وطن- ألقت دراسة جديدة أجرتها جامعة القدس بعض الضوء على أسباب ظهور طيف التوحد. وفي الواقع، وجد الباحثون أن تركّز مستويات أكسيد النيتريك في الدماغ يمكن أن يؤثر على المؤشرات السلوكية.
ويمكن أن يكون لهذا الاكتشاف آثار على العلاقة بين أكسيد النيتريك والأمراض العصبية الأخرى، مثل: مرض ألزهايمر، أو الأمراض النفسية مثل: الفصام والاكتئاب الهوسي.
وبحسب ما نشره موقع “بوركوا دكتور” الفرنسي، توصّلت دراسة جديدة نُشرت، يوم الإثنين، في المجلة العلمية الأمريكية Advanced Science، إلى وجود صلة بين المستويات العالية من أكسيد النيتريك (وهو غاز يوسع الأوعية الدموية ويزيد من احتقان العضلات) في الدماغ واضطراب التوحد.
مستويات أكسيد النيتريك مرتبطة بأعراض التوحد
مستويات أكسيد النيتريك مرتبطة بأعراض طيف التوحد
في الحقيقة، هذا هو السبب الذي دفع الباحثين في جامعة القدس إلى النظر في الدور الذي يمكن أن يلعبه أكسيد النيتريك. وللقيام بذلك، أجروا تجارب على الفئران، ووجدوا أن مؤشرات طيف التوحد كانت أكثر وضوحًا في الفئران ذات مستويات أكسيد النيتريك المتزايدة.
وقال مؤلف الدراسة هيثم أمل: “هذا تقدم كبير في الأبحاث المخصّصة لدراسة طيف التوحد. لقد، كان تأثير حقن أكسيد النيتريك على الفئران ذات الخصائص التوحديّة اكتشافًا مذهلاً”.
وتابع: “أصبحت حيوانات المختبر التي اختبرناها أكثر اجتماعية، ولاحظنا تكرارًا أقل في سلوكها وأصبحوا مهتمين بأشياء جديدة، كما رأينا أنهم كانوا أقل قلقًا. وعلاوة على ذلك، أدى التأخير في مستويات أكسيد النيتريك إلى تحسن كبير في المؤشرات العصبية”.
وأوضح هيثم أمل وفريقه، أنه عندما عملوا بنشاط على خفض مستويات أكسيد النيتريك في الدماغ، انخفض سلوك التوحد لدى الفئران نتيجة لذلك، يجب أن يتيح هذا الاكتشاف تطوير عقاقير جديدة لعلاج أعراض طيف التوحد”.
كما أضاف هيثم أمل: “هذه هي المرة الأولى التي يتمكّن فيها المختبر من اكتشاف وإثبات وجود صلة حقيقية بين زيادة تركيز أكسيد النيتريك في الدماغ وسلوك المصابين بطيف التوحد والعكس صحيح”.
البحث الذي تم إجراؤه لفهم طيف التوحد بشكل أفضل واسع للغاية، ومع ذلك، فإن العوامل التي تدخل في تطور هذا المرض لم يتم تحديدها بوضوح بعد.
فهم دقيق لأسباب طيف التوحد
وفقًا لما ترجمته “وطن“، فإن طيف التوحد اضطراب يرتبط بنمو الدماغ ويؤثر على كيفية تمييز الشخص للآخرين والتعامل معهم على المستوى الاجتماعي، ولا تزال الأسباب النوعية لاضطرابات طيف التوحد غير مفهومة بشكل كامل، على الرغم من أنها غالبًا ما تتصل بعوامل جينية.
وهذه الدراسة التي أجرتها جامعة القدس يمكن أن تساهم في تحديد العوامل المختلفة التي تساهم في ظهور هذا المرض، وبالتالي تسهيل تنفيذ إستراتيجيات جديدة لإدارة مشاكل التوحد.
ما أكسيد النيتريك؟
تنتج الخلايا البطانية جزيئاً يسمى أكسيد النيتريك. وهذا الجزيء المضاد للالتهابات يعزز توسع الأوعية الدموية، ويحسن الدورة الدموية لتدفق الدم في الجسم وينظم تلف نظم القلب والأوعية الدموية.
وختم الموقع بالقول، يعاني ملايين الأشخاص حول العالم من اضطرابات طيف التوحد (ASD). وأضاف الباحث: “آمل أن يؤدي الاكتشاف والفهم الجديد لهذه الآلية إلى إمكانية حقيقية لتطوير علاج لطيف التوحد”.