الرئيسية » الهدهد » طباخ بوتين يهدد عرشه بانقلاب عسكري.. من هو قائد فاغنر “عديم الرحمة”؟

طباخ بوتين يهدد عرشه بانقلاب عسكري.. من هو قائد فاغنر “عديم الرحمة”؟

وطن- في مفاجأة غير متوقعة من العيار الثقيل، تحوّل رئيس مجموعة “فاغنر” يفغيني بريغوجين، في الساعات الأخيرة، من أحد رجالات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى أكبر مصدر تهديد له ولحكمه، وهو الذي اشتهر بلقب “طباخ بوتين”.

وتتسارع التطورات في روسيا بعدما اتهم يفغيني بريغوجين، قائد المجموعة العسكرية الخاصة (فاغنر) وزير الدفاع سيرغي شويغو، بإصدار الأمر بقصف مقارّ قواته، داعياً الروس إلى تمرد مسلح يهدف إلى الإطاحة بشويغو.

وبينما أعلنت لجنة “مكافحة الإرهاب” الروسية، اليوم السبت، فرض نظام مكافحة الإرهاب في العاصمة والمنطقة المحيطة بها، أكد بريغوجين أنه دخل المقر العام لقيادة الجيش بمدينة روستوف المجاورة لأوكرانيا، والتي تشكّل مركزاً أساسياً للهجوم الروسي على هذا البلد المجاور، وسيطر على مواقع عسكرية من ضمنها مطار، وشدّد على أن قواته تقترب من دخول موسكو.

وتظهر مقاطع متداولة من روسيا تعزيز الإجراءات الأمنية في عدد من مداخل مدينة موسكو، ووضع نقطة تفتيش عند مخرج طريق موسكو الدائري بالقرب من منطقة ياسينيفو.

كيف تحوّل بريغوجين مع مجموعته إلى أكبر مصدر تهديد لبوتين؟

وُلد بريغوجين عام 1961، في مدينة لينينغراد التي ينحدر منها بوتين أيضاً، وقد كان معروفاً باقتحام الشقق، وبيع البضائع المسروقة في السوق السوداء، وقضى تقريباً كلّ السنوات بعد عام 1980 في معسكر اعتقال بتهم السرقة، والاحتيال، والدعارة.

عندما خرج بريغوجين (قائد فاغنر الحالي) من السجن عام 1990، وجد نفسه في روسيا مختلفة جداً: مكان فيه نوع جديد من الرأسمالية. دخل بريغوجين عالم الأعمال من بوابة كشك لبيع النقانق، تحوّل لاحقاً إلى سلسلة من أكشاك النقانق، فإمبراطورية تجارية صغيرة من محلات السوبرماركت والمطاعم.

أصبح أحد مطاعمه الفخمة الذي يحمل اسم “نيو آيلاند” على الواجهة البحرية في سانت بطرسبرغ، مفضّلاً لدى الرئيس فلاديمير بوتين، للترفيه عن الشخصيات البارزة التي كانت تزور روسيا، بما في ذلك الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش.

كان بوتين شديد الإعجاب بصاحب المطعم، بريغوجين، كما فازت شركة التموين الخاصة به بعقود حكومية مربحة، وكان العقد العسكري الواحد يزيد على مليار دولار وحده. حيث تولّى رجل الأعمال الروسي عقود تقديم الطعام للكرملين والجيش، ليُعرف بعدها باسم “طباخ بوتين”.

واستخدم بريغوجين علاقته ببوتين لتطوير شركة تموين، وفاز بعقود حكومية مربحة أكسبته لقب “طباخ بوتين” بجدارة. ثم توسّع نشاطه لاحقاً ليشمل مجالات أخرى، بما في ذلك وسائل الإعلام و”مصنع ترول” سيئ السمعة الذي أدى إلى اتهامه بالولايات المتحدة بالتدخل في الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2016، والتي فاز فيها الرئيس السابق دونالد ترامب.

بعد سنوات من إنكار صلته بمجموعة فاغنر، أقرّ بريغوجين، في سبتمبر/أيلول 2022 بتأسيس وقيادة وتمويل شركة فاغنر “الغامضة”. وتباهى بذلك قائلاً: “أنا فخور بأنني تمكنت من الدفاع عن حقهم في حماية مصالح بلادهم”.

قال بريغوجين إنه قرّر إنشاء مجموعة “فاغنر” بعد خروج تظاهرات من قبل الانفصاليين في شرق أوكرانيا في عام 2014، وإنه شخصياً قام بـ”تنظيف الأسلحة القديمة، واكتشاف السترات الواقية من الرصاص، والعثور على متخصصين بإمكانهم مساعدته في هذا الأمر”.

إلا أن تقريراً نشره موقع التحقيق الروسي “ذا بيل” عام 2019، أشار إلى أنه لم يكن لدى بريغوجين خيار في هذه المسألة، فقد توصّل مسؤولون كبار في وزارة الدفاع الروسية إلى فكرة “فاغنر”، واختاروا متعهد الطعام الذي كان متردداً في البداية، لتمويلها.

وقد تمكنت المجموعة الروسية “فاغنر” من ترك بصماتها في أماكن عدة، مع تنفيذها مهمات بالنيابة عن الكرملين.

وكان لمقاتليها دور في ضمّ روسيا لشبه جزيرة القرم، وحاربوا بالنيابة عن الانفصاليين الموالين لروسيا في منطقة دونباس، كما قاتلوا في سورية إلى جانب نظام الأسد.

