كيف دفعت الحرب في السودان مصر إلى حافة الهاوية؟.. “السيسي” يراقب بحذر خطوات التهدئة
شارك الموضوع:
وطن- أكّدت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية، إنّ النزاع المسلح في السودان بين الجيش و”قوات الدعم السريع” قد يمتدّ ويثير نزاعات إقليمية أخرى خاصة فيما يتعلّق بالتأثير على الوضع الداخلي في مصر التي تعيش -بالأساس- أزماتها الخاصة على كل الأصعدة.
تجدر الإشارة إلى أنه في 15 أبريل/نيسان الماضي، اندلعت اشتباكات بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم وفي منطقة دارفور في السودان.
مزيد من الفوضى في الخارج
أشارت المجلة في تقريرها إلى أنه مع توقف المفاوضات حول تقسيم السلطة بين طرفي المُكون العسكري في السودان، تصاعدت الصراعات المسلحة التي من المحتمل أن يمتد تأثيرها إلى مزيد من الفوضى في الخارج، وبشكل خاص إلى الجارة الشمالية، مصر.
ففي نيسان/أبريل الماضي، أشارت التقديرات إلى أن أكثر من 90.000 لاجئ سوداني قد سافروا إلى مصر؛ من المحتمل أن تكون الأرقام الحقيقية أعلى من ذلك بكثير، حيث ينتظر الآلاف على الحدود -بدون مأوى ومياه شرب آمنة وطعام يمكن الاعتماد عليه- للعبور.
وأفاد التقرير بأن مصر نفسها ليست الملاذ الآمن المثالي للاجئين السودانيين، فهي تعاني حاليًا من أزمة اقتصادية ونقص حاد في الغذاء وانخفاض حاد في قيمة عملتها (الجنيه المصري).
ونوه في ذات السياق، إلى أنه إذا لم تستطع مصر تصحيح وضعها الاقتصادي المتدهور، قد يؤدي عدم الاستقرار في السودان إلى اضطرابات مدنية واسعة النطاق واحتجاجات وأزمة إنسانية متفاقمة يمكن أن تنتشر في جميع أنحاء منطقة شمال إفريقيا.
من شريك إلى عبء
بحسب التقرير، يعدّ الصراع العسكري في السودان تحوّلًا كبيرًا في المنطقة، حيث كان السودان حتى اندلاع الصراع شريكًا اقتصاديًا رئيسيًا لمصر، وقد ناهزت عائدات التجارة البينية نحو مليار دولار سنويًا.
كما وضعت مصر خططًا إستراتيجية للاستثمار الزراعي في السودان، والتي تم تعليقها منذ ذلك الحين بسبب الصراع، مما زاد من إعاقة أي خطط للانتعاش الاقتصادي.
بدوره، أعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مقابلة مع إحدى الصحف اليابانية، مؤخراً، عن قلقه من أن يؤدي تدفق اللاجئين من السودان إلى زيادة العبء الاقتصادي على مصر.
علاوة على ذلك، هناك مخاوف أمنية أيضًا: مع تجمع الآلاف على الحدود الجنوبية الغربية بين البلدين، فإن فرص الإرهاب وتهريب البشر والمخدرات وأنشطة التهريب في أعلى مستوياتها على الإطلاق.
محادثات السلام في السعودية
ومضى التقرير أن القتال في السودان عرّض مصر لخطر الانهيار والوصول إلى الهاوية، حيث تتعرض لخطر أن تحذو حذوها بسبب وضعها الاقتصادي الهش بالفعل.
ومع وجود عشرات الآلاف من المقاتلين والداعمين الأجانب والموارد لكلا طرفي الصراع السوداني، من الصعب تحديد متى ستنتهي هذه الحرب وكم عدد الأشخاص الذين سيستمرون في النزوح نتيجة لذلك.
وأعرب كاتب التقرير عن اعتقاده بأن محادثات السلام في المملكة العربية السعودية إذا لم تسرِ بشكل جيد، فمن المحتمل أن يعكس هذا الصراع صراعات أخرى دمرت مناطق بأكملها، مثل لبنان وسوريا.
ومساعدة مصر في التخفيف من أزمة اللاجئين -كما يوضح الكاتب- هي إحدى الخطوات التي يمكن للغرب اتخاذها لمنع حدوث ذلك. وقد تعهدت الأمم المتحدة بتقديم 445 مليون دولار لتخفيف الأزمة، والتي سيتم إرسالها إلى البلدان التي تستقبل اللاجئين في جميع أنحاء المنطقة.