“خاشقجي وأبو منشار وأشياء أخرى”.. عودة سعود القحطاني تُحرج ولي العهد

By Published On: 18 يونيو، 2023

شارك الموضوع:

وطن- بعد سنوات من الغموض والتكهنات حول مصيره، عاد سعود القحطاني إلى الأضواء مجددًا بعد فضيحة تورطه في جريمة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل سفارة بلاده في إسطنبول التركية.

وأثار ظهور المستشار السابق في الديوان الملكي السعودي، سعود القحطاني، في مدينة جدة غربي المملكة، مؤخراً، اهتمامًا كبيرًا من قبل وسائل الإعلام المحلية وطيف كبير من الرأي العام المعارض للنظام السعودي.

حيث أثيرت تساؤلات جديدة حول نوع المناورات التي انخرطت فيها الجهات الرسمية في السعودية، بعد سنوات من الجريمة المروعة.

ظهور سعود القحطاني يُفجر جدلاً في السعودية

سعود القحطاني (45 عاماً)، الذي كان من أكثر الشخصيات المقربة من ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان منذ 2017، والمُرتبط بالأجهزة الأمنية والسياسية في المملكة، اتُهم عام 2019 بالتورط في تخطيط وتنفيذ عملية اغتيال خاشقجي داخل القنصلية السعودية بإسطنبول في أكتوبر 2018.

وقد أثارت تلك الاتهامات حينها صدمة كبيرة، خاصةً وأن خاشقجي كان صوتًا بارزًا في الصحافة السعودية والعالمية، وقد لقي حتفه بشكل مأساوي، على يد شخصيات مقربة من ولي العهد (الحاكم الفعلي للمملكة) محمد بن سلمان، حسب ما أفاد تقرير لوكالة المخابرات المركزية (CIA) عام 2021، حسب صحيفة “نيويورك تايمز“.

وعلى الرغم من أن السلطات السعودية نفت بشدة أي تورط لسعود القحطاني في الجريمة، فإن تلك الادعاءات أثارت جدلاً واسعًا.

وقد تم تقديم بعض الأدلة والشهادات التي تربط القحطاني بالحادث، وهو ما أدى إلى تنامي الشكوك بشأن دوره المحتمل في تخطيط وتنفيذ الجريمة.

عادةً، ترتبط الفضائح السياسية والجرائم المروعة بتداعيات واسعة على العلاقات الدولية والسمعة الدبلوماسية للبلد المتورط. ومع خفوت التداعيات السياسية لقضية خاشقجي، بعد “إغلاق” تركيا ملف القضية قبل عام، فإن تورط سعود القحطاني في جريمة القتل أصبح محلّ تساؤلات كثيرة خاصة بعد إحالة القضية للقضاء السعودي، على حد رأي مراقبين.

جدير بالذكر هنا، أن النيابة العامة في تركيا طلبت في مارس 2022 “إغلاق ملف” قضية خاشقجي وإحالته لنظيرتها السعودية. وفي مارس المنصرم أودعت الرياض 5 مليارات دولار لدى المركزي التركي، في خطوة رأى فيها مراقبون تقارباً غير مسبوق بين الطرفين على حساب ملف خاشقجي.

وبالعودة لأحدث ظهور لسعود القحطاني، فقد نشرت حسابات سعودية مؤيدة للحكومة فيديوهات تظهره (يستخدم عكازاً) وهو يدخل إلى منزل خاله أحمد العبيكان في مدينة جدة، وسط احتفاء كبير به.

ويشار إلى أنه مباشرة بعد مقتل خاشقجي، صدر أمر ملكي بإعفاء القحطاني من منصبه وإحالته للتحقيق. وفي ديسمبر/كانون الأول 2019، برّأت محكمة سعودية القحطاني “لعدم وجود أدلة ضده”، ضمن 10 أشخاص صدر حكم بإطلاق سراحهم، بينما تلقى 5 آخرون أحكامًا بالإعدام في قضية مقتل خاشقجي.

غضب في أوساط المعارضة السعودية

على موقع تويتر بشكل خاص، تحدثت حسابات معارضة عن أن الطريقة التي ظهر بها المسؤول السعودي السابق (سعود القحطاني) تشير إلى مدى غياب العدالة في المملكة.

ويأتي ظهور القحطاني للعلن، بعد أشهر من بيان شديد اللهجة أصدرته منظمة “مراسلون بلا حدود”، في أكتوبر الماضي، انتقدت خلاله تعامل الرياض مع جريمة خاشقجي، مشيرة إلى أنه “بعد أربع سنوات من الاغتيال الوحشي لخاشقجي، لم يواجه أيٌّ من الرجال الستة والعشرين المتورطين في مقتله أي عقوبة حقيقية. الرجل المتهم بقيادتهم، سعود القحطاني، لم يحاكم قط”.

ومع تبرئته من الجريمة التي أغلق الجانب التركي أيضاً النظر فيها، فإن القحطاني ظلّ بعيداً عن الأضواء، ولا يتبوأ أي منصب رسمي.

وفي هذا السياق من الغضب والاستياء العام على موقع توتير من ظهور سعود القحطاني، قال المعارض السعودي تركي الشلهوب: “المجرم سعود القحطاني ارتكب جريمةً هزت العالم، وجلبت الويلات على الدولة وشوّهت صورتها.. وتحرّش بالمعتقلات وعذّب المعتقلين، هذا المجرم القاتل ما زال على رأس عمله ويتنقّل بحرية، بينما الذين أحبوا وطنهم فعلًا ودافعوا عن حقوق المواطنين فالسجن ينهشهم!”

فيما كتب الناشط فهد الغفيلي: “سعود القحطاني حرٌ طليقٌ… وربما يمارس دوره كمستشار لابن سلمان! ولكن دماء خاشقجي لن تذهب سُدى… وإن فلت من عقاب الدنيا”.

وفي ذات الصدد أيضاً، قال حسب باسم “راكان” في تعليقه على ظهور سعود القحطاني: “سعود القحطاني هو أحد أهم المتورّطين في عملية اغتيال جمال خاشقجي، يظهر لأول مرة منذ عملية الاغتيال!! لا محاسبة ولا عقاب”.

وتابع: “يتجوّل في البلد بكل حرية ويُستَقبل أحرّ استقبال!! هذه ببساطة عدالة السعودية_العَظمى، حيث يُقهَر البريء ويُكرَّم المجرم!!!”

https://twitter.com/rakanalayedh1/status/1670233680625664002?s=20

هل تعمّد صلاح خاشقجي الأمر؟

كما أنه وفي خطوة رمزية اعتبرها كثيرون جاءت تزامنًا مع التفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي لظهور القحطاني، نشر صلاح، نجل جمال خاشقجي، صورة تجمعه مع والده. وكتب مُعلّقاً على الصورة: “ما في مثل الأب”، مع إشارة إلى الوسم الرائج “#عيد_الأب_العالمي”.

من جانبه، تفاعل حساب “نحو الحرية” المعروف برصد ومتابعة أخبار معتقلي الرأي في سجون السعودية، مع الظهور المثير للجدل لسعود القحطاني، وقال في تغريدة على تويتر: “هناك مجموعة من التهم التي تلاحق سعود القحطاني منها ما يتعلق بتورطه بقضايا تعذيب للمعتقلين في السجون، منهم العديد من النساء، تخيل أن المستشار الجبان يفتل عضلاته على النساء ويهددهن بالاغتصاب!”

وعلى صعيد متصل، أفاد حساب “رجل دولة” المعارض لسياسات النظام السعودي بأن خروج القحطاني إلى العلن بهذه الطريقة جاء بأمر من محمد بن سلمان.

وقال: “ظهور #سعود_القحطاني بهذا الشكل العلني تم بموافقة بن سلمان، بن سلمان أراد إرسال رسالة للمجتمع الدولي وعلى رأسه أمريكا بأنني لست نادماً على اغتيال خاشقجي والتحرش بالمعتقلات، وأن سعود القحطاني لم تتم معاقبته وما زال حراً طليقاً”.

ماذا تعني عودة سعود القحطاني؟

أما الصحفي السعودي المعارض “سعيد العنزي”، فاعتبر أن عودة القحطاني للمشهد العام ستتزامن مع عودته لمنصب مهم. وقال: “للأسف في عهد بن سلمان إمتلئت السجون بالأبرياء والشرفاء و أمثال #سعود_القحطاني تصىدروا المشاهد وقادوا المجتمع إلى مستنقع الفساد والانحطاط الأخلاقي”.

من جانبه، أوضح الناشط المعارض “عبد الحكيم بن عبد العزيز الدخيّل”، أن ظهور القحطاني للعلن، لا يؤكد سوى حقيقة أن النظام السعودي قمعي واستبدادي.

وقال في تويتر: “في نظام قمعي قائم على الظلم والاستبداد يبقي أمثال سعود القحطاني المتورطين بأبشع الجرائم طلقاء من دون محاسبة لكن الحقوق لا تسقط بالتقادم والعدالة لا بد أن تأخذ مجراها يوما”.

جدير بالذكر، أن تقرير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، كان قد أشار للدور الكبير والمباشر لولي العهد السعودي محمد بن سلمان في عملية القتل الشنيعة التي تعرض لها الصحفي جمال خاشقجي.

شارك هذا الموضوع

Leave A Comment