وطن- طالب زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، اليوم الثلاثاء، بإدخال اسم وسيرة والده محمد محمد صادق الصدر، ضمن المناهج الدراسية في العراق وإدخال علومه في مناهج الجامعات العراقية.
مبيناً أن والده كان المرجع العراقي الأبرز في العراق زمن نظام (الهدام وحزبه البغيض) حسب وصفه، ويقصد بذلك نظام صدام حسين وحزب البعث آنذاك، عاداً ذلك “أقل الوفاء له” فلولاه لكان “أغلب العراق وشعبه أما بعثياً أو تبعياً” وفق زعمه.
مقتدى الصدر يثير الجدل بمنشور عن والده
وقال الصدر في بيان مطول نشره على حساباته الرسمية بمواقع التواصل فيسبوك: “لست في مقام النقد أو التجريح، إنما أريد ذكر بعض ما اكتنف نفسي من حقائق مؤلمة أمام تلك الشخصية المضحية الشامخة: أعني السيد الوالد (قدس سره).. إذ تكاد تندثر أغلب الأصوات المدافعة عنه على الرغم من أنه قال إن في ذكري منفعة وهي شاملة حتى لما بعد زواله واستشهاده”.
وتابع : “نعم، إنني كنت أظن أن ما قام به من أجلنا في زمن شدّت فيه الأصوات، واندثرت فيه الوقفات وقلت فيه الطاعات وانتشرت المخاوف من الطغاة.. سيكون بابا لعلو ذكره والاستئناس بمنهجه، لكن على الرغم من ذلك كله فإنني أجد تقصيرا واضحا في ذلك، وخصوصا ممن يعتبرون أنفسهم طلابه وتلامذته أو حتى من كان من حاشيته، إن جاز التعبير”.
وأردف الصدر أنه “لا مجاملة في الحق أمام أي أحد مهما كان من الحوزة أو خارجها خصوصا مع تعالي أصوات أعدائه ومبغضيه في هذه الأيام”.
مضيفا: “بل إن ندائي هذا يشمل حتى الأكاديميين والمتخصصين وطلاب الجامعات في رسائلهم وبحوثهم ومقالاتهم، بل ويشمل الخطباء والروزخونية وأساتذة الجامعات والكليات والمدارس، فذكره ليس محظورا ولا ممنوعا ولا هو شخصية سياسية أو حزبية، بل إليه تنتمي أغلب الأحزاب الموجودة في عراقنا وتحتمي باسمه وظله وإن زل بعضهم”.
طالب بإدراج سيرته في المناهج التعليمية
وطالب بإدخال اسمه، ولو مختصرا، في المناهج التدريسية، فضلا عن إدخال علومه في مناهج الجامعات العراقية، باعتباره “المرجع العراقي الشهيد والمجاهد الأبرز في العراق لا في المنفى زمن الهدام وحزبه البغيض وهذا أقل الوفاء له”، مثلما قال.
واختتم مقتدى الصدر بيانه بالقول “فلولاه لكان أغلب العراق وشعبه إما بعثيا أو تبعيا أو خاليا من الاعتدال المذهبي، لانتشرت الطائفية والأفكار المنحرفة المعادية للأرض والسماء”.
— مقتدى السيد محمد الصدر (@Mu_AlSadr) June 20, 2023
حادث وفاة محمد صادق الصدر
وكان محمد صادق الصدر وهو مرجع ديني شيعي معروف قد قتل في ظروف غامضة مع أحد أبنائه في الرابع من ذي القعدة الموافق 19 شباط 1999، عندما كان برفقة ولديه مؤمّل ومصطفى في سيارته عائداً إلى منزله في منطقة الحنانة إحدى مناطق محافظة النجف، ولاحقته سيارة مجهولة فاصطدمت سيارته من نوع ميتسوبيشي بشجرةٍ قريبة.
وحسب التقارير والشهود العيان آنذاك، فإن المهاجمين ترجّلوا من السيارة وأطلقوا النار على الصدر ونجليه فتوفي ابنه مؤمّل الصدر فورًا، أمّا محمد محمد صادق الصدر فقد جاءته رصاصات عدّة، ولكنه بقي على قيد الحياة، وعند نقله إلى المستشفى قُتِل برصاصة بالرأس، أمّا ابنه مصطفى فأُصيب بجروح ونُقِلَ إلى المستشفى من قبل الأهالي وتُوفِي هُناك مُتأثرًا بجراحه.
في أعقاب مقتل الصدر، شهدت مناطق جنوب العراق، ومدينة صدام (مدينة الصدر حاليًا) اضطرابات ونزاعات عسكرية سُمِيَت بانتفاضة الصدر 1999.
تغيير المناهج الدراسية
يذكر أن رئيس الجمهورية العراقية “عبد اللطيف رشيد” دعا في كانون الثاني الماضي، إلى تغيير المناهج الدراسية في العراق، مما أثار جدلاً بين الأوساط الاكاديمية، وعدّها بعضهم خطوة ضرورية لمواكبة التطورات الحاصلة بالعالم.
بينما أكد آخرون أن التغيير المستمر للمناهج يُربك العملية التربوية، خاصة عندما لا تُجهز الكتب بالوقت المناسب للطلبة، كما أنها تُضعف طرائق التدريس لدى المعلمين والمدرسين.
ودعا رشيد، إلى تغيير المناهج الدراسية في المراحل كافة، ابتداء من التعليم الإبتدائي لغاية الجامعي، بما يتماشى مع متغيرات العصر، وذلك خلال لقائه، وفداً من العلماء والمبدعين والمخترعين في مختلف الاختصاصات في قصر بغداد، بحسب بيان صادر عن الرئاسة العراقية.