صحيفة إمارتية تكذب سامح شكري.. سلطان عُمان هيثم بن طارق يقوم بهذه المهمة.. تفاصيل!

وطن- كذّبت صحيفة “ذا ناشيونال” الإماراتية الناطقة بالإنجليزية وزيرَ الخارجية المصري سامح شكري، الذي نفى وجود مباحثات مصرية-إيرانية لعودة العلاقات بين البلدين، مؤكّدةً نقلاً عن مسؤولين مصريين أن تبادل السفراء بين مصر وإيران سيتم في غضون أشهر، في إطار عملية توسّطت فيها سلطنة عمان لتطبيع العلاقات بين القوتين الإقليميتين.

وقال مسؤولان مصريات للصحيفة الإماراتية، إنه تمّ الاتفاق من حيث المبدأ على لقاء بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الإيراني إبراهيم رئيسي، مرجّحينَ أن يعقد الاجتماع بحلول نهاية العام.

ووفقاً للصحيفة، تأتي هذه الأنباء بعد أيام من قيام سلطان عمان، السلطان هيثم بن طارق، بزيارة لمصر استمرت يومين، حيث ناقش مع السيسي علاقات القاهرة مع طهران، وفقًا للمسؤولين.

وتتمتع سلطنة عُمان بعلاقات وثيقة مع جمهورية إيران الإسلامية، وكثيراً ما تولت أدوار الوساطة في النزاعات الإقليمية أو في النزاعات التي يقع فيها النظام الذي يقوده رجال الدين في طهران مع الحكومات الأخرى، في العالم العربي وفي الغرب.

وقال المسؤولان المصريان إن تطبيع العلاقات مع إيران يضمن حسن نية طهران فيما يتعلق بجهود القاهرة لإقامة علاقات اقتصادية وتجارية أوثق مع دول مثل العراق وسوريا ولبنان، حيث تتمتع بنفوذ كبير.

سعي مصري لوقف دعم إيران لحماس والجهاد الإسلامي

ولفت المسؤولان إلى أن مصر ستسعى أيضًا إلى إقناع إيران بالتخلي عن دعمها لحماس والجهاد الإسلامي -الجماعتين الفلسطينيتين الرئيسيتين الناشطتين في قطاع غزة المتاخم لمصر- أو على الأقل تقليصه.

واعتبرت الصحيفة أنّ اندلاع الأعمال العدائية المتكررة بين الجماعتين المسلحتين وإسرائيل يمثّل تهديدًا أمنيًا لمصر، كما يعيق مساعيها للمصالحة بين الطرفين والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وهو هدف قد يكون مقدمة لاستئناف مفاوضات الصراع المتعثر منذ فترة طويلة.

سامح شكري وهيثم بن طارق
سامح شكري وهيثم بن طارق

مفاوضات مصرية إيرانية في بغداد

وأكدت الصحيفة أن دبلوماسيين متوسطي المستوى ومسؤولين استخباراتيين من إيران ومصر عقدوا مشاورات مغلقة بشأن تطبيع العلاقات منذ مارس. وعقدت الجولة الأخيرة من هذه المحادثات في وقت سابق من هذا الشهر في بغداد التي تربط حكومتها علاقات وثيقة مع طهران.

وإلى جانب العلاقات الثنائية، تطرّقت المحادثات إلى الحدّ من التوتر في الأماكن التي تمارس فيها إيران نفوذًا كبيرًا، مثل اليمن ولبنان وسوريا، من خلال دعم الحكومات الشيعية المتحالفة أو الجماعات المسلحة.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ ذوبان الجليد في العلاقات بين القاهرة وطهران من شأنه أن يضيف طبقة جديدة إلى إعادة الاصطفاف الإقليمي الجارية التي تغير المشهد السياسي في المنطقة.

السعودية تعيد علاقاتها مع إيران

وكانت المملكة العربية السعودية، على سبيل المثال، قد وافقت على إعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران التي قطعت في عام 2016، وبالتالي إزالة مصدر رئيسي للتوتر في الشرق الأوسط، كما تعمل مصر وتركيا اللتان كانتا على خلاف منذ عقد، على تطبيع العلاقات.

يشار إلى أن علاقات طهران مع القاهرة، الحليف الوثيق للولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى، كانت مشحونة منذ الإطاحة بمحمد رضا بهلوي الإيراني في الثورة الإسلامية عام 1979.

وتدهورت العلاقات أكثر عندما أطلقت الحكومة الإيرانية على أحد شوارع طهران اسم خالد الإسلامبولي، ضابط الجيش المصري الذي قاد فريقًا من القتلة الذين قتلوا أنور السادات خلال عرض عسكري عام 1981 في القاهرة.

ورُفضت الطلبات المتكررة التي قدّمتها القاهرة لإزالة اسمه.

وفي الآونة الأخيرة، توترت العلاقات بشأن ما تعتبره القاهرة تدخلاً إيرانيًا في الشؤون الداخلية لدول عربية مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن.

وعلى عكس المملكة العربية السعودية، التي أغلقت سفارتها في طهران في عام 2016، حافظت مصر على تمثيل دبلوماسي في إيران منذ الثورة الإسلامية، ومع ذلك، ليس لديها سوى القائم بالأعمال الذي يدير مهمتها في طهران، في حين أن إيران من ناحية أخرى لديها سفارة عاملة في القاهرة.

هيثم بن طارق
هيثم بن طارق

“العلاقات على ما هي عليه”

وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري قد قال في تصريح تلفزيوني مقتضب لدى مغادرته للمشاركة في القمة العربية بالسعودية التي عقدت في جدة الجمعة الماضية، إن “العلاقة مستمرة مع إيران على ما هي عليه وعندما تكون هناك مصلحة في تغيير منهج ما، فبالتأكيد نلجأ دائماً لتحقيق المصلحة”.

وقال شكري إن “عدم الثبات في السياسة شيء طبيعي، لأن الهدف منها تحقيق المصلحة”، موضحاً أن “المتغير يتطلب تقييماً للعوائد المستفادة منها، وما هو المستقبل بعد تطوير تلك العلاقات”.

سلطان عمان يزور إيران

يشار إلى أن سلطان عمان هيثم بن طارق، سيقوم، الأحد، بزيارة إلى طهران تستمر يومين، وفق ما أعلن الديوان السلطاني الأربعاء، حيث تأتي في خضم تقارب دبلوماسي تشهده المنطقة مؤخراً خصوصاً بين إيران وجيرانها العرب، وبعد أيام من زيارته لمصر.

Exit mobile version