ما سر المشهد المخيف لـ نهر بردى في سوريا؟.. صور حديثة فجرت الجدل

وطن- أظهرت صور حديثة لنهر بردى وسط دمشق مشهداً مخيفاً يظهر تغيراً واضحاً في لون مياهه، ووفقاً للصور المتداولة، فقد اصطبغ لون مياه نهر بردى باللون الأحمر، فيما تضاربت التفسيرات حول تلك الظاهرة المفاجئة في فصل الصيف.

تغير لون مياه نهر بردى وهلع في دمشق

مما أثار حالة من الهلع في أوساط الدمشقيين، وتساءل مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، عن سبب هذا التغيير المفاجئ في لون الماء وما حقيقة هذا اللون، وفيما إذا كانت دماء حقيقية أو مخلفات مسالخ.

مما دفع “محافظة دمشق” التابعة للنظام، إلى تبرير سبب تصبغ نهر بردى باللون الأحمر بطريقة أثارت سخرية كثيرين.

ونقلت صحيفة “الوطن” الموالية للنظام السوري عن مدير الصيانة في المحافظة نضال حافظ قوله، إن “الصور المتداولة عن تصبغ نهر بردى بلون أشبه بالأحمر يعود للأمطار الغزيرة التي شهدتها دمشق وانعكاس لون الأتربة المنحلة (الطين) خاصة بعد انخفاض غزارة النبع”.

وهو -بحسب وصف نشطاء- تبرير مضحك يذكّر بما كانت مذيعة إحدى قنوات النظام قد قالته عن خروج مظاهرات ضد نظام الأسد في حي الميدان، بأنهم خرجوا لشكر الله على هطول المطر الذي تزامن مع وقت المظاهرة مما جعلها مثار سخرية بين السوريين.

حالة طبيعية

من جانبه، قال الخبير الزراعي والبيئي، أكرم عفيف، لموقع تلفزيون سوريا المعارض، إن حالة تغير لون نهـر بردى إلى اللون الأحمر حالة طبيعية تصيب الينابيع والأنهار بعد كل هطول مطري غزير، مشيراً إلى أنها حالة مؤقتة ستعود إلى حالتها الطبيعية بغضون أيام.

بردى: صراع من أجل البقاء

ويصارع نهر بردى الذي اشتهرت به دمشق وكان رمزاً تاريخياً عريقاً من أجل البقاء في مواجهة عوامل التلوث التي يتعرض لها باستمرار، في ظل إهمال حكومة النظام السوري وعدم اهتمامها بتنظيف مجرى النهر.

وتثير الروائح المنبعثة من مجرى النهر وفروعه انزعاج سكان الأبنية القريبة والمارّة، نتيجة شحّ المياه وتراكم القمامة والأوساخ فيه، وخصوصاً خلال ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف.

بردى من المنبع إلى المصب

وينبع (براديوس) أي نهر الجنة بردى من جنوب بلدة الزبداني، ويتميز بغزارة مياهه ليمرّ في سلسلة جبال الشمال غرب دمشق، ويدخل المدينة بعد رحلة طويلة تصل إلى 65 كم، ويصبّ في بحيرة العتيبة شرقي المدينة مروراً ببساتين الغوطة.

وكانت “وزارة الدولة لشؤون البيئة” في سوريا قالت في بيان: إن “نهر بردى تحوّل بعد المنبع إلى ما يشبه الصرف الصحي من صرف المطاعم والمغاسل والورش الصناعية والمسالخ مع نفايات صلبة مختلفة ترمى بشكل عشوائي من دون المراعاة لأي شروط بيئية مناسبة تحافظ على ديمومة النهر واستمرار جريانه”. وأكدت وزارة البيئة أنها تقوم بالدراسات البيئية فقط وليست جهة تنفيذية.

يشار إلى أن “وزارة الدولة لشؤون البيئة” كانت أصدرت القرار رقم (876)، الذي يقضي بتشكيل فريق عمل كيميائي يضمّ مهندسين وكيميائيين مهمته وضع تصور أولي عن الوضع البيئي لنهر بردى والتلوث الحاصل له، نتيجة صرف مياه المطاعم ومغاسل السيارات وغيرها من الأنشطة البشرية إلى مجرى النهر، واقتراح الحلول اللازمة، حمايةً للنهر والبيئة المحيطة وحفاظاً على صحة المواطن.

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث