وطن- كنت أود أن ارد على حسام الغمري ردا شاملا، لكني يعلم الله حين رأيت سطحية الرجل ووهن مراجعه، ترفعت عن ذلك، فتخيلوا ان من بين مراجعه (مسلسل الاختيار ٣) عن الأخوان.
كما تبين لي ان الرجل فعلا يعاني من مشكلة نفسية بسبب ما تعرض له من اعتقال وزاد من الطين بله اعتقال ابنه وشقيقه، وفوق هذا اقتنع بأنه خذل من الاخوان في تركيا، ولعله لم ير ان الكل يعاني من مصابه، بل ان مصاب الكثيرين منهم اشد مما ابتلي به حسام الغمري، فهناك من قتل ابنه أو ابنته أو اعتقلوا وهناك من صودرت املاكه على يد الطاغية السيسي وزيانيته.
كما أن ما يكتبه يتضح منه أنه ينبع من روح انتقامية وليس لتصحيح تاريخ أو معرفة.
كما أنه في نفس الوقت الذي يطعن فيه في داعية شهيد، تجده يدافع عن الملك فاروق وعن سلاحه الفاسد، الذي وثق فساده حتى ضباط من المخابرات الأمريكية حين اعترفوا بذلك فيما بعد، ناهيك ان تاجر السلاح الذي استخدمه الملك فاروق لجلب هذا السلاح الفاسد هو يهودي بالمناسبة، بالطبع سنجد ان الأمر اشد صعوبة اذا ما نقاشنا الغمري عن خيانة فاروق لفلسطين والذي كان على استعداد لتسليمها مقابل الاعتراف به رسميا من قبل الانجليز كملك على السودان بجانب تاجه على مصر، مع اعطاءه جزء من النقب بدلا من غزة حسب اتفاق مسبق.
ولكن المثير هنا إعادته لاكذوبة صهيونية سبق وأن تراجع عنها بعض مسؤولي الوكالة اليهودية والموساد، بالذات بعد فضح المخطط الصهيوني لتهجير يهود العراق من أجل دفعهم للرحيل لفلسطين المحتلة حيث كانوا بحاجة ماسة لهم في تأسيس كيانهم اللقيط، وقد تبين أن الوكالة اليهودية والموساد كانت حاضرة في هذه التفجيرات والتي بدا التخطيط لها منذ عام ١٩٤٢ وفي كل العالم العربي.
ولعل أوضح ما ورد في التخطيط المسبق لهذه التفجيرات جاء عبر تقرير سري على لسان مسؤول في الوكالة اليهودية وهو الصهيوني يودكا رابينوفيتش من “أن تهاون اليهود العراقيين قد اعاق وجودهم، فاقترح على الموساد:
«تفجير العديد من المقاهي التي معظم زبائنها من اليهود باستخدام القنابل اليدوية لتخويفهم، وكذلك نشر منشورات تهديد لليهود والمطالبة لطردهم من بيرمن (العراق).
وبعد التفجيرات ثبت من التحقيقات والمحاكمات والسلاح المستخدم والاعترافات وديانة من اعدم بأن اليهود هم من كانوا خلف هذه التفجيرات.
ثم تأتي فضيحة لافون عام ١٩٥٤ حين اعتقلت خلية يهودية قامت بعدة تفجيرات في مصر، حينها رد وزير الدفاع الإسرائيلي بنعاس لافون “بأن هذا الأسلوب في العمليات لم يتم اختراعه في مصر بل تمت تجربته في في العراق” وحتما قبل العراق قام غيره بالتجريب غيره في تفجيرات القاهرة عام ١٩٤٨ لحمل يهود مصر من الهجرة للكيان الصهيوني، إضافة لاتهام الأخوان المسلمين بها بعد خروجهم عن الأوامر العسكرية للجيش المصري الرسمي في فلسطين، وبعد اتهام موشيه ديان بأن مصر خرجت عن المخطط المسرحي المعد له في الحرب بعد البطولات التي قام بها البطل المصري الشهيد احمد عبدالعزيز والذي طلب منه العودة لمصر لمقابلة الملك فاروق لأمر عاجل، وحين رفض اغتالته القيادة العسكرية المصرية في أرض المعركة في فلسطين.
ونعلم ماذا جرى للإخوان المسلمين في مصر بعد هذه التفجيرات، حملات اعتقالات لمجاهديهم في فلسطين ومصر ومن ثم حل الحركة، ومن ثم محاولات اغتيال الامام حسن البنا حتى تمكنوا منه فيما بعد.
بعد تطبيع بعض الانظمة العربية العلني مع الكيان الصهيوني ، أعاد الإعلام الصهيوني هذا الاتهام من أجل الحصول على تعويضات خيالية بسبب هذه التفجيرات التي أدت لطرد اليهود والتي ارتكبوها هم انفسهم والتي لم يكن للعرب يد فيها إطلاقا، لا الأخوان المسلمين ولا غيرهم.
فأنت مع من يا حسام الغمري؟ معنا او معهم؟
٣٥٠٠ قضية رفعها يهود مصر على الحكومة المصرية لاستعادة ممتلكاتهم المزعومة وطلبوا ست مليارات جنيه كتعويض.
في عام ٢٠١٩ طلب الكيان الصهيوني من ٧ دول عربية مع إيران ب٢٥٠ مليار دولار كتعويض عن ممتلكات اليهود الذي ادعى هذا الكيان أنهم أجبروا على مغادرة هذه البلدان بعد قيام كيانهم الصهيوني، انت تعينهم يا حسام الغمري بحماقة في مطلبهم هذا.