الصراع في السودان.. تقرير مُروع يكشف هول ما يحدث على الأرض في صفوف المدنيين
وطن- يُواجه الآلاف من اللاجئين والمهاجرين العالقين في السودان ظروفاً قاسية ومحفوفة بالمخاطر، بسبب الأزمة السياسية والأمنية التي تشهدها البلاد منذ اندلاع الصراع المسلح عسكري في منتصف أبريل/نيسان الماضي.
انتهاكات جنسية واحتجاز تعسفي
وكشف تقرير لصحيفة “إندبندنت” البريطانية إن هؤلاء العالقين يتعرضون لانتهاكات جسيمة، من بينها الاعتداءات الجنسية والسرقة والابتزاز والاحتجاز التعسفي، دون أن يجدوا حماية أو مساعدة كافية من السلطات أو المجتمع المحلي.
وأضافت الصحيفة أن العديد منهم يحاولون مغادرة السودان بطرق غير شرعية، مما يزيد من خطر تعرضهم للاتجار بالبشر أو الغرق في البحر.
ونوه التقرير إلى المطالبات التي أطلقتها منظمات المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لحلّ أزمة العالقين في السودان، وتوفير ممرات آمنة وشرعية لإعادة توطينهم في دول ثالثة أو إعادتهم إلى بلدانهم الأصلية.
وفي السياق، أوضحت إندبندنت أنه يجب على العالقين في مناطق الاشتباكات في السودان تجنب المقاتلين والمجرمين في الشوارع الذين يسرقون ويروعون المشاة وينهبون المحلات ويداهمون البيوت لسرقة أي شيء له قيمة، وسط انقطاع مستمر للتيار الكهربائي والمياه، وغياب كافة الخدمات الأساسية في مناطق الاشتباك.
وحذّر التقرير الذي أعده الصحفي ”جاك جيفري”، حسب مجموعة مجتمعية محلية اسمها “حاضرين”، من أن أكثر الحوادث إثارة للقلق في الوقت الراهن بالسودان، هي مزاعم الانتهاكات الجنسية والاغتصاب.
وتجدر الإشارة أنه تم تأكيد عشر حالات اغتصاب في العاصمة، ارتكب سبعة منها عناصر في الدعم السريع، أما الحالات الثلاث الأخرى فقام بها مجهولون بمناطق يسيطر عليها الدعم السريع، يؤكد التقرير.
المدنيون.. أكبر الخاسرين في الصراع المسلح بالسودان
منذ اندلاع الصراع المسلح في السودان، فرّ أكثر من 900.000 شخص من بيوتهم وهربوا من القتال، حيث انتقلوا لمناطق أخرى في البلد أو توجهوا نحو الحدود، حسب تقارير منظمات أممية.
ومباشرة بعد بدء الصراع، تعرضت المناطق السكنية لغارات جوية من الجيش في وقت أخرج فيه مقاتلو الدعم السريع الناس من بيوتهم وحولوها إلى قواعد لهم. ويظل الخطر نابعا من الرجال المسلحين وجماعات النهب في الشوارع.
وأغلقت المستشفيات في الخرطوم أبوابها، وبعضها دمر بسبب القصف أو القتال فيها. وبحسب منظمة الصحة العالمية فقد سجل منذ 11 أيار/مايو 11 هجوما على المنشآت الإنسانية في العاصمة، بينما تعمل لجان المقاومة الشعبية في مساعدة المرضى وتوصيل الأدوية.
وفي هذا السياق، قالت مبادرة الأشخاص المفقودين، وهي أداة تعقب عبر الإنترنت حيث يمكن للأشخاص الإبلاغ عن أحبائهم المفقودين، إن لديها تقارير عن 200 شخص على الأقل في عداد المفقودين في منطقة العاصمة. وقالت إنها تلقت عدة تقارير عن أفراد تحتجزهم القوات شبه العسكرية.
حميدتي والبرهان يُشعلون السودان
الصراع المسلح في السودان هو نتيجة للتنافس على السلطة بين القادة العسكريين الذين تولوا الحكم بعد إطاحة الرئيس عمر البشير في عام 2019.
وقد اندلعت المواجهات بين قوات الجيش النظامية بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع شبه العسكرية بقيادة محمد حمدان دقلو في أبريل 2023، بسبب خلافات حول خطة الانتقال إلى حكم مدني وضم قوات الدعم السريع إلى الجيش.
أسفرت المعارك عن مقتل وإصابة ونزوح المئات من المدنيين والعسكريين، وتدمير البنية التحتية والخدمات في عدة مناطق، خاصة في العاصمة الخرطوم.
وحاولت دول إقليمية ودولية التوسط لإنهاء الصراع، لكن جهودها لم تثمر عن نتائج ملموسة حتى الآن. ولا يزال مصير السودان معلقا بين آمال المدنيين في تحقيق الديمقراطية والاستقرار، وطموحات الجنرالات في تثبيت سلط