وطن- “هاكان فيدان” اسم تصدّر محركات البحث في المنطقة العربية مباشرة بعد إعلان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تشكيلتَه الحكومية الجديدة المؤلفة من 17 وزيراً، وضمّت خلالها أسماءً لامعة في الداخل التركي وأيضاً بين الشعوب العربية وفي العالم وعلى رأسهم “هاكان فيدان”.
من هاكان فيدان؟
هاكان فيدان هو وزير خارجية تركيا الجديد الذي تمّ تعيينه مؤخراً وزيراً للخارجية التركية في حكومة أردوغان الجديدة، بعد إعادة انتخابه رئيساً للبلاد لعهدة ثالثة.
فيدان هو سياسي تركي وعضو في حزب العدالة والتنمية، كان يشغل منصب رئيس جهاز الاستخبارات التركي (MIT:Millî İstihbarat Teşkilatı) منذ عام 2010. وقال عنه أردوغان في العام 2012 في تصريحات علنية للصحفيين: “إنه حافظ أسراري، إنه حافظ أسرار الدولة”.
حضر الرئيس رجب طيب #أردوغان، برفقة وزير الخارجية الجديد #هاكان فيدان، مراسم تشييع جنازة الصحفي التركي محمد برلاس pic.twitter.com/oXIzjMktiL
— يني شفق العربية (@YeniSafakArabic) June 4, 2023
وبواقع الأحداث العاصفة التي عاشتها تركيا بعد 2012 -وأردوغان بشكل خاص- يُعتبر هاكان فيدان بالفعل كاتم أسرار أردوغان وشخصية مؤثرة في السياسة الخارجية والأمن القومي لتركيا.
وُلد فيدان في أنقرة عام 1968، وتخرج في مدرسة القوات البرية القتالية عام 1986. وأكمل معظم تعليمه الأكاديمي خلال خدمته في القوات المسلحة التركية، حيث شارك في عمليات استخباراتية وأمنية داخلية وخارجية، حسب ما ذكر تقرير مؤسسة الإذاعة والتلفزيون التركي تي آر تي (رسمية) عنه.
حصل هاكان فيدان على شهادة جامعية في أنظمة الحكم والسياسة من القسم الأوروبي لكلية “ماريلاند” الجامعية في الولايات المتحدة، وشهادة دكتوراه بالعلوم السياسية من جامعة بيلكنت في أنقرة.
في عام 2003 تمّ تعيينه لرئاسة الوكالة التركية للتعاون والتنسيق المعروفة اختصاراً بـ(تيكا TiKA)، والتحق بمكتب أردوغان مستشارًا للسياسة الخارجية في العام 2007.
أجرى هاكان فيدان، وهو السياسي ورجل المخابرات المخضرم، دراسات أكاديمية حول الأمن الدولي والتنمية الدولية والسياسة الخارجية التركية، وقام بتدريس العلاقات الدولية بدوام جزئي في جامعتي هاسيتب وبيلكنت.
أسند وزارة الخارجية لرئيس الاستخبارات السابق “هاكان فيدان”، واختار “يشار غولر” لتولي حقيبة الدفاع.. #أردوغان يبدأ ولايته الرئاسية مع تشكيلة وزارية جديدة بعد أدائه القسم | تقرير: المعتز بالله حسن
#الأخبار pic.twitter.com/wKKlP3IrkM— قناة الجزيرة (@AJArabic) June 4, 2023
كان فيدان مسؤولاً عن إجراء محادثات سلام سرية مع حزب العمال الكردستاني في أوسلو، وقاد المفاوضات مع دول عربية وإقليمية مثل مصر والإمارات وليبيا وسوريا.
يُنظر إلى هاكان فيدان على أنه مؤيد مُخلص لأردوغان وحلفائه، ومن المتوقّع أن يسعى إلى تحقيق رؤية تركيا للحفاظ على نفوذها ومصالحها في المنطقة.
ماذا تعني رئاسة هاكان فيدان للدبلوماسية التركية؟
يُطلق الأتراك على هاكان فيدان، بالإضافة إلى “حافظ أسرار أردوغان” لقب “يد أردوغان الضاربة”، كما يلقّبه آخرون بـ”السكين”، واكتسب سمعة الرجل القوي المخلص بشكل خاص بسبب دوره المصيري في محاولة انقلاب عام 2016 الفاشلة، والتي بعدها مباشرة تحصّل بجدارة على لقبه الأشهر “منقذ أردوغان”.
خلال 13 عاماً من توليه المخابرات التركية، قاد فيدان ثورة إصلاحية عميقة داخل الجهاز المذكور، إذ انتقلت المخابرات التركية من جهاز مترهّل محاط بالخلافات الداخلية من كل اتجاه، إلى أحد “أقوى” وأنجح أجهزة المخابرات في العالم.
على مرّ السنوات، لفّت شخصية هاكان فيدان هالة من الغموض دفعت بعض وسائل الإعلام التركي تطلق عليه لقب “الثعلب التركي”، بسبب صعوبة التعرف على شخصه. لكن ما هو معروف في تركيا وخارجها أنه رجل المهام الصعبة التي يعتمد عليه أردوغان لحلّ القضايا العالقة.
يرى مراقبون للشأن التركي أن هاكان فيدان هو الرجل المناسب -لتركيا الحالية- فهو المُؤسس للمصالحة مع الإمارات ومصر والسعودية، قبل أن يقود لاحقاً الاجتماعات مع نظام الأسد.
كما أن فيدان يتناسب مع حرص تركيا على ديمومة العلاقات مع روسيا، بالتوازي مع إعادة توطيد العلاقات مع الغرب ويعود ذلك بشكل خاص لتشعب علاقاته الخارجية فيما يتعلق بمجتمع الاستخبارات، حسب تقرير لموقع “المونيتور“.
وتجدر الإشارة كذلك، إلى أن هاكان فيدان أحد أكثر المقربين من الرئيس رجب طيب أردوغان، وتُرجح تحليلات إعلامية تركية أن تعيينه في منصة دبلوماسي في الخمس سنوات القادمة، من شأنه أن يُقرّبه أكثر من “عالم السياسة الناعمة” بعيداً عن “عالم الاستخبارات الصلبة” الذي قضى فيه 13 عاماً على التوالي.