دراسة: قد يؤدي فقدان شخص عزيز إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب
شارك الموضوع:
وطن- لا جرم أن فقدان شخص عزيز مرحلة من الحياة عصيبة ووقْعها مرير على الجميع. ومن الطبيعي أن نشعر بالضيق والاكتئاب وصعوبة في النوم بسبب الفجيعة.
وبحسب ما نشره موقع “بوركوا دكتور” الفرنسي، فإن الحزن هو رد الفعل الطبيعي على أي شكل من أشكال الخسارة أو الفقدان. يشمل الحزن مجموعة من المشاعر تبدأ من الحزن العميق وقد تصل إلى الغضب في بعض الأحيان. يمكن أن تختلف عملية التكيف والتعامل الفعّال مع خسارة كبيرة من شخص إلى آخر، وفقاً لعدّة عوامل، منها: خلفية هذا الشخص أو معتقداته، وعلاقته بالفقيد أو مدى تعلُّقه به.
وفي هذا السياق، كشف باحثون من جامعة أريزونا مؤخرًا أن وفاة أحد أفراد الأسرة، يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب. وللوصول إلى هذا الاستنتاج، أجرى الباحثون دراسة نشرت في مجلة Psychosomatic Medicine.
ارتفاع ضغط الدم بسبب الحزن الشديد
بحسب ما ترجمته “وطن“، فقد شارك في العمل 59 شخصًا فقدوا أحد أفراد أسرتهم في الأشهر الـ12 الماضية. وتمّ إجراء مقابلات مع المشاركين وطُلب منهم التركيز على لحظات الحزن التي عاشوها بعد وفاة أحبائهم. كما تحدث العلماء إلى كل مشارك لمدة 10 دقائق وطلبوا منهم سرد الوقت الذي شعروا فيه بالوحدة الشديدة في أثناء حزنهم. وخلال هذا الوقت، تم قياس ضغط الدم الانقباضي، أي الضغط الذي يمارسه القلب على الشرايين عندما ينبض.
ثمّ، بعدما سردوا حيثيات فترة الحزن التي مرّوا بها، ارتفاع ضغط الدم لديهم. ومقارنةً بخط الأساس، زاد ضغط الدم الانقباضي بمعدل 21.1 ملم من الزئبق، وهي الوحدة المستخدمة لقياس ضغط الدم. وهذا في الحقيقة، معدّل الزيادة الذي يتوقعه المرء بعد القيام بالتمارين البدنية المعتدلة.
وفي مرحلة ثانية، ارتفع معدل ضغط الدم بشكل أكبر عند المتطوعين، الذين تجاوزت مشاعرهم مجرّد الحزن لتصل إلى الحزن الشديد والعميق.
وفاة أحد الأحباء: رد فعلنا العاطفي على هذه الخسارة يؤثر على القلب
في هذا الشأن، أوضحت ماري فرانسيس أو كونور، أستاذة علم النفس ومؤلفة البحث، في بيان: “هذا يعني أنه ليس موت أحد الأحباء فقط هو الذي يؤثر على القلب، ولكن رد فعلنا العاطفي تجاه تلك الخسارة هو الذي يؤثر على قلبنا”.
وأضافت ماري فرانسيس أوكونور: “نتائج الدراسة مفيدة للأطباء لأنها تظهر أن الأشخاص الثكلى هم أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم ومشاكل القلب الأخرى. لذا، من المهم أن يشجع علماء النفس والمعالجون مرضاهم الثكلى على إجراء فحوص طبية منتظمة”.
من جانبها تُدرّس الباحثة في قسمها ما يسمى “الاسترخاء التدريجي للعضلات”؛ وهي طريقة تسعى من خلالها لتعليم الأشخاص الثكلى والحزانى على أحبائهم، كيفية التخلص من التوتر والاسترخاء التام لمجموعات العضلات الرئيسية في أجسامهم.
وقالت في هذا الصدد: “هذا النوع من التدخل المستند إلى الجسم يمكن أن يكون مفيدًا للأشخاص الذين يعانون من الحزن ويقلل من مستويات التوتر لديهم. كما أنني ما زلت أبحث عن التدخلات التي ستساعد في معالجة الجانب الجسدي والطبي بسبب الفجيعة، بالإضافة إلى الجانب العاطفي”.