وطن- في تطور مروع للأحداث، يجد بول نارجوليت نفسه اليوم عالقًا في غواصة غارقة في أعماق المحيط الأطلسي على السواحل الكندية. ولم يكن يتخيل أبدًا أنه سيجد نفسه في هذا المأزق الحقيقي بعدما وصف سابقًا بالتفصيل المرعب كيف يموت الشخص داخل غواصة في حالة الغرق.
ويشار إلى أن بول، هو أحد السياح الخمسة القابعين في قاع المحيط الأطلسي منذ، الأحد الماضي، داخل الغواصة “تيتان”، وقد فُقد الاتصال بهم مذاك التاريخ وهم اليوم يواجهون مصيرهم وحدهم في مواجهة خطر الموت غرقاً.
عالق داخل الغواصة المفقودة يصف كيف يموت الانسان غرقاً
بول نارجوليت (77 عاماً)، الذي كان يشتغل مستكشفاً وغواصاً محترف، قد قام بإجراء حوار عام 2019، وصف خلاله بدقة ما يحدث عندما يغرق الشخص داخل غواصة تحت الماء.
انا لاقيت الفيديو المرعب دا..
حوار سابق مع بول نارجوليت بيوصف ازاي الناس اللي على الغواصة هاتموت لو الغواصة غرقت
بول نارجوليت حالياً ضمن الخمسة اللي في الغواصة وفاضلهم اقل من 3 ساعات والاوكسجين يخلص..
كان بيوصف نفسه…#الغواصة_المفقودة pic.twitter.com/4yqaXo3z3B
— Andy (@andyovich) June 22, 2023
وصفه للأحداث الرهيبة يثير الرعب والخوف في نفوس القراء هذه الأيام، مع انتشار أنباء تفيد -بل تؤكد- أنه ضمن الخمسة المفقودين داخل الغواصة “تيتان”.
وقال إنه بالنزول إلى قاع الغواصة، من المحتمل أن يتمكن من النجاة لأربعة أو خمسة أيام في أحسن الحالات.
لقيت الفيديو المرعب هذا ع يوتيوب …
حوار سابق مع بول نارجوليت يوصف كيف الناس اللي ع الغواصة بتموت لو الغواصة غرقت
بول نارجوليت حاليًا ضمن الـ 5 اللي في الغواصة والأكسجين خلص
كان بيوصف نفسه كيف بيموت !#الغواصه_المفقوده pic.twitter.com/fLxpd9taDa— فوزي المرواني (@q4_f0) June 22, 2023
إلا أن الصادم في حديث نارجوليت، هو اعترافه بأنه حتى مع احتمالية النجاة خلال تلك الأيام بتوفر الماء والطعام والأكسجين، فإن انخفاض الحرارة داخل الغواصة (البرودة بسبب العمق تكون شديدة جداّ)، ستكون العامل الحاسم في تحديد “حياتهم” أو “موتهم” داخلها.
وفي الخلاصة، رجّح بول أن تكون الوفاة داخل الغواصة بسبب الانخفاض الشديد للحرارة.
الآن، وبينما يواجه بول نارجوليت الواقع القاسي، يجد نفسه محاصرًا في غواصة غارقة وسط أعماق المحيط الأطلسي.
وبالفعل، فقد تحوّلت أسوأ كوابيسه، التي كان يصفها سابقًا، إلى واقع مرير يعيشه في هذه اللحظات في الوقت الذي لم تعلن فرق الإنقاذ أو السلطات الأمريكية/الكندية، أي تطورات إيجابية حول مكانهم.
من بول نارجوليت؟
نارجوليت هو خبير بحري فرنسي قام بأكثر من 35 غطسة في موقع حطام تايتنيك. يعمل مديراً للأبحاث تحت الماء في شركة RMS Titanic، وهي شركة أميركية تمتلك حقوق إنقاذ الحطام الشهير وتعرض العديد من القطع الأثرية في معارض تايتنيك.
وقد أجرت الشركة 8 بعثات بحث واسترداد بين عامي 1987 و2010، وفقًا لموقعها على الإنترنت.
الآن، يجب على بول نارجوليت مواجهة أسوأ مخاوفه واستخدام خبراته كغواص للبقاء على قيد الحياة. سيكون عليه أن يعتمد على مهاراته ومعرفته العميقة بالغوص للتصدي لتحديات البقاء على قيد الحياة داخل هذه الغواصة المفقودة.
ومع ذلك، فإن هذه المعركة المرعبة والصراع مع الموت سيكون اختبارًا حقيقيًا لقوة إرادة بول نارجوليت وقدرته على التغلب على المصاعب.
ليرتفع السؤال عالياً: هل سينجح في النجاة والعودة إلى السطح سالمًا؟ أم ستكون هذه الكارثة الغامضة نهايته الحتمية؟
من السياح على متن الغواصة المفقودة؟
تحمل الغواصة المفقودة على متنها، مجموعة من الأثرياء بينهم ملياردير بريطاني ومليونير من أصل باكستاني ورئيس الشركة المنظمة للرحلة.
وركاب الغواصة هم 5 ركاب انطلقوا في رحلة سياحية استكشافية تبلغ تكلفتها 250 ألف دولار للشخص الواحد، وهم الملياردير البريطاني هيميش هاردينغ المقيم في دبي (58 عاماً)، ورجل الأعمال من أصل باكستاني شاه زاده داود (48 عاماً) وابنه سليمان (19 عاماً)، والاثنان مواطنان بريطانيان.
بالإضافة إلى المستكشف الفرنسي بول هنري نارجوليت (77 عاماً)، وستوكتون راش المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة OceanGate المنظمة للرحلة، وفقاً لموقع “BBC“.
ويشار إلى أن السياح الخمسة استقلوا سفينة الأبحاث الكندية “بولار برنس” التي اتجهت بهم إلى قلب المحيط الأطلسي قبالة سواحل نيوفاوندلاند الكندية، وفي صباح الأحد الماضي، ركبوا غواصة “تيتان” بغية الهبوط إلى أعماق سحيقة لرؤية حطام “تايتنيك”.
لكن الغواصة فقدت الاتصال مع طاقم سفينة الأبحاث بعد نحو ساعة و45 دقيقة من الغوص، فيما لم تفلح جهود فرق الإنقاذ في الوصول إلى أي نتيجة تذكر حتى الآن.