بينها الهلال والنصر.. ماذا وراء نقل ملكية الأندية السعودية لصندوق الاستثمارات؟

وطن- في خطوةٍ مفاجئة، أعلن وزير الرياضة السعودي الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، عن نقل ملكية 4 من أشهر الأندية الرياضية في المملكة إلى صندوق الاستثمارات العامة، وهي أندية “الهلال” و”النصر” و”الاتحاد” و”الأهلي”.

وتهدف هذه الخطوة، حسبه، إلى تطوير القطاع الرياضي وتحقيق التميز للأندية والمنتخبات الوطنية، بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030.

محمد بن سلمان يُسيطر على القطاع الرياضي في المملكة

وبحسب ما أوضحه وزير الرياضة، فإن نسبة الملكية ستكون 75% لصندوق الاستثمارات العامة، و25% لمؤسسة غير ربحية تضمّ أعضاء من الجمعية العمومية كل نادٍ، بالإضافة إلى داعمين جدد.

https://twitter.com/SaudiNews50/status/1665711551167299584?s=20

وسيتكوّن مجلس إدارة كل نادٍ من سبعة أعضاء، خمسة منهم يتمّ تعيينهم من قبل الصندوق، واثنان يتمّ ترشيحهم من قبل المؤسسة. وسيتمّ تحويل الأندية إلى شركات تجارية تخضع لأحكام نظام الشركات.

واعتبر وزير الرياضة السعودي الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، حسب تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية، أن مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية يمثّل “تحوّلاً نوعياً وتاريخياً للقطاع الرياضي بالسعودية”، وأشار أنه سيتم نقل ملكية نادي القادسية إلى شركة أرامكو السعودية.

وكشف وزير الرياضة السعودي عن حضور 2.2 مليون مشجع في الملاعب السعودية خلال عام 2023، وقال: “تضاعف عدد الرياضيين في السعودية من 40 ألفاً في 2019 إلى 80 ألف رياضي حالياً”.

وجاءت كلمة الوزير السعودي على هامش المؤتمر الصحفي الخاص بـ”مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية” في المملكة العربية السعودية.

جدير بالذكر، أن صندوق الاستثمارات العامة السعودي، هو اليد الطولى لآل سعود في المملكة وفي مجالات تدخلهم وتأثيرهم حول العالم من حيث مقدراته المالية الهائلة.

حيث حافظ حتى أبريل الماضي على المرتبة السادسة بين أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم بعد ارتفاع أصوله لتصل إلى 650 مليار دولار، وفقاً لآخر تصنيف لمؤسسة (SWF Institute) المتخصصة في دراسة استثمارات الحكومات والصناديق السيادية. وارتفعت أصول الصندوق بقيمة 42.6 مليار دولار، مقارنة بـ607.42 مليار دولار في نهاية 2022.

ماذا وراء “مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية”؟

أطلق ولي العهد السعودي (الحاكم الفعلي للبلاد) محمد بن سلمان، اليوم الإثنين، مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية، بعد اكتمال الإجراءات التنفيذية للمرحلة الأولى، تحقيقًا لمستهدفات رؤية السعودية 2030 في القطاع الرياضي، الهادفة إلى بناء قطاع رياضي فعّال، من خلال تحفيز القطاع الخاص وتمكينه للمساهمة في تنمية القطاع الرياضي، بما يحقق التميز المنشود للمنتخبات الوطنية والأندية الرياضية والممارسين على الأصعدة كافة، حسب ما ذكرت وسائل إعلام رسمية.

ويتضمّن المشروع في المرحلة الحالية مسارين رئيسيين: أولهما، الموافقة على استثمار شركات كبرى وجهات تطوير تنموية في أندية رياضية، مقابل نقل ملكية الأندية إليها، والثاني طرْح عدد من الأندية الرياضية للتخصيص بدءًا من الربع الأخير من عام 2023.

وبحسب وكالة الأنباء السعودية “واس“، يقوم المشروع على ثلاثة أهداف إستراتيجية، تتمثّل في إيجاد فرص نوعية وبيئة جاذبة للاستثمار في القطاع الرياضي لتحقيق اقتصادٍ رياضي مستدام، ورفع مستوى الاحترافية والحوكمة الإدارية والمالية في الأندية الرياضية، إضافة إلى رفع مستوى الأندية وتطوير بنيتها التحتية لتقديم أفضل الخدمات للجماهير الرياضية.

خطوة ضمن مخطط كامل

أعلن صندوق الاستثمارات السعودي، في أكتوبر 2021، الاستحواذ بشكل كامل على فريق نيوكاسل يونايتد الإنجليزي، وجاء في بيانه: “أكملت مجموعة استثمارية يقودها صندوق الاستثمارات العامة، وتضمّ أيضاً شركة “PCP Capital Partners” و”RB Sports & Media” (المجموعة الاستثمارية)، عملية الاستحواذ بنسبة 100٪ على نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي”.

وفي فبراير/شباط 2022، أبرم صندوق الاستثمارات السعودي عبر شركات يملكها، صفقتين استثماريتين مع أبرز أربعة أندية لكرة القدم في المملكة بين الرياض وجدة.

حيث وقّعت شركة “القدية” للاستثمار التابعة للصندوق اتفاقية شراكةً إستراتيجيةً تاريخية مع ناديي النصر والهلال لمدة عقدين بقيمة 100 مليون ريال سنوياً لكل نادٍ، وأيضاً وقعت شركة “وسط جدة” اتفاقية مماثلة مع ناديي الاتحاد والأهلي في جدة، لمدة 20 عاماً أيضاً وبقيمة 100 مليون ريال سنوياً لكل نادٍ.

السعودية تجذب نجوم كرة القدم حول العالم

تتمتع الأندية الأربعة الكبرى في السعودية بمقومات النجاح كافة، وفي مقدمتها الجماهيرية الواسعة سواء داخل المملكة أو بين جماهير الدول العربية والآسيوية، إضافة إلى التاريخ المدجج بالبطولات.

ويعدّ الهلال الملقب بـ”الزعيم” أكثر الأندية السعودية تتويجاً بالبطولات، إذ حقّق لقب الدوري السعودي للمحترفين 18 مرة وكأس ولي العهد 13 مرة وكأس ملك السعودية 10 مرات، وهو الأكثر فوزاً بلقب دوري أبطال آسيا برصيد أربع كؤوس، وكان قد مثّل القارة الآسيوية في كأس العالم للأندية مرتين في آخر خمسة أعوام.

في حين يجد الهلال نفسه أمام منافسة شديدة من قبل جاره وغريمه التاريخي النصر الملقب بـ”العالمي”، لأنه أول ممثل للكرة السعودية والآسيوية في النسخة الأولى لكأس العالم للأندية عام 2000 بعدما حقّق لقب كأس السوبر الآسيوية في 1998.

ويمتلك “فارس نجد” (النصر) تسعة ألقاب للدوري السعودي للمحترفين وستة ألقاب لكأس ملك السعودية وثلاثة لكأس ولي العهد، إضافة إلى ألقاب أخرى محلية وقارية. كما أنه ضمّ لصفوفه قبل أشهر النجم العالمي كريستيانو رونالدو.

ولا تتوقف قوة الأندية السعودية عند حدود العاصمة الرياض؛ بل تشارك مدينة جدة بعملاقين هما الاتحاد والأهلي.

وتوّج الاتحاد الملقب بـ”العميد” بلقب الدوري السعودي للمحترفين في الموسم الحالي بعد منافسة كبيرة مع النصر، ليعادل رقم “العالمي” برصيد تسعة ألقاب للدوري، وسيكون ممثلَ أندية الدوري السعودي في النسخة المقبلة من كأس العالم للأندية التي تستضيفها المملكة.

وإضافة إلى ألقابه التسعة في الدوري السعودي فاز فريق النمور بكأس ملك السعودية تسع مرات وكأس ولي العهد ثماني مرات وكأس السوبر السعودي مرة واحدة في الموسم المنتهي، وكانت له صولات قارية حيث توّج بدوري أبطال آسيا مرتين وكأس الكؤوس الآسيوية مرة واحدة.

ومن المرجّح أن يُعاضد انضمام مهاجم ريال مدريد السابق، الفرنسي كريم بنزيما، جهود النادي في بلوغ مراحل متقدمة ضمن دوري روشن (الدوري السعودي للمحترفين).

أما قطب جدة الآخر الأهلي الملقّب بـ”قلعة الكؤوس”، ففاز بلقب الدوري السعودي ثلاث مرات وكأس ملك السعودية 13 مرة وكأس ولي العهد ست مرات.

وتعمل السعودية في السنوات الأخيرة على تقليص اعتمادها الشديد على المقدرات النفطية للدولة، نحو اقتصاد أكثر انفتاحاً على المجالات الأخرى وأبرزها قطاعا المال والأعمال والرياضة والسياحة.