ليكون طفلك اجتماعيّ ولطيفٌ.. ثلاثة أشياء يجب على الآباء القيام بها

وطن- يحتاج مجتمعنا أكثر من أي وقت مضى إلى أطفال اجتماعيين ولطفاء مع الآخرين. وفي الحقيقة، أن يكون الطفل اجتماعيًا وعاطفيًا، لا يساعده في تطوير علاقات صحية وإيجابية مع الآخرين فحسب -والتي من شأنها أن تساهم في رفاهه العاطفي والعقلي- ولكن من المرجح أيضًا أن يُظهر التعاطف والتفهّم تجاه الآخرين، ما يمكن أن يساعده في حل النزاع والعمل كفريق بشكل أكثر فعالية.

بالإضافة إلى ذلك، يميل الأطفال اللّطفاء إلى أن يكونوا أكثر نجاحًا في حياتهم الشخصية والمهنية. غالبًا ما يبحث أصحاب العمل عن أشخاص لديهم مهارات جيدة في التعامل مع الآخرين ويمكنهم العمل مع فريق.

نصائح لتربية طفل طيبّ وعاطفي
يجب أن تربي طفلًا اجتماعيًا ولطيفًا

فضلاً عن ذلك، يميل الأشخاص الذين لديهم مهارات اجتماعية وعاطفية متطورة إلى إقامة علاقات أكثر استمرارية، ورضا مع أزواجهم وأصدقائهم وعائلاتهم، بحسب ما أفاد به تقرير لموقع “سان إي ناتيرال” الفرنسي.

إذًا كيف تربي أطفالًا أكثر لطفًا واجتماعيين؟ فيما يلي ثلاثة أنشطة مدعومة علميًا توصي بها عالمة النفس إميلي بالسيتيس:

1. تشاركا الأنشطة الموسيقية مع بعضكما

بغض النظر عن عمر طفلك، فإن لممارسة الأنشطة الموسيقية آثار إيجابية على مهاراته الاجتماعية، إذ وجدت دراسة أجريت عام 2010 أن الأطفال الصغار الذين يمارسون الموسيقى بدلاً من اللعب مع أطفال آخرين كانوا أكثر استعدادًا لمساعدة طفل آخر.

وفي أثناء القيام بالتجربة، عرض أربعة فقط من بين 24 طفلاً -خضعوا للدراسة- لعبوا ألعابًا مع أطفال آخرين مساعدة صديق في إصلاح لعبة مكسورة. لكن 13 من 24 طفلاً يمارسون نشاطًا موسيقيًا، في المجموعة عرضوا المساعدة على الأطفال الآخرين.

اكتساب مهارات اجتماعية وعاطفية متطورة يساعد في إقامة علاقات أكثر استمرارية
تربية الأبناء على أن يكونوا متعاطفين مع الآخرين

وفي هذا السياق، أوضح الباحثون أنه “في الثقافات التقليدية، غالبًا ما يكون النشاط الموسيقى والرقص جزءًا لا يتجزأ من الاحتفالات الجماعية المهمة (طقوس الولادة، وحفلات الزفاف)، لذلك أصبحت الموسيقى أداة تروج الترابط الاجتماعي وتماسك المجموعة، ما يؤدي في النهاية إلى زيادة السلوك الاجتماعي الإيجابي والتعاون داخل المجموعة”.

ووفقًا لما ترجمته “وطن“، فإن هذا أمر منطقي: فالموسيقيون ينسقون، ويشاركون التجارب العاطفية، ويتحركون معًا وينتجون أصواتًا متناسقة. ولا شكّ في أن هذا يتطلب أن تكون جميع الأطراف في الفرقة الموسيقية على دراية ببعضها بعضًا وعلى ترابط وتواصل مستمرّ.

2. ركز على أوجه التشابه مع الآخرين وليس على الاختلافات

على سبيل المثال، يمكنك إبراز الهوايات التي يشاركها طفلك مع الأطفال الآخرين، أو الكتب التي استمتع جميع أفراد الأسرة بقراءتها في وقت ما قبل النوم.

يُعد التركيز على أوجه التشابه والتجارب المشتركة في مجموعات من أكثر الأساليب فعالية التي اختبرها العلماء لزيادة إحساس الناس بالمجتمع والوعي الاجتماعي. علاوة على ذلك، فإن الحديث عن أوجه التشابه يمكن أن يعزز الشعور بالانتماء إلى مجموعة مشتركة، ما يزيد من الكرم والوعي بالذات.

3. اسألهم ما المهم بالنسبة لهم

من المهم تشجيع أطفالك على التفكير في القيم الأكثر أهمية بالنسبة لهم، بما في ذلك الصفات الأكثر أهمية بالنسبة لشخصيتهم، مثل مهاراتهم الرياضية أو الفنية أو حس الدعابة. بالإضافة إلى ذلك، يمكنك مناقشة سبب أهمية هذه الأشياء بالنسبة لهم، دون إصدار أحكام.

كما وجدت دراسة أجراها فريق دولي من علماء النفس أن التفكير في هذه القضايا كان له تأثير إيجابي على المهارات الاجتماعية للمراهقين، إذ طلب الباحثون من الطلاب تقييم السلوكيات السلبية لأقرانهم، مثل: الركل والضرب وقول أشياء لئيمة أو استبعاد الآخرين.

وكان المراهقون الذين يقومون بمثل هذه الأفعال، يعانون من تدني احترام الذات ولديهم رأي سلبي عن أنفسهم. بيد أنه، بعد التفكير في القيم التي اعتبروها أكثر أهمية فما بعد، انخفض سلوكهم العدواني. حتى أنهم قلّلوا من سلوكهم التنمّري بنسبة 75٪ بعد أسبوع واحد من التفكير في قيمهم.

من جانبهم، أوضح الباحثون أن التفكير في القيم المهمة يحمي المراهقين من التهديدات التي قد تقوّض احترامهم لذاتهم والتي من شأنها أن تدفعهم إلى الهجوم على الآخرين. وبالتالي، فإن تشجيع طفلك على التفكير في قيمه يمكن أن يساعد في تعزيز سلوكه الاجتماعي الإيجابي.

الأنشطة الترفيهية
مشاركة طفلك الأنشطة التي يحبها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى