وطن- كشفت دراسة بريطانية حديثة، عن أسباب عدم قيام ضحايا التحرش الجنسي بتقديم شكوًى عاجلة، أو اعتبارها أولوية قصوى بعد التعرض لهذه الممارسة.
وبحسب ما أفاد به تقرير لموقع “بوركوا دكتور” الفرنسي، فإن التحرش الجنسي يمكن أن يتخذ أشكالًا مختلفة، حيث يتركّز على تعريض الشخص بصفة متكررة للتعليقات أو السلوك ذي الدلالة الجنسية أو التحيز الجنسي. وتشير وزارة الداخلية على منصتها الإلكترونية إلى أن هذه الأعمال تنال من “كرامة الفرد بسبب طبيعتها المهينة، أو تخلق حالة خوف أو عدوانية أو ربما طبيعة هجومية”.
التحرش الجنسي: هل أول ردّ فعل يتمثّل في تقديم شكوى؟
وفق ما ترجمته “وطن“، وجدت دراسة جديدة نُشرت في مجلة Psychology of Women Quarterly، أن هناك فجوة كبيرة بين كيف يتخيل الناس أنهم سيتفاعلون إذا تعرضوا للتحرش الجنسي، وكيف يتفاعل الضحايا بالفعل.
وبالنسبة لهذا البحث، قارن فريق من جامعة إكستر (المملكة المتحدة) الردود من خلال القيام باستطلاع سري عبر الإنترنت للأشخاص الذين تعرضوا للتحرش الجنسي، وآخرين لم يتعرضوا للتحرش الجنسي، ولكن كان عليهم أن يتخيلوا كيف سيكون ردّ فعلهم.
وقام الباحثون بتحليل ردود فعل المشاركين الذين تعرضوا للتحرش الجنسي، لا سيما فيما يتعلق بردود الأفعال التي اتخذوها، وقارنوها مع المتطوعين الذين لم يتعرضوا أبدًا للتحرش الجنسي. ووفقًا لنتائج الدراسة، أعطى ضحايا التحرش الجنسي، الأولوية لاتخاذ التدابير اللازمة بصفة شخصية من خلال توفير السلامة والسيطرة والدعم الشخصي على أن يتخذوا الإجراءات الرسمية مثل إبلاغ الشرطة. وعلى العكس من ذلك، أشار الأشخاص الذين لم يتعرضوا أبدًا للتحرش الجنسي إلى أنهم سيرفعون شكوًى مباشرة في مركز الشرطة.
وفي هذا السياق، أوضحت البروفيسورة مانويلا باريتو، المؤلفة المشاركة للدراسة والباحثة في جامعة إكستر: “تشير دراستنا إلى أن هناك فجوة بين ما يتوقعه الناس من الأشخاص الذين تعرضوا للتحرش الجنسي وكيف يتفاعل هؤلاء الأشخاص فعليًا”.
وأضافت مانويلا باريتو: “ومن المهم مراعاة أن مشاعر وأفعال الشخص الذي تعرض للتحرش الجنسي يمكن أن تكون مختلفة تمامًا عن الشخص الذي لم يتعرّض لذلك. وبدلاً من أن نسأل أنفسنا لماذا لا يتقدم الناس بشكوًى ضد التحرش الجنسي، ربما يجب أن نسأل أنفسنا ما أفضل تصرّف يقوم به الفرد شخصيًا أولاً”.