تمرد الجنرالات.. ماذا يحدث داخل الجيش وهل أحبط السيسي انقلابا ضده؟
شارك الموضوع:
وطن- كشفت تقارير إخبارية عن تطورات خطيرة في هرم القيادات العسكرية العليا بمصر، حيث قام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بإزاحة 9 من أهم قيادات الجيش المصري، في محاولة منه للقضاء على أي منافسة “عسكرية” قُبيل الانتخابات الرئاسية التي من المُقرر إجراؤها، في أبريل 2024.
السيسي يزيح 3 من أهم القيادات العسكرية
وأوضحت شبكة “رصد” في تقرير لها، أن تغييرات كبيرة شهدها قادة الجيش في الأيام القليلة الماضية، وكشفت “مصادر خاصة” للمنصة المصرية عن “حركة تنقلات” شملت كبار قادة في الجيش.
شبكة رصد تكشف كواليس إطاحة السيسي بأقوى رجل في الجيش pic.twitter.com/ovPWhJfOV6
— شبكة رصد (@RassdNewsN) June 20, 2023
وحسب مصادر شبكة رصد، “شملت التعيينات 9 قيادات جديدة على رأس القوات المسلحة، أبرزهم الفريق أحمد فتحي خليفة رئيساً للأركان بدلاً من أسامة عسكر الذي عيّنه السيسي مساعداً له”.
وتمّ “تعيين عادل أبو النجا رئيساً لهيئة القضاء العسكري، ليصبح عضواً جديداً في المجلس العسكري”. كما شملت الحركة “إزاحة أشرف سالم مدير الكلية الحربية، والذي يُرجح تعيينه محافظاً للإسكندرية خلال الفترة القادمة”.
ويشار هنا إلى أن اللافت في هذه التعيينات، هو إزاحة الفريق أسامة عسكر الذي يُلقّبه بعضهم في مصر بـ”أقوى رجل في الجيش”، وهو العسكري الذي شهدته مسيرته في القوات المسلحة “قرباً” و”بُعداً” من السيسي، كما يقول التقرير.
أسامة عسكر، هو أيضاً الرجل الذي استحدث السيسي “من أجله” وظائف جديدة داخل الجيش، عندما كلّفه بقيادة قوات شرق القناة عام 2015. كما جعله أصغر من يحمل رتبة فريق في تاريخ الجيش المصري.
العلاقة المتوترة بين السيسي وأسامة عسكر
على حدّ قول الكاتب الصحفي المصري “أحمد حسّان الشرقاوي”، الذي كشف في تغريدة مُفصلة عبر حسابه الرسمي على “تويتر” جذور العلاقة المتوترة بين السيسي وعسكر، فإن التغييرات الجديدة في قيادات الجيش المصري تنمّ عن تململ واضح في صفوف القوات المسلحة من الوضع الذي آلت إليه البلاد في عهد السيسي.
هل هناك فعلا تمرد بين الجنرالات بالجيش المصري؟
في ساعة مبكرة من الصباح، اتصل بي صديق ليوقظني من النوم، قلت غاضبا ماذا جرى لتتصل بي في هذا الوقت المبكر ؟!
قال: هناك أنباء عن رفض رئيس أركان القوات المسلحة المصرية الفريق أسامة عسكر تنفيذ قرار إقالته من منصبه، وأريد أن أعرف رأيك في… pic.twitter.com/G17CVfC2pD— Ahmed Hassan El Sharkawi- شرقاويات (@sharkawiahmed) June 20, 2023
واعتبر الشرقاوي أن ما حدث “بالغ الخطورة، وأن الشعب سيخرج هذه المرة لأن السيل بلغ الزبى، وبلغت الروح الحلقوم، والناس يتساوى عندها الحياة والموت. وربنا يسترها”، على حدّ تعبيره.
وتحدث الصحفي المصري المخضرم في منشوره التفصيلي، عن جذور الخصام بين السيسي وعسكر، وقال: “لقد كانت العلاقة بين السيسي والفريق أسامة عسكر متميزة للدرجة التي دفعت الأول لاستحداث وظائف بعينها للثاني، مثل قيادة منطقة شرقي القناة، ومكافحة الإرهاب في الفترة من يناير/كانون الثاني 2015 إلى ديسمبر/كانون الأول 2016″.
لكن التطورات الخطيرة بدأت “في خريف 2017، (عندما) ثارت شائعات عن إبعاد عسكر من مناصبه وتجريده من سلطاته بسبب مخالفات مالية، لكن ترددت أنباء أخرى أنه كان قد خضع للتحقيق فقط في ادعاءات تتعلق بتلك المخالفات، وأسندت إليه لفترة أعمال إدارية أقل أهمية، مثل مسؤول مشروعات الجيش في المنطقة المركزية”، يقول الشرقاوي.
وأضاف أنه “بعد إبعاد عسكر عن مناصبه العسكرية في العام 2018، أصبح الرجل كثير الظهور في قريته الديرس بمركز أجا بمحافظة الدقهلية بدلتا مصر، وقد أسس هناك جمعية خيرية، وحظي بشعبية لا بأس بها بين أهالي المركز والمحافظة كلها، مما استشعر معه السيسي بخطورة هذا التوجه وإمكانية قيامه بالترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة”.
احتجاجات 2019 ونقطة اللاعودة بين السيسي وعسكر
يقول الشرقاوي: إن “النقطة الفاصلة (بين السيسي وعسكر) هي تلك التي ارتبطت بانفجار أحداث سبتمبر 2019، التي أشعلها الفنان والمقاول الشاب (محمد علي)، خصوصاً بعدما تم رصده من استياء واسع داخل الجيش جراء الفساد المالي للسيسي وقيادات أخرى في الجيش بسبب ما أثاره الفنان محمد على فيديوهاته التي تمكنت من تحريك الشارع”.
وتطرق الصحفي المصري إلى مقال منشور في صحيفة “العربي الجديد” العام الماضي، والذي “كشفت (الصحيفة) خلاله أن وزير الدفاع المصري السابق المشير محمد حسين طنطاوي، تدخل لحل الأزمة (عام 2022) وشكّل (غرفة مصالحة) بمقر وزارة الدفاع في كوبري القبة، ونجح في التوصل إلى اتفاق بين السيسي وفريقه المكون من رئيس المخابرات عباس كامل، ونجل السيسي محمود من ناحية، وضباط الجيش الغاضبين من ناحية أخرى.
“وبناءً على ذلك الاتفاق الذي تمّ بين الجانبين برعاية طنطاوي، عاد الفريق أسامة عسكر إلى تبوّؤ منصب عسكري حقيقي لا شرفي، وهو رئاسة هيئة العمليات للقوات المسلحة المصرية، وهو المنصب الذي يؤهله تلقائياً لتولي منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، الذي يتردد أنه أقيل منه اليوم وأنه يرفض تنفيذ قرار الإقالة”، على حدّ تأكيد الشرقاوي.