المبيدات الحشرية تزيد من خطر الإصابة بالتوحد! كيف ذلك؟
شارك الموضوع:
وطن-تُستخدم المبيدات الحشرية على نطاق واسع لمكافحة الآفات في أماكن مختلفة، من المنازل إلى المناطق الزراعية.
ومن بين المبيدات الحشرية الأكثر شيوعًا مركبات البيريثرويدات، وهي مركبات كيميائية صناعية مصممة لتقليد خصائص المبيدات الحشرية للبيروثرويدات الطبيعية، الموجودة في أزهار الأقحوان، بحسب ما أفاد به موقع “مينتي أسومبروسا” الإسبانية.
وفي الآونة الأخيرة، أثيرت مخاوف بشأن تأثير البيريثرويدات على صحة الإنسان، وخاصة فيما يتعلق بالتوحد. والتوحد هو اضطراب في النمو العصبي يؤثر على التواصل والتفاعل الاجتماعي. وفي حين أن الأسباب الدقيقة للتوحد لم يتم فهمها بالكامل بعد، فقد أظهرت الأبحاث أن العوامل الجينية والبيئية قد تلعب دورًا في ظهوره.
المبيدات الحشرية مثل البيرثرويد المرتبطة بطيف التوحد
ووفق ترجمة “وطن“، حققت العديد من الدراسات العلمية في الارتباط المحتمل بين التعرض للبيروثرويدات وخطر الإصابة بالتوحد. وقد أسفرت هذه الدراسات عن نتائج مقلقة، ما يشير إلى أن التعرض للبيروثرويدات قبل الولادة وفي مرحلة الطفولة المبكرة قد يترافق مع زيادة خطر إصابة الطفل بطيف التوحد.
الآثار الصحية طويلة المدى
لقد لوحظ أن مادة البيريثرويدات يمكن أن يكون لها تأثيرات سامة على تطور الجهاز العصبي في المراحل الحرجة من الحياة. ناهيك بأنها يمكن أن تغير هذه المركبات وظيفة الخلايا العصبية وتؤثر على التواصل بين خلايا الدماغ. علاوة على ذلك، وجد العلماء أن البيريثرويد يمكن أن يؤدي إلى استجابة التهابية في الدماغ، والتي يمكن أن يكون لها آثار في تطور طيف التوحد.
وعلى الرغم من أن الأدلة لا تزال غير حاسمة وهناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم العلاقة بين مادّة البيرثرويد والتوحد بشكل كامل، فإن النتائج الحالية مثيرة للقلق بما يكفي للحذر وإجراء مزيد من البحوث العلميّة. ومن المهم أن نلاحظ أن التعرض لمادّة البيروثرويدات ليس السبب الوحيد المحتمل للتوحد، وأن العوامل الوراثية والعوامل البيئية الأخرى تؤدي دورًا مهمًا في ظهوره أيضًا.
ومع ذلك، نظرًا لانتشار استخدام البيريثرويدات على نطاق واسع في الزراعة ومكافحة الآفات المنزلية، فمن الضروري اتخاذ تدابير وقائية لتقليل التعرض لهذه المركبات، إذ تتضمن بعض التوصيات الحد من استخدام المنتجات المحتوية على البيرثرويد في المنزل، واختيار طرق غير كيميائية لمكافحة الآفات كلما أمكن ذلك، واتخاذ احتياطات إضافية في أثناء الحمل والطفولة لتقليل التعرض لها.
وعلى الرغم من أن العلاقة بين مادّة البيرثرويد وطيف التوحد لا تزال قيد البحث، فمن المهم أن تكون على دراية بالمخاطر المحتملة المرتبطة بهذه المبيدات الحشرية. فالوقاية والحد من التعرض ضروريان لحماية صحتنا وصحة أحبائنا.
وختمت المجلّة بالقول، إن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم تأثير مكوّن البيريثرويدات الكيميائي بشكل أفضل على صحة الجهاز العصبي وتطوره، ولتقديم إرشادات أكثر وضوحًا ودقة حول استخدامه بشكل آمن.