إعلامي جزائري يُحرج محمد السادس ويستفز المغاربة: “معلومة يجب على العالم معرفتها”

وطن- قارن صحفي وإعلامي جزائري بين الزيارات الرسمية التي يقوم بها “إبراهيم غالي” زعيم جبهة البوليساريو في الصحراء الغربية، وتلك التي يؤديها العاهل المغربي، الملك محمد السادس الذي دخل خلال السنوات الأخيرة في شبه مقاطعة لأي زيارة رسمية خارجية إلا في مرات قليلة.

هل تتغلب دبلوماسية البوليساريو على نظيرتها المغربية؟

وقال الإعلامي الجزائري “أحمد حفصي” في تغريدة عبر حسابه على تويتر، أثارت الجدل واستفزت المغاربة: “معلومة يجب أن تصل للعالم..هل تعلم أن رئيس الجمهورية العربية الصحراوية إبراهيم غالي قام بزيارات رسمية خارجية وشارك في مؤتمرات وقمم دولية أكثر من ملك المغرب محمد السادس بعشرة مرات”.

وأثارت تغريدة الإعلامي الجزائري جدلاً كبيراً بين النشطاء المغاربة، الذين شنّوا عليه هجوماً عنيفاً ظهر في ردودهم اللاذعة على تغريدته.

ومنذ سنوات، لم يقم الملك محمد السادس بأي زيارات خارجية رسمية إلى دول أخرى، وهو ما يثير التساؤلات حول أسباب هذا الانعزال الدبلوماسي. فهل يعود ذلك إلى أزمة صحية أو سياسية أو إستراتيجية؟

وفي مقابل ذلك، تتفاعل الدبلوماسية الصحراوية بشكل فاعل، حيث يقوم إبراهيم غالي، رئيس ما يعرف بالجمهورية العربية الصحراوية، بتكثيف جهوده لإبراز موقفه لأكثر ما يمكن من الدول في القارة الأفريقية وخارجها.

وفي السنوات الأخيرة، قام “غالي” بعدة زيارات خارجية إلى دول مختلفة، بهدف تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون الإقليمي والدولي.

ومن بين هذه الزيارات، نذكر زيارته إلى جمهورية كوبا (2017)، حيث التقى بالرئيس ميغيل دياز كانيل، وبحثا معه سبل تطوير التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والصحية. كما أشاد الرئيسان بالمواقف المشتركة بشأن قضايا السلام والأمن وحقوق الإنسان في العالم. وفي إطار دعم القضية الصحراوية، أكد رئيس كوبا تضامن بلاده مع شعب الصحراء الغربية في نضاله من أجل حقه في تقرير المصير والاستقلال.

رئيس الجمهورية العربية الصحراوية إبراهيم غالي
رئيس الجمهورية العربية الصحراوية إبراهيم غالي

زيارات إلى ناميبيا، جنوب أفريقيا ومؤخراً أوغندا

وزار رئيس الجمهورية العربية الصحراوية أيضاً جمهورية ناميبيا (2018)، حيث كان في استقباله رئيسها هاج غينغوب، وعقدا اجتماعاً رفيع المستوى، تناولا فيه مختلف جوانب التعاون بين البلدين، وسبل تطويره في المستقبل.

وأكد رئيس ناميبيا على دعم بلاده للشعب الصحراوي في مطالبه المشروعة، ودعا إلى احترام قرارات الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي بشأن حل النزاع في الصحراء الغربية. وأشار إلى أن ناميبيا ستواصل التضامن مع جمهورية الصحراء في جميع المحافل الدولية.

كما شملت زيارات رئيس الجمهورية العربية الصحراوية دولة جنوب إفريقيا (2022)، حيث التقى بنظيره سيريل رامافوزا، وجرى بحث عدة موضوعات ذات اهتمام مشترك، خاصة في مجالات التجارة والاستثمار والتكنولوجيا. وأكد رئيس جنوب إفريقيا على ضرورة إنهاء استعمار المغرب للصحراء الغربية، وإجراء استفتاء عادل وحر لتحديد مصير شعبه. وأضاف أن جنوب إفريقيا تدعم جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة لإحلال السلام في المنطقة.

وكان آخر تلك الزيارات، زيارة دولة إلى أوغندا (مايو/أيار الجاري)، بدعوة من نظيره الأوغندي، يوويري موسيفيني، حسب وكالة الأنباء الصحراوية. ورافق الرئيس الصحراوي ابراهيم غالي وفد هام ضمّ “كلّاً من وزير الخارجية، محمد سيداتي، المستشارة برئاسة الجمهورية المكلفة بالإعلام والعالم العربي، النانة لبات الرشيد، السفير مدير تشريفات الرئاسة صلحة العبد، المستشار العسكري برئاسة الجمهورية الشريف بوسيف، السفير الصحراوي بأوغندا السالك الصغير”.

الدبلوماسية المغربية في تراجع

في السنوات الماضية، تراجعت الزيارات الرسمية الخارجية للملك محمد السادس بشكل غير مسبوق، وهو ما يثير التساؤلات حول أسباب هذا الانعزال الدبلوماسي. فهل يعود ذلك إلى أزمة صحية أو سياسية أو إستراتيجية؟ وما هي الآثار المحتملة على مكانة المغرب وعلاقاته مع شركائه الدوليين؟

ومن بين هذه التحديات التي تواجه المملكة في ظل خفوت دبلوماسيته، تبرز الأزمة مع الجزائر التي قطعت علاقاتها مع المغرب في 24 أغسطس/آب 2021، متهمة المملكة بـ”التدخل” في شؤونها الداخلية و”التآمر” ضدها. وقد رفض المغرب هذه التهم وأعرب عن “أسفه” للقرار و”استغرابه” من “المبررات الزائفة”.

وفي هذا السياق، يشير بعض المحللين إلى أن سبب انعزال الملك محمد السادس قد يكون رغبته في تجنب التصعيد مع الجزائر وإفساح المجال للجهود الإقليمية والدولية لإصلاح الثقة وإحياء حوار بناء بين البلدين.

ويرى آخرون أن الملك قد يكون يستغل هذه الفترة لإعادة تشكيل إستراتيجيته الخارجية، وإطلاق مشاريع تنموية جديدة تستجيب لتطلعات شعبه وتحقق نقلة نوعية في اقتصاد المغرب.

ولكن هذا الانعزال قد يكون له ثمن باهظ على المستوى الدولي، فالمغرب قد يفقد فرص التعاون والشراكة مع دول أخرى تشاركه اهتمامات إستراتيجية، كما قد يخسر نفوذه وثقله في المحافل الإقليمية والدولية التي تشهد منافسة شديدة بين القوى الكبرى، على حساب جبهة البوليساريو.

ولذلك، يُطالَب بعض المغاربة بضرورة استئناف نشاط الملك محمد السادس على الصعيد الخارجي، وإظهار حضور قوي وفاعل للمغرب في المشهد الإفريقي والعربي والأوروبي والأميركي، وإبرام اتفاقات جديدة تخدم مصالح المغرب وتؤكد دوره كشريك استثنائي.

‫2 تعليقات

  1. مجرد نساؤل.
    وماذا أيضا !!!؟؟؟
    المقال أغفل زيارة الدولة التي قام إبراهيم غالي إلى دولة فنزويلا. ومشاركته في قمة الإتحاد الإفريقي والإتحاد الأوروبي في بروكسل شهر فيفري 2022 وتم استقباله بالسجاد الأحمر كرئيس دولة كاملة السيادة وكذلك كانت مشاركته في قمة اليابان الإتحاد الإفريقي ” تيكاد 8 ” واستقبل من طرف الرئيس قيس سعيد استقبال الرؤساء والملوك.
    في نفس الوقت كان محمد السادس مع ندمائه آل زعيتر في شوارع باريس وشواطئ بوانت دينيس.

  2. مجرد نساؤل.
    وماذا أيضا !!!؟؟؟
    المقال أغفل زيارة الدولة التي قام إبراهيم غالي إلى دولة فنزويلا. ومشاركته في قمة الإتحاد الإفريقي والإتحاد الأوروبي في بروكسل شهر فيفري 2022 وتم استقباله بالسجاد الأحمر كرئيس دولة كاملة السيادة وكذلك كانت مشاركته في قمة اليابان الإتحاد الإفريقي ” تيكاد 8 ” واستقبل من طرف الرئيس قيس سعيد استقبال الرؤساء والملوك.
    في نفس الوقت كان محمد السادس مع ندمائه آل زعيتر في شوارع باريس وشواطئ بوانت دينيس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى