وطن- تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو ادّعى ناشروه أنه يظهر وزير الخارجيّة المصري سامح شكري، مهاجماً مندوب قطر في القمّة العربيّة الأخيرة. ليتبيّن عدم صحة هذا الفيديو وأنه قديم يعود إلى العام 2017، وقد اقتُطع من سياقه ورُوّج له على أنّه حديث.
حقيقة “فيديو سامح شكري يهاجم قطر”
ويبدو شكري في الفيديو وهو يقول إنه بصدد الرد على حديث مندوب قطر والمهاترات وبعض العبارات غير الملائمة التي استخدمت، وكان يجب عدم استخدامها في مثل هذه الأروقة -كما قال- في الفيديو المشار إليه.
وزعم شكري في الفيديو المذكور أن تاريخ قطر في دعم الإرهاب معروف وما تم توفيره من أسلحة وأموال لعناصر متطرفة في ليبيا وسوريا واليمن وداخل مصر، وأدت إلى استشهاد العديد من أبناء مصر”، حسب قوله.
وتابع بنبرة تفاخر: “نحن شعوب لنا تاريخ يمتد إلى 7000 سنة ونتكلم بحقائق ونتصرف بمسؤولية”، وأردف أن كلام مندوب قطر خارج ولا يجب أن يثار بهذا الأسلوب غير المقبول.
وحصد المقطع مئات آلاف المشاهدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد بدء التداول به بهذه الصيغة في 21 أيار/مايو 2023 على أنّه من القمّة العربيّة الأخيرة التي عُقدت في 19 أيار/مايو في جدّة، والتي شارك فيها رأس النظام السوري بشار الأسد بعد 13 عاماً من الغياب، ليتضح أن هذا الفيديو لا علاقة له بالقمّة الأخيرة.
وبحسب “خدمة تقصي صحة الأخبار العربية” في “وكالة فرانس برس“، أرشد البحث باستخدام كلمات مفتاحيّة في محرّك غوغل إلى الفيديو الأصلي منشوراً على يوتيوب في أيلول/سبتمبر 2017.
وهو لردّ وزير الخارجيّة المصري سامح شكري، على وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية، سلطان المريخي الذي انتقد الدول العربية التي كانت في قطيعة مع بلاده آنذاك.
الأزمة بين قطر ومصر
وكانت الكلمة خلال الدورة 148 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، وكانت العلاقات المصريّة القطريّة متأزمة وقتذاك.
وفي العام 2017، قطعت البحرين والسعودية والإمارات ومصر علاقاتها مع قطر بزعم دعمها للإرهاب، وهو ما نفته الدوحة مراراً وتكراراً، قبل توقيع اتفاق مصالحة في العلا في السعوديّة كانون الثاني/يناير 2021.
السيسي ألقى كلمة مصر في القمة العربية
أما خلال القمّة الحاليّة، فقد ألقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كلمة بلاده.
وشهدت العلاقات القطرية المصرية بعد انقلاب 2013 خلافاً كبيراً وسحباً للسفراء وتبادلاً للتهم، فقد قالت مصر إن قطر داعمة للإخوان المسلمين، وقالت قطر إن ما حدث في مصر هو انقلاب على الرئيس «الشرعي» محمد مرسي.
إلا أنّ تطوّراً إيجابياً ملحوظاً حدث في العلاقات منذ أن وقّعت الدولتان على اتفاقية العلا في السعودية مطلع عام 2021، والتي أنهت الخلافات بين مصر والسعودية والإمارات والبحرين من جهة وقطر من جهة ثانية.
وكان أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني قد زار العاصمة المصرية، القاهرة، أواخر يونيو/حزيران الماضي، وأجرى مباحثات ثنائية مع الرئيس المصري، تلتها مباحثات موسعة بين وفدي البلدين.
وفي 13 سبتمبر/أيلول من العام ذاته وصل الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إلى قطر في زيارة هي الأولى من نوعها منذ 8 سنوات.