتعقب الأسهم المتعلقة بالطاقة في S&P 500.
اللعبة الطويلة
مثل شركات النفط الكبرى الأخرى، تعرضت أرامكو لضغوط لإعادة المزيد من السيولة إلى المساهمين وسط الطفرة النفطية الأخيرة. في مارس، عززت الشركة توزيعات الأرباح وأعلنت في مايو عن خطط لطرح مدفوعات نقدية “مرتبطة بالأداء” للمساهمين.
وقال كرين من جامعة رايس، إن أرامكو قد تشهد اهتمامًا أجنبيًا جديدًا بأسهمها نتيجة مخاوف المستثمرين الأجانب بشأن شركات النفط الغربية وتحول الطاقة.
يؤكد المحللون أنه في حين أن تحوّل الطاقة قد يضعف أسعار النفط على المدى الطويل، فإن المملكة العربية السعودية في وضع جيد لاكتساب حصتها في السوق لأن حفر النفط فيها أسهل.
تعهد وزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان، بأن المملكة ستكون “آخر رجل يقف” في سوق النفط وتستخرج “كل جزيء هيدروكربوني” تمتلكه قبل أن تصبح عديمة القيمة.
قال كرين: “على المدى الطويل، يبدو أن أرامكو ستصبح في وضع أقوى مع حصة أكبر في السوق مع تقدم عملية انتقال الطاقة”.
وأضاف: “أسعار النفط قد تنخفض، ولكن بالنسبة لأولئك الذين يريدون التعرض للنفط، فإن المملكة العربية السعودية هي رهان آمن للغاية”.