دراسة: يعيش الأشخاص المتفائلون لفترة أطول وبشكل أفضل

وطن- هل تعتبر نفسك شخصاً متفائلاً أم متشائماً؟ هل تعتقد أن موقفك من الحياة يؤثر على صحتك وطول عمرك؟ في الحقيقة، حسب العديد من الدراسات العلمية، فإن الجواب “نعم”.

نشر موقع “مينتي أسومبروسا” الإسباني تقريرًا تحدّث فيه عن الأشخاص المتفائلين الذين يعيشون لفترة أطول مقارنة بالمتشائمين، فضلاً عن أنهم يبحثون عما يسعدهم ويُنعش أفكارهم ويطوّر من شخصيّاتهم، ما يجعلهم يعيشون حياة ذات جودة عالية.

وفيما يلي استعرض الموقع، كيف يجعل فرحتك بمنزلة العدوى التي تمسّ الآخرين، وكيف يمكن للإنسان أن يُصبح متفائلاً.

التفاؤل
العيش لفترة أطول

ما التفاؤل؟

التفاؤل هو موقف عقلي يتركّز على العيش بأمل في كلّ ما يتعلّق بصروف الحياة، بالإضافة إلى التركيز على الجوانب الإيجابية للواقع. كما أن الأمر لا يتعلق بإنكار المشاكل أو الصعوبات؛ بل بمواجهتها بثقة وأمل. وببساطة، يُفيد التفاؤل الاعتقاد بأن الوضع الحالي يمكن تحسينه وأن المرء يمكن أن يتحكم في مصيره.

من جهة أخرى، يمكن قياس التفاؤل باستخدام مقاييس مختلفة، مثل مقياس اتجاه الحياة (LOT-R)، الذي يقيم درجة التوافق مع عبارات مثل: “بشكل عام، أتوقع حدوث أشياء جيدة أكثر من سيئة”، أو “إذا كان هناك شيء ما سيحدث سيكون سيئًا في كلّ الأحوال” (هذه العبارة الأخيرة تعكس التشاؤم).

كيف يؤثر التفاؤل على الصحة وطول العمر؟

أظهرت العديد من الدراسات أن للتفاؤل آثارًا مفيدة على الصحة البدنية والعقلية، على سبيل المثال:

  • مخاطر أقل للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم والسكري والالتهابات والسرطان.
  • جهاز مناعة أقوى واستجابة أفضل للتوتر.
  • يتعافون بشكل أسرع من العمليات الجراحية والإصابات.
  • عدم الشعور بالاكتئاب والقلق والتوتر.
  •  احترام الذات والرضا والرفاهية.
  • علاقات اجتماعية أفضل ودعم اجتماعي أكبر.
الإقبال على الحياة
تأثير التفاؤل على الصحة وطول العمر

كل هذه العوامل تساهم في أن يعيش المتفائلون لفترة أطول من المتشائمين. وفي هذا السياق، قامت دراسة نُشرت في عام 2019 في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences (PNAS)K بتحليل بيانات أكثر من 70000 شخص، ووجدت أن المتفائلين كانوا أكثر عرضة بنسبة 11٪ للعيش حتى سن 85 عامًا أو أكثر، و15٪ أكثر عرضة للعيش حتى عمر 85 عامًا أو أكثر. ومن المحتمل أن يتمتعوا بعمر طويل بشكل استثنائي (أكثر من 90 عامًا).

كما تابعت دراسة أخرى نُشرت في عام 2020 في المجلة الأميركية لعلم الأوبئة، أكثر من 69000 امرأة و1400 رجل لعدة عقود، ووجدت أن المتفائلين لديهم خطر أقل بنسبة 14٪ للوفاة من أي سبب خلال فترة المتابعة، و50٪ أقل خطراً من الموت من الأمراض المعدية، وفق ما ترجمته “وطن“.

كيف يمكنك أن تكون أكثر تفاؤلاً؟

التفاؤل ليس شيئًا ثابتًا وغير قابل للتغيير؛ بل يمكن تعلّمه وتطويره واكتسابه مع الوقت أيضًا. وفيما يلي بعض الإستراتيجيات التي تجعلك أكثر تفاؤلاً:

  • تدرّب على الامتنان: كن شاكراً كل يوم على الأشياء الجيدة التي حدثت لك أو تلك الموجودة في حياتك مهما كانت بسيطة.
  • ابحث عن الجانب المشرق: حاول أن ترى نصف الكوب الممتلئ بدلاً من نصفه الفارغ، وتعلّم دروسًا من كل موقف صعب.
  • تحدَّ الأفكار السلبية: تحدَّ المعتقدات غير المنطقية أو المبالغ فيها التي تجعلك تشعر بالسوء أو تقيّدك، واستبدلها بأخرى أكثر واقعية وبناءة.
  • تحديد الأهداف: وجود أهداف واضحة وقابلة للتحقيق تحفزك وتعطي معنًى لحياتك وتحتفي بإنجازاتك.
  • اعتنِ بصحتك: تناول نظامًا غذائيًا متوازنًا، ومارس الرياضة بانتظام، وحاول النوم جيدًا، وتجنب استهلاك الكحول أو التبغ أو المخدرات الأخرى.
  • أحِط نفسك بأشخاص إيجابيين: اطلب الدعم والرفقة من الأشخاص الذين يحبونك، ويقدرونك ويشجعونك على النمو.
  • التفاؤل لا يعني تجاهل الواقع أو العيش في محيط يبعدك عنه؛ بل إنه يعني وجود موقف استباقي إيجابي ومرن في مواجهة تحديات الحياة، والثقة في قدراتك وإمكانياتك للتغيير.

وختامًا أن تكون شخصًا متفائلاً، يساعدك على العيش لفترة أطول وبشكل أفضل، ما يجعل سعادتك بمنزلة العدوى التي تمسّ الآخرين.

التفاؤل يساعدك على العيش لفترة أطول وأفضل
التفاؤل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى