وطن- تزامناً مع الزيارة التي يقوم بها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى فرنسا، طالبت منظمة العفو الدولية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالتحرك لإنقاذ حياة سبعة شبان سعوديين مهددين بالإعدام.
آمنستي تدعو ماكرون لإنقاذ 7 سعوديين يُواجهون الإعدام
وقالت المنظمة الحقوقية، في بيان أمس الخميس، إن هؤلاء الشبان، وهم ستة شيعة وواحد سني، أدينوا بجرائم ارتكبوها وهم قُصّر، وأن أحكامهم قائمة على اعترافات انتزعت منهم تحت التعذيب.
#السعودية: على الرغم من التزام السلطات #السعودية المعلن بوضع حد لاستخدام عقوبة الإعدام ضد أحداث دون سن 18 عامًا وقت ارتكاب الجريمة، فإن سبعة شبان معرضون لخطر الإعدام الوشيك https://t.co/btB72pXq1u
— منظمة العفو الدولية (@AmnestyAR) June 16, 2023
وأضافت “آمنستي” أن محاكماتهم كانت غير عادلة، وأنهم يستحقون إعادة محاكمة عادلة أو الإفراج عنهم. وأكدت على أن فرنسا لديها فرصة نادرة للضغط على السلطات السعودية لوقف تنفيذ هذه الأحكام القاسية، والتي تخالف المعايير الدولية لحقوق الإنسان.
وذكّرت المنظمة بأن السعودية هي من أكثر الدول تطبيقا لعقوبة الإعدام في العالم، وأنها أعدمت 196 شخصا في عام 2022، وهو رقم قياسي في تاريخ المملكة.
#صور_واس pic.twitter.com/upOECAh6Ww
— واس الأخبار الملكية (@spagov) June 16, 2023
وحثت المنظمة، في ذات البيان، الرئيس ماكرون على أن يضع حقوق الإنسان في صلب حواره مع ابن سلمان، وألا يغض الطرف عن انتهاكات ترتكب في المملكة بحجة التطورات الاقتصادية أو التجارية.
جدير بالذكر أن ولي عهد السعودية، وصل اليوم إلى فرنسا في زيارة تستغرق عشرة أيام. ويتضمن جدول أعماله ترأس وفد بلاده في قمة “من أجل ميثاق مالي عالمي جديد” و ملف استضافة السعودية “إكسبو 2030” بالإضافة إلى بحث العلاقات الثنائية بين فرنسا والسعودية والحرب على أوكرانيا.
سمو #ولي_العهد ورئيس الجمهورية الفرنسية يتبادلان خلال اجتماعهما في الإليزيه وجهات النظر حول مستجدات الأحداث الدولية والإقليمية، وتنسيق الجهود المبذولة المشتركة بشأنها.#محمد_بن_سلمان_في_فرنسا#واس pic.twitter.com/H062tyb8S5
— واس الأخبار الملكية (@spagov) June 16, 2023
تهم تتراوح بين الإرهاب والسطو المسلح
يُواجه هؤلاء الشّبان، بحسب المنظمة، “خطر الإعدام الوشيك” بعدما ثبتت محكمة استئناف عقوبات صادرة بحقهم. وكانوا عند ارتكاب الجرائم، أطفالا دون الثامنة عشرة، حتى أن أحدهم كان في الثانية عشرة من عمره.
وفي السياق، قالت الأمينة العامة للمنظمة، أنييس كالامار، في تصريح لوكالة فرانس برس إن “منظمة العفو الدولية ستبذل كل الجهود للطلب من هذا الرئيس الفرنسي الذي يبدو أنه يستمتع برفقة هذ الأمير، أن يبذل جهدا وأن يطلب ألا يعدم هؤلاء الشبان”.
وستة من الشبان مدانون بتهم على صلة بالإرهاب أما السابع فمدان بالسطو المسلح والقتل، في أحكام صدرت في ختام محاكمات تقول المنظمة إنها غير منصفة وبنيت على اعترافات انتزعت “تحت التعذيب”.
وتابعت كالامار “ربما ارتكبوا جرائم.. لكن لا يجوز الحكم على أشخاص بالإعدام بسبب آرائهم. إنها فضيحة. على الرئيس ماكرون أن يتدخل لإنقاذ حياتهم”.
ماكرون “مُهندس” عودة ابن سلمان للساحة الدولية
سبِق أن قادت كالامار تحقيقا أجرته الأمم المتحدة في قضية مقتل خاشقجي، وخلص إلى تحميل الرياض المسؤولية. وقالت في تصريحها للوكالة الفرنسية إنها تشعر بـ”مرارة” لاستقبال ابن سلمان في فرنسا، منتقدة بشدة الترحيب الذي خص به الرئيس الفرنسي ولي العهد السعودي.
"On redore le blason de quelqu'un qui ne le mérite absolument pas". @AgnesCallamard
Notre secrétaire générale s’insurge à propose de l’accueil réservé à MBS par #EmmanuelMacron au micro de @franceinfo👇https://t.co/ivrLdZ3341
— Amnesty International France (@amnestyfrance) June 15, 2023
واعتبرت أن ماكرون هو “المهندس الرئيسي لعملية استعادة ولي العهد السعودي شرعيته منذ العام 2018 وجريمة قتل خاشقجي”.
ويشار أنه منذ اختفاء ومقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده باسطنبول، أكتوبر 2018، وُجهت أصابع الاتهام إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان باعتباره المسؤول عن هذه الجريمة.
Visite de Mohamed Ben Salman à Paris
Relire un interview de @AgnesCallamard
Rendre justice à Jamal Khashoggi @OrientXXI #ArabieSaoudite @francediplo @LolaTiphagne @amnestyfrance https://t.co/Jn4EunBSKx— Nouvelles d'Orient (@alaingresh) June 15, 2023
وفي فبراير 2021، نشرت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تقريرا استخباراتيا أكد أن بن سلمان وافق على عملية لاعتقال أو قتل خاشقجي.
لكن رغم هذه التقارير والانتقادات، استطاع بن سلمان أن يحافظ على موقعه كولي عهد ووزير دفاع وزعيم فعلي للسعودية. كما استطاع أن يستعيد جزءا من شرعيته على الساحة الدولية، من خلال عدة خطوات وإجراءات سبقتها استثمارات بمليارات الدولارات في عدد من العواصم الأوروبية وفي واشنطن.