ملابسات احتجاز ناشط مصري في لبنان.. أسئلة غريبة وجهت له وسبب إطلاق سراحه
شارك الموضوع:
وطن – كشفت مصادر مقربة من الناشط المصري والسجين السابق عبد الرحمن طارق الشهير بـ”موكا”، الذي أفرجت عنه السلطات اللبنانية، تفاصيل احتجازه في بيروت.
وكانت السلطات اللبنانية، قد أفرجت عن “موكا” بعدما احتجزته لساعات، عقب القبض عليه من منزله في العاصمة بيروت، التي يقيم فيها منذ نوفمبر الماضي.
وقال مصدر مقرب من “موكا”، إنه كان في حالة إرهاق بدني ونفسي، بعد الإفراج عنه، وكان يحتاج إلى الراحة، ولم يتحدث كثيرًا، وأنه أكد عدم تعرضه لأي انتهاكات أو إهانات، خلال القبض عليه واستجوابه، لكن لم يُسمح لمحاميه بحضور الاستجواب.
وأضاف أن موكا قضى من خمس إلى ست ساعات قيد الاحتجاز، منذ ألقي القبض عليه من منزله، الذي خضع للتفتيش، لكن دون الاستيلاء على أي من متعلقاته، بحسب موقع “مدى مصر“.
أفرجت السلطات اللبنانية، أمس، عن الناشط المصري والسجين السابق، عبد الرحمن طارق الشهير بـ«موكا»، بعدما احتجزته لساعات، عقب القبض عليه من منزله في العاصمة بيروت، التي يقيم فيها منذ نوفمبر الماضي. pic.twitter.com/pSm9afkv0n
— Mada Masr مدى مصر (@MadaMasr) May 25, 2023
وأشار إلى أن فرع المعلومات في جهاز الأمن الداخلي اللبناني سأله عن السبب في الضيق الذي سببه للسلطات في مصر، وما إذا كان يفعل ما يستفزهم بأي شكل.
هذه الأسئلة استنكر “موكا” توجيهها له، بحسب المصدر الذي أضاف، نقلًا عن الناشط المصري، أن الاستجواب تطرق لاحقًا إلى أسئلة تتعلق بتحركاته في لبنان، وإذا كان قد زار غزة أو الأراضي المحتلة، أو التقى بأي إسرائيليين.
وكانت سارة، شقيقة “موكا”، قد قالت إن الضباط الذين ألقوا القبض عليه، طلبوا منه حزم حقائبه استعدادًا لترحيله، فيما رجّح المصدر أن هذا القرار تم التراجع عنه لأسباب تتعلق بالضغوط السياسية والاعلامية، التي طالبت بالإفراج عنه، ومن ضمنها تدخل عدد من نواب البرلمان اللبناني من ناحية، والسفارة الفرنسية في لبنان، من ناحية أخرى، بالإضافة لتغريدة نشرتها المقررة اﻷممية الخاصة بالمدافعين عن حقوق الإنسان.
وسبق أن أبدت مقررة اﻷمم المتحدة المعنية بالمدافعين عن حقوق الإنسان، ماري لولور، انزعاجها، من القبض على عبد الرحمن طارق من منزله على يد ثلاثة رجال في ملابس مدنية، داهموا منزله دون أمر قضائي، واصطحبوه في سيارة خاصة إلى فرع اﻷمن الداخلي في بيروت.
و”موكا” يقيم في لبنان بصورة قانونية، منذ وصوله إليها في نوفمبر الماضي، في تأكيد لما قاله موقع ميجافون اللبناني، أمس، عن سلامة أوراق إقامة “موكا” في لبنان، والتزامه بشروط الإقامة التي تستلزم الخروج والعودة إلى لبنان في تواريخ محددة.
وبدأ عبد الرحمن طارق، منذ أشهر قليلة، كتابة مقالات صحفية نشرها «ميجافون»، تناولت اﻷوضاع السياسية والحقوقية في مصر، فيما استمر في الكتابة عبر فيسبوك عن السجناء السياسيين، خاصة ممن زاملهم في السجن، وكذلك ما تعرض له من انتهاكات خلال فترات سجنه.
7 سنوات من الاعتقال
وقضى “موكا” قرابة سبع سنوات، متفرقة، في السجون المصرية، بدءًا من 2013، عانى خلالها من ضغوط نفسية شديدة، بسبب ظروف حبسه، وما تعرض له من انتهاكات، والتي دفعته للإضراب عن الطعام أكثر من مرة، وصولًا لمحاولة الانتحار داخل محبسه في أغسطس 2021.
في 2013، بدأ “موكا” تنفيذ حكمًا بحبسه لثلاث سنوات، على خلفية تظاهرة ضد محاكمة المدنيين عسكريًا، ثم اعتقل مرة أخرى من سبتمبر 2019 حتى مايو 2022، بتهمة الانضمام إلى جماعة إرهابية.
وخلال تلك الفترة، صدر أمر قضائي بإخلاء سبيله، وخضوعه للمراقبة بدلًا من حبسه احتياطيًا، لكن تم تدويره في قضية أخرى بالتهمة ذاتها، ثم قضت محكمة الجنايات، في سبتمبر 2020، بالإفراج عنه، لكنه اختفى قسريًا ﻷكثر من 60 يومًا قبل ظهوره، وحبسه احتياطيًا، على ذمة قضية جديدة بذات التهم السابقة، حتى إخلاء سبيله في يونيو 2022.