وطن- كشفت صحيفة الأخبار اللبنانية، أن الإمارات أطلقت سراح عدد من المعتقلين اللبنانيين في سجونها. وذلك بعد أيام من وفاة معتقل في أحد السجون في إمارة أبو ظبي تحت التعذيب.
وقالت الصحيفة المقربة من حزب الله، إن السلطات الإماراتية استشعرت خطورة وفاة غازي عزّ الدين تحت التعذيب في أحد سجونها، حيث أطلقت سراح خمسة موقوفين، تخوّفاً من الضغوط التي تتعرّض لها، وما أثير من معلومات بأن رسالة شديدة اللهجة ستصل قريباً إلى الإمارات في هذا الصدد.
https://twitter.com/AlakhbarNews/status/1659823773082697728?s=20
يُشار إلى أنّ الإمارات تستضيف في نوفمبر المقبل، قمة المناخ cop28، فيما بدأت أصوات تتحدث عن ضرورة الضغط على الإمارات ومنعها من استضافة هذا الحدث الكبير قبل أن تُطلق سراح المعتقلين في سجونها.
وأطلقت السلطات الإماراتية سراح كلٍّ من رضا صفي الدين، عبد الحميد عز الدين وعادل حمادة. والثلاثة هم من الدفعة الجديدة (10 لبنانيين) الذين أوقفتهم الإمارات أواخر مارس الماضي، وكان عزّ الدين واحداً منهم.
وبعد وفاته، أفرج عن أخوَيه عباس وبسام عزّ الدين، وبقي أربعة موقوفين هم إبراهيم سرور، مصطفى عزّ الدين، حسين عزّ الدين وإبراهيم متيرك.
اللافت أنّ اثنين منهم، مصطفى وحسين عزّ الدين، تواصلا مع عائلاتهما هاتفياً، بينما لم يُجرِ سرور ومتيرك أيّ اتصال، ولا يملك أحد معلومات عنهما، ما أثار قلق الأهالي على مصيرهما، وخاصة بعد وفاة عزّ الدين، وتواتر أخبار عن عدم معرفة مصير اثنين من المعتقلين، يُخشى أن يكونا قد لقيا المصير نفسه.
الصحيفة أشارت إلى أن السلطات الإماراتية كانت قد بدأت حملة اعتقالاتها التعسّفية منذ عام 2014 حتى 2019 احتجزت نحو 40 لبنانياً، أفرجت عن معظمهم بين عامَي 2020 و2022 بعد مسارٍ من المفاوضات.
فيما أبقت على 7 منهم في سجونها تتراوح محكومياتهم بين 15 عاماً والمؤبّد، وهم فوزي محمد دكروب، عبد الرحمن طلال شومان، علي حسن المبدر، عبد الله هاني عبد الله، أحمد علي مكاوي، أحمد أسعد فاعور ووليد محمد إدريس.
من جانبه، قال المتحدث باسم أهالي المعتقلين عفيف شومان: “من الفطنة أن تطلق السلطات الإماراتية كل المعتقلين بمن فيهم المحكومون لأن الأهالي صبروا كثيراً على هذا الظلم، وهم سيخرجون عاجلاً أو آجلاً وبأيّ طريقة”.
ورجح أنّه إذا لم يحصل ذلك بـ”طيبة خاطر” فسيحصل بـ”القوة”، وخصوصاً أن الإمارات نكثت بوعود سابقة بالإفراج عنهم، لافتاً إلى أن ما نشر أخيراً عن رسائل شديدة اللهجة وتحرّك لإطلاق المعتقلين يجب أن يقرأ جيداً.
وفاة المعتقل غازي عز الدين في سجن إماراتي
يُشار إلى أنه في 12 مايو الجاري، توفي الموقوف اللبناني غازي عز الدين في سجون أبو ظبي، وتحدثت أنباء عن أنه قضى تحت التعذيب، وقد تلقت عائلة عز الدين اتصالاً من مركز التحقيق الأمني في أبو ظبي، طلبوا بموجبه من نجله الحضور إلى موقع في دبي، للتعرف على الجثة.
وقال شقيق المعتقل المتوفى، إن عناصر الأمن الإماراتي لم يسمحوا لابنه برؤية أي جزء من جسد والده، سوى وجهه، للتأكد أنه هو.
العفو الدولية تطالب الإمارات بالتحقيق في وفاة المعتقل
بدورها، طالبت منظمة العفو الدولية، السلطات الإماراتية بالتحقيق في وفاة عز الدين، وقالت إن السلطات رفضت تسليم جثته لعائلته لدفنها في بيروت، بحسب الباحثة في المنظمة سيما والتينغ.
واعتبرت “العفو الدولية”، أنّه من المريب للغاية أن تسمح السلطات لابن غازي بالتعرف إليه عبر إظهار وجهه فقط، فضلاً عن رفضها تسليم الجثة إلى الأسرة لإعادتها ودفنها في لبنان، وأن تقوم بدفنه وتطالب الأسرة بالتكتّم عن الموضوع، مشددةً على ضرورة أن تجري السلطات الإماراتية تحقيقاً في القضية لتكشف سبب الوفاة.
وقفة غاضبة لذوي المعتقلين
وقبل نحو أسبوع، نظم أهالي المعتقلين اللبنانيين في السجون الإماراتية، وقفةً أمام وزارة الخارجية اللبنانية للمطالبة بتحرك المسؤولين للإفراج عن أبنائهم الموقوفين بعد إعلان وفاة الموقوف غازي عز الدين.
وقال المتظاهرون، إن الحملات الإعلامية لن تتوقف قبل إعادة جثمان عز الدين وإطلاق سراح الموقوفين الـ14 الذين لم تُوجَّه إليهم أي تهمة، أو وُجِّهت إليهم تهم يؤكّد الأهالي أنّها ملفقة، ولم يسمح لهم بتعيين محامين.