وطن- في واقعة قد تكشف عن وجود تأزم حقيقي في العلاقات الجزائرية-الفرنسية بعد فترة من محاولات التهدئة، نشرت الجريدة الرسمية الجزائرية تفاصيل مرسوم للرئيس عبد المجيد تبون يعكس توتراً حاداً بين البلدين.
هذا التأزم في العلاقات كشف عنه العدد 36 من الجريدة الرسمية الصادر بتاريخ 24 مايو/أيار الفائت، حدد من خلاله المرسوم ظروف وشروط أداء النشيد الوطني للبلاد بشكله الكامل أو الجزئي.
وبحسب ما أوردته الجريدة الرسمية، فإن عبد المجيد تبون أصدر مرسوماً جديداً، أعاد من خلاله مقطعاً تمّ حذفه عام 2007 من النشيد الوطني له علاقة بفرنسا.
ونصت المادة الثانية من المرسوم الرئاسي رقم 23-195 على أن يتم عزف النشيد الوطني بدون تغيير، وأن يؤدى النشيد الوطني في صيغته الكاملة (كلمات وموسيقى) بمقاطعه الخمسة.
يشار إلى أن هذا المرسوم الرئاسي للرئيس عبد المجيد تبون، يعدل مرسوماً رئاسيًا سابقًا كان صدر عام 1986، ألغي بموجبه المقطع الذي يتضمن ذكر فرنسا، وفي عام 2007، حُذف المقطع من النشيد الوطني من الكتب المدرسية.
النص المعاد للنشيد الوطني الجزائري
ونصّ الجزء المحذوف والذي تمّت إعادته بالقول: “يا فرنسا قد مضى وقت العتاب، وطويناه كما يطوى الكتاب، يا فرنسا إن ذا يوم الحساب، فاستعدي وخذي منا الجواب، إن في ثورتنا فصل الخطاب، وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر”.
وكان هذا المقطع من النشيد الوطني قد حذف سابقاً من أجل تجنب الحرج السياسي مع باريس، حيث يعدّ النشيد الوطني الجزائري الذي كتبه الشاعر الجزائري مفدي زكريا خلال فترة سجنه في الخمسينيات، ولحّنه الموسيقار المصري محمد فوزي، الوحيد في العالم الذي يتضمن ذكر دولة أخرى.
ويرى مراقبون، أن هذا القرار يأتي ضمن سلسلة مناوشات سياسية بين الجزائر وفرنسا، فمنذ مدة، تقوم السلطات الجزائرية بتصعيد المناكفة السياسية مع باريس باستخدام كل الرمزيات التاريخية، واستدعاء لافت للتاريخ الدامي والجرائم الاستعمارية الفرنسية في الجزائر، في حين تعمل مختلف المؤسسات الحكومية على تنشيط تظاهرات وفعاليات والتركيز على استعادة جميع الحقوق التاريخية.
زيارة تبون لفرنسا لن تتم
ويأتي ذلك كله، بعد أن أكدت وسائل إعلام فرنسية، أن زيارة “تبون” المقررة في منتصف الشهر الجاري، قد تم تأجيلها للمرة الثانية، مؤكدة أنها لن تتم في الموعد المحدد لها.
وقالت إذاعة “أوروبا1” في تقرير لها، إنها حصلت على معلومات مؤكدة تفيد بأن زيارة الرئيس عبد المجيد تبون التي كانت مقررة بعد أيام إلى فرنسا ستتأجل إلى أشهر أخرى.
تطورات عكّرت الأجواء بين الجزائر وفرنسا
وعن سبب عدم إتمام زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لفرنسا، أوضحت الإذاعة أن الأجندة والمناخ الحالي غير مناسبين لإتمام الزيارة، مشيرة إلى تطورات حدثت مؤخراً عملت على تعكير الأجواء بين البلدين.
ولفتت بالقول، على الرغم من أن العلاقات بين باريس والجزائر العاصمة، قد هدأت رسمياً، فإن التوترات لا تزال قائمة بين البلدين.
تسريب لـ ماكرون يهين فيه عبد المجيد تبون
ويأتي هذا التأجيل الجديد للزيارة، وما تبعه من إعادة فقرة معادية لفرنسا في النشيد الوطني الجزائري، بعد أيام قليلة من تداول تسريب مزعوم للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوجّه خلاله إهانات كبيرة للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون والجزائر.
وبحسب ما ورد في التسريب الصوتي الذي نشره وروّج له موقع “هسبريس” المقرب من الدوائر الأمنية والاستخبارية المغربية، فقد وصف “ماكرون” الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بالدمية والساذج الفاقد القدرة على اتخاذ القرار، وأن الجزائر أصبحت سوقاً للخردة العسكرية الروسية.
كما وصف “ماكرون” الجزائر، بأنها ليس لها رؤية إستراتيجية غير “ملاحقة المغرب الذي لا يعيرهم أي اهتمام، والذي تقدّم بمراحل عنهم”.
"تبون ساذج والجزائر سوق خردة روسية".. "تسريب جديد" لماكرون يهين الرئيس الجزائري عشية زيارته إلى فرنسا#فرنسا #الجزائر #ماكرون #عبد_المجيد_تبون pic.twitter.com/bsmln0NwHX
— Hespress هسبريس (@hespress) May 26, 2023