التوت البري: هل هو فعال أم لا ضد التهابات المسالك البولية؟

وطن- نشرت مجلّة “فيمينا” الفرنسية تقريرًا سلّطت من خلاله الضوء على أن استخدام التوت البري والمنتجات المحتوية عليه بشكل منتظم، يمكن أن يساعد في الوقاية من التهابات المسالك البولية. ولكن، كيف يكون ذلك؟

في الحقيقة، بيّنت أحدث دراسة حتى الآن أن التوت البري مفيد جدًا في محاربة التهابات المسالك البولية المتكررة، ولكن ليس للجميع، لا سيما وأنه لا يزال هناك العديد من الأسئلة التي يتعين توضيحها.

ولا شكّ في أن التوت البري من الفواكه اللذيذة جدًا، فضلاً عن أنه يحتوي على العديد من الفوائد؛ فهو معروف بآثاره الوقائية من التهابات المسالك البولية. وبحسب ما ذكرته جمعية France Assos Santé، فإن تناول منتجات التوت البري (عصيره على وجه الخصوص) يعتبر فعالاً في الوقاية من التهابات المسالك البولية منذ منتصف القرن الماضي.

ووفق ما ترجمته “وطن“، فإن العلماء اعتقدوا في البداية أن الطبيعة الوقائية لعصير التوت البري تكمن في قدرته على تحمض البول، وبالتالي خلق بيئة غير مواتية لتطور البكتيريا. ثم افترض الباحثون لاحقًا أن البروانثوسيانيدينز (PAC) الموجود في التوت البري يمكن أن يساهم في تقليل قدرة البكتيريا (Escherichia coli) على الالتصاق بجدران المثانة، وهذه الفرضية كانت منذ ذلك الحين موضع دراسات علمية في عدة مناسبات.

ماذا يقول البحث عن فعالية التوت البري فيما يتعلق بالتهاب المثانة؟

في هذا السياق، تقوم جمعية المستهلكين Tests Achats بتقييم هذا الموضوع على ضوء نتائج أحدث دراسة شاملة أجريت في هذا المجال. وأجرى باحثون من جامعة فليندرز وجامعة سيدني، توليفًا لخمسين دراسة من شبكة كوكرين (شبكة معترف بها من الباحثين المستقلين) ونُشر في يونيو، أظهر أن تناول عصير التوت البري أو المكملات الغذائية التي تحتوي عليه، يقلل من خطر تكرار الإصابة بالتهابات المسالك البولية لدى النساء والأطفال والأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بها بسبب الإجراءات الطبية.

من ناحية أخرى، لم يُظهر الباحثون أي تأثير مفيد على كبار السن الذين يقيمون في دور رعاية المسنين والنساء الحوامل والأشخاص الذين هم -بسبب مشكلة طبية- غير قادرين على إفراغ المثانة تمامًا. وبشكل أكثر تحديدًا، أظهرت الدراسة التي نقلتها مجلة The Conversation، أن منتجات التوت البري فعالة للأشخاص الذين يعانون من التهابات متكررة في المسالك البولية (مرتين أو أكثر في ستة أشهر، أو ثلاث مرات أو أكثر في السنة) أو الذين من المحتمل أن يعانوا من التهابات المسالك البولية”.

دراسات متنوعة دون استنتاجات مماثلة

شرح مؤلفو البحث في المراجعة أن “منتجات التوت البري تقلل من خطر الإصابة بأعراض متكررة تم التحقق منها وتم تحليلها في المختبر، عند النساء (بنسبة 26٪ تقريبًا) والأطفال بنسبة (نحو 54٪) والأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالتهاب المسالك البولية، أو الإصابة بعدوى في المسالك البولية بعد الإجراءات الطبية بنسبة (نحو 53٪).

وتجدر الإشارة إلى أن النتائج الأخيرة (الإصابة بعدوى في المسالك البولية بعد الإجراءات الطبية) لا تهمّ الأشخاص الذين يعانون من حين لآخر فقط من التهابات المسالك البولية، وإنما الذين يرغبون في تجنّبها، وخاصة أن الدراسة لم تتناول استخدام التوت البري في علاج عدوى المسالك البولية في حد ذاته وأن عصيره لا يستطيع علاج عدوى المسالك البولية بمفرده.

ويُضاف إلى ذلك، أن تركيبة منتجات التوت البري وجرعاتها لا تزال غير واضحة، لذا لم يتمّ بعدُ تحديد الكمية الدقيقة من مادة البروانثوسيانيدينس التي يجب أن يحتويها منتج التوت البري للوقاية من التهاب المثانة. كما لا يستطيع الباحثون الجزم بذلك أيضًا.