يفغيني بريغوجين وبوتين
يفغيني بريغوجين وبوتين

كيف حصلت فاغنر على اسمها؟

بحسب ما يتردد من معلومات، أخذت هذه المجموعة اسمها من الاسم الحركي لزعيمها ديمتري أوتكين، وهو ضابط عسكري متقاعد يقال إنه اختار اسم “فاغنر” لتكريم الملحن المفضل لدى الزعيم النازي الألماني أدولف هتلر. ورغم إنكار الكرملين أي علاقات مع فاغنر، فهناك صور تجمع بوتين بجانب أوتكين.

هذه المجموعة غير مسجلة ككيان قانوني في أي مكان بالعالم. فالمرتزقة غير قانونيين بموجب القانون الروسي.

ويقول المراقبون إن وجودهم الغامض يسمح لموسكو بالتقليل من شأن خسائرها في ساحة المعركة والنأي بنفسها عن الفظائع التي ارتكبها مقاتلو فاغنر.

وحسب سورشا ماكليود، رئيس فريق الأمم المتحدة العامل المعني باستخدام المرتزقة، الذي فحص المجموعة، فإنها “تعمل في حالة من التعتيم، وهناك افتقار حقيقي للشفافية وهذا هو بيت القصيد”. وذكرت أن هيكلهم يسمح لهم بالحصول على إنكار معقول وخلق “مسافة بين الدولة الروسية وهذه الجماعة”.

محطات في حياة رئيس فاغنر قائد التمرد ضد بوتين

1961: ولد يفغيني بريغوزين في لينينغراد (سان بطرسبرج حالياً).

1990: أُطلق سراح بريغوزين بعد أن قضى أكثر من تسع سنوات في السجن جراء ارتكاب جرائم مختلفة من بينها السرقة.

خلال التسعينيات: افتتح بريغوزين سلسلة من أكشاك الهوت دوج الناجحة في سانت بطرسبرغ.

في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين: شارك بريغوزين في أعمال المطاعم وأسس مطاعم فاخرة في سانت بطرسبرغ، وحصل على لقب “طاهي بوتين” لعقود تقديم الطعام مع الكرملين والنخب الروسية.

2006: قدّم النبيذ لرئيس الولايات المتحدة جورج دبليو بوش وزوجته خلال مأدبة عشاء في سان بطرسبرج.

2012: حصلت شركات بريغوزين على عقد تموين مربح من وزارة الدفاع الروسية لتقديم خدمات غذائية للجيش الروسي.

2014: مجموعة فاجنر، وهي شركة عسكرية خاصة يظهر أعضاؤها في صور مع الممول المفترض بريغوزين، تصبح متورطة في النزاعات في سوريا وتلفت الانتباه فيما بعد لدورها في أوكرانيا.

سبتمبر 2022: اعترف بريجوزين علنًا بملكية مجموعة فاغنر.

سبتمبر 2013: تم ربط المجموعة بوكالة أبحاث الإنترنت، المعروفة باسم “مصنع ترول روسيا”، والتي تشارك في حملات التلاعب والتأثير عبر الإنترنت.

2018: اتهمت وزارة العدل الأمريكية بريغوزين بالتآمر لارتكاب تزوير انتخابي.

24 فبراير 2022: شنت القوات الروسية بناء على أوامر بوتين، غزوًا واسع النطاق لأوكرانيا.

مايو 2023: لعب مقاتلو فاجنر بقيادة بريجوجين دورًا بارزًا في الحصار والمعارك في مدن مثل ماريوبول، وسيفيرودونتسك، وليشانسك، وباخموت.

تشرين الثاني (نوفمبر) 2022: تم تداول شريط فيديو يظهر مقتل جندي روسي يُزعم أنه انشق إلى أوكرانيا بمطرقة ثقيلة، بتأييد من بريغوزين.

20 مايو 2023: القوات الروسية تعلن انتصارها في باخموت، مع اعتراف بوتين بدور جنود فاجنر دون ذكر بريغوجين.

يونيو 2023: اشتداد تمرد بريغوجين المسلح ضد الدولة الروسية، مع تحرك قوات فاجنر نحو موسكو، مما شكّل تحديًا كبيرًا لقيادة بوتين.

ومساء اليوم، تم رصد رتل عسكري مجهول يتكون من خمس مركبات على بعد 400 كيلومتر (نحو 249 ميلاً) من موسكو، في قرية كراسنوي في المنطقة، وفقًا لمقطع فيديو على موقع التواصل الاجتماعي تويتر نشرته مدونات محلية.

ويتزامن هذا مع تأكيد قائد فاغنر أن قواته تتجه صوب العاصمة موسكو، وأنها باتت قريبة من اقتحامها.

فيما شوهدت قوات الأمن الروسية وهي تتخذ مواقع في جنوب موسكو، بحسب صور نشرتها صحيفة الأعمال الروسية (فيدوموستي).

وأظهرت الصور التي نشرتها الصحيفة قوات الأمن الروسية مرتدية سترات واقية ومجهزة بأسلحة آلية وهي تتخذ موقعًا بالقرب من مدخل الطريق السريع M4 الذي يربط العاصمة بمدينتي فورونيج وروستوف أون دون، التي ادعى زعيم فاغنر السيطرة عليها.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.