ريانة برناوي.. كل ما تريد معرفته عن رحلة أول رائدة فضاء سعودية

وطن- تستعدّ ريانة برناوي لكسر عدة حواجز وصناعة التاريخ اليوم الأحد، فهي أول امرأة سعودية تسافر إلى مدار أرضي منخفض، وتهبط على محطة الفضاء الدولية (ISS).

وتسير ريانة على خطى أول رائد فضاء سعودي في صناعة الأرقام القياسية، منذ ما يقرب من 40 عامًا. ففي عام 1985، أصبح سلطان بن سلمان أول سعودي وعربي ومسلم وأيضًا من أفراد العائلة المالكة يزور الفضاء.

ومن المقرر أن تعمل برناوي، عالمة الكيمياء الحيوية التي لديها ما يقرب من عقد من الخبرة في أبحاث الخلايا الجذعية السرطانية، كمتخصصة في مهمة وكالة الفضاء التجارية أكسيوم سبيس 2 لإجراء تجارب الخلايا الجذعية وسرطان الثدي على محطة الفضاء الدولية.

وستتناول الفتاة البالغة من العمر 33 عامًا القهوة العربية في موعد إطلاقها المتوقع اليوم الأحد للشرب على متن محطة الفضاء الدولية، وأحد الأجزاء المفضلة لديها في هذه المهمة هو تعليم الأطفال.

رائدة الفضاء السعودية ريانة برناوي

مهمة رائدة الفضاء السعودية

وقالت برناوي إنها تخطط لممارسة تقلبات الفضاء منعدمة الجاذبية مع زملائها في رحلتها التي تستغرق ثمانية أيام.

وحصلت برناوي، العالمة والباحثة المهنية، على ماجستير في العلوم الطبية الحيوية من جامعة الفيصل في المملكة العربية السعودية، وبكالوريوس في العلوم الطبية الحيوية من جامعة أوتاجو في نيوزيلندا، وفقًا لملفها الشخصي في اكسيوم سبيس.

وتقول الفتاة السعودية: “على وجه الخصوص، أنا متحمس جدًا لتجربة استجابة الحمض النووي الريبي (RNA) حيث سنزرع خلايا مناعية لأول مرة في التاريخ في محطة الفضاء الدولية”.

وعملت برناوي، لمدة تسع سنوات كفنيّ مختبر في برنامج إعادة هندسة الخلايا الجذعية والأنسجة في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، وستجري أيضًا أبحاثًا بالشراكة مع مركز البحوث الطبية الحيوية سيدار سيناء.

وقالت برناوي: “لقد كنت ذلك المستكشف الذي يحب البحث عن إجابات”، كما أنها أجرت مغامرات في رحلات التنزه سيرًا على الأقدام والطوافات في نيوزيلندا وتركيا.

والفتاة السعودية أيضاً قادت طائرة شراعية معلّقة وتهوى تسلق الجبال. ففي العام الماضي، أجرت تدريبًا على أجهزة الطرد المركزي ونقص الأكسجين في المملكة العربية السعودية، والذي يستخدم لتعريف جسم الإنسان بأعراض انعدام الجاذبية والارتفاعات الأعلى مع كمية أقل من الأكسجين.

رائدة الفضاء السعودية ريانة برناوي

تجارب مع الأطفال

سيشمل جزء كبير من رحلة برناوي إجراء تجارب مع أطفال على الأرض، وقالت إنها مع زميلها رائد الفضاء السعودي واختصاصي البعثات علي القرني، سيُجريان ما لا يقل عن 20 تجربة، منها 14 تجربة سيقودها علماء سعوديون على الأرض.

وقالت: “سنعمل على ربط الأطفال بالرياضيات والعلوم والتكنولوجيا لمعرفة أنه يمكنهم فعل المزيد والثقة بأنفسهم، هذا هو أحد أهداف المهمة”، وأضافت: “يتمثل أحد أهداف هيئة الفضاء السعودية في تنمية الاهتمام بالفضاء وتدريب الأفراد على الرحلات الفضائية”.

ومن بين هذه التجارب تحليق طائرة ورقية في الفضاء وعلى الأرض لمقارنة الفرق، بالإضافة إلى تجارب نقل الحرارة التي تنقل نفس تأثيرات الجاذبية.

وقالت برناوي، والأهم من ذلك، إنها تريد من الشباب السعودي والعربي رؤية رواد فضاء من المنطقة لأول مرة، وأنه تبين لهم أن الرجال والنساء العرب يمكنهم تحقيق تطلعاتهم الفضائية.

وقالت: “في إحدى الليالي كان من المفترض أن نستيقظ مبكرًا قليلاً لمشاهدة محطة الفضاء الدولية وهي تطير فوقها، بالنسبة لي، كانت تلك هي اللحظة التي جعلتني أدرك سبب وجودي هنا”، كما شعرت بخطورة مهمتها.

وزاد هذا الشعور خلال إعلان الحكومة السعودية عن مهمتها في فبراير، في أثناء وجودها في معسكر تدريبي في هيوستن في تكساس.

وقالت: “إن رؤية أشخاص من منطقتهم يذهبون إلى الفضاء هو أمر رائع بالنسبة لهم فقط لفهم أن هذا ممكن”.

برناوي جزء من مهمة تقودها امرأة، وهي رائدة الفضاء السابقة بيغي ويتسن، وستنضم إلى رواد الفضاء علي القرني طيار مقاتل في سلاح الجو الملكي السعودي الذي سيعمل كأخصائي مهمات، وجون شوفنر رجل الأعمال الأمريكي والمتحمس للفضاء مدى الحياة الذي سيعمل كطيار.

تعدّ هاتان البعثتان معًا ثاني مهمة رواد فضاء خاصة من شركة Axiom Space إلى محطة الفضاء الدولية، وفقًا لوكالة الفضاء الخاصة.

كان قد تمّ تحديد موعد الإطلاق المبدئي في 8 مايو، وقد تمّ تأجيل الإطلاق على مركبة الفضاء دراجون التابعة لسبيس إكس على قمة صاروخ فالكون 9 لأسباب غير محددة في إعلان من وكالة ناسا.

ومن المقرر أن ينطلق الفريق المكوّن من أربعة أفراد اليوم الأحد من مركز كينيدي للفضاء التابع لناسا في فلوريدا.