وطن- ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي وبشكل خاص في المغرب، بتداول مقطع فيديو زعم ناشروه بأنه تسريب صوتي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوجّه فيه إهانات كبيرة للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.
ووفقاً للتسريب الصوتي الذي نشره وروّج له موقع “هسبريس” المقرب من الدوائر الأمنية والاستخبارية المغربية، فقد وجّه “ماكرون” إهانات بالجملة للجزائر ورئيسها عبد المجيد تبون.
وبحسب التسريب المزعوم، فقد وصف “ماكرون” الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بالدمية والساذج الفاقد القدرة على اتخاذ القرار، وأن الجزائر أصبحت سوقاً للخردة العسكرية الروسية.
كما وصف “ماكرون” الجزائر، بأنها ليس لها رؤية إستراتيجية غير “ملاحقة المغرب الذي لا يعيرهم أي اهتمام، والذي تقدّم بمراحل عنهم”.
https://twitter.com/hespress/status/1662117443920117763?s=20
ماكرون سبق وشكّك في وجود أمة جزائرية
وليست هذه المرة الأولى التي يهين فيها “ماكرون” الجزائر، حيث سبق وأن أثار غضب الجزائر بعد تصريحات نقلتها صحيفة لوموند في أكتوبر/تشرين أول 2021، متّهماً النظام “السياسي – العسكري” الجزائري بتقديم “تاريخ رسمي لا يستند إلى حقائق” لشعبه، متضمّنةً إهانات لـ”تبون” نفسه.
وقال حينها، إن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون “تحت تأثير المحيطين به”، على الرغم من العلاقة الجيدة التي قال ماكرون إنها تجمعه بالرئيس تبون.
وأكد الرئيس الفرنسي، الذي أثار ما سمّاه “كراهية فرنسا”، أن المشكلة “لم تنشأ مع المجتمع الجزائري في أعماقه، لكن مع النظام السياسي العسكري الذي بُني على هذا الريع التذكاري”، على حدّ تعبيره، قائلاً: “نحن نرى أن النظام الجزائري متعَب، والحراك أضعفه. لديّ حوار جيد مع الرئيس تبون، لكني أرى أنه عالق في نظام قاسٍ للغاية”.
وقال ماكرون لصحيفة “لوموند“، إن الهدف هو إخبار “القادة”، بأنه “إذا لم تتعاونوا لإزالة الأشخاص غير القانونيين والخطرين، فلن نجعل حياتكم أسهل”.
وفيما يتعلق بالتاريخ، هاجم الرئيس الفرنسي “التاريخ الرسمي” الجزائري، الذي، وفق قوله: “أُعيدت كتابته بالكامل”، و”لا يقوم على الحقائق”، بل على خطاب “قائم على كراهية فرنسا”.
في هذا السياق، دعا ماكرون إلى إنتاج تحريري باللغة العربية و”أكثر هجومية”، لمواجهة “التضليل” و”الدعاية” اللذين ينقلهما الأتراك، في المنطقة المغاربية، بحسب زعمه.
وغامر الرئيس الفرنسي في مجال الطعن في وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار، سائلاً: “هل كانت هناك أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي؟”
وتابع: “أنا مفتون برؤية قدرة تركيا على جعل الناس ينسون تماماً الدور الذي أدّته في الجزائر، والهيمنة التي مارستها، ولتوضيح أننا المستعمرون الوحيدون، هذا رائع. الجزائريون يؤمنون بذلك”.
تضارب الآراء حول تسريب ماكرون
واستبعد مراقبون أن يكون لماكرون موقف بهذه الحدة قد يعرض علاقات البلدين إلى أزمة جديدة، وأن توقيت التسريب يستهدف تلغيم زيارة تبون إلى باريس بعد أيام قليلة.
https://twitter.com/NBelloula/status/1662267511486787587?s=20
ورأى آخرون أن هذه هي حقيقة النخب الحاكمة في فرنسا، وأن تماهي المحتوى مع مضمون تصريحه المثير للجدل الذي أطلقه في العام 2021، يترجم النظرة الحقيقية التي ينظر بها ماكرون إلى الجزائر.