50 ألف مجرم حرب “آلات قتل مبرمجة”.. قوات فاغنر ومدى قوتها وشراستها

By Published On: 24 يونيو، 2023

شارك الموضوع:

وطن- أدت الحرب الروسية على أوكرانيا إلى تسليط الأضواء على مجموعة “فاغنر” المرتزقة التي تحارب إلى جانب بوتين وأعلنت عصيانها مؤخراً، ويقدّر المسؤولون الأوكرانيون أن ما لا يقل عن 50000 من مرتزقة فاغنر يقاتلون بجانب القوات الروسية في أوكرانيا.

وكشف تحقيق لشبكة CNN الأمريكية، أن “فاغنر” تقوم بتجنيد القتلة وتجار المخدرات من السجون، مع وعد بأنهم إذا نجوا من الحرب في أوكرانيا، فسيتم منحهم عقوبات أقصر أو حتى العفو.

من مجموعة فاغنر التي تمردت على بوتين؟

وبحسب تقرير الشبكة العالمية الذي كتبه “جيروم تايلور”، تتمتع مجموعة فاغنر بسمعة مروعة، وهي مرتبطة بعدد من انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك التعذيب وقطع الرؤوس.

وقد حذّر كبار المسؤولين الأمريكيين باستمرار من التكتيكات الوحشية لمجموعة فاغنر.

وقام رئيس المجموعة “يفغيني بريغوزين” بنفسه مؤخرًا بشيء كان سيبدو غير مقبول في زمن ما. ووفقًا لمسؤولين أمريكيين، واجه بريغوجين فلاديمير بوتين بشكل مباشر بشأن اعتقاده بأن الجنرالات الروس يسيئون إدارة الحرب في أوكرانيا، وأن المزيد من التكتيكات الأكثر صرامة يجب استخدامها.

وانفجر الصراع المحتدم بين القيادة العسكرية لموسكو ويفغيني بريغوجين، القائد المتهور لمجموعة المرتزقة الخاصة فاغنر، عبر تمرد مفتوح يغرق روسيا في حالة فوضى وتهديد حقيقي بحرب أهلية.

وكان يفغيني بريغوجين، قائد قوات فاغنر، أعلن ليل الجمعة/السبت، أنه سيطر على المراكز العسكرية كافة في مدينة روستوف (جنوباً)، ومن ضمنها المطار وقيادة الشرطة.

وهدّد “بريغوجين” بالزحف نحو العاصمة موسكو، ما لم يأتِ كلٌّ من وزير الدفاع سيرغي شويغو، ورئيس الأركان العامة فاليري غيراسيموف للقائه.

وقال “بوتين” في وقت سابقٍ اليوم، إن ما جرى عصيان عسكري، متوعّداً بأن الرد سيكون صارماً وحاسماً وقاسياً، ووصف تصرفات فاغنر بأنها “خيانة” وتعهد بمعاقبة من يقفون وراء “الانقلاب المسلح”.

مجموعة فاغنر التي تمردت على بوتين

مجموعة فاغنر التي تمردت على بوتين

ماذا فعل قائد فاغنر؟

وبدأ التحول الدراماتيكي للأحداث، يوم الجمعة، عندما اتهم بريغوجين علانية الجيش الروسي بمهاجمة معسكر فاغنر وقتل عدد كبير من رجاله. وتعهد بالانتقام بالقوة، ملمحًا إلى أن قواته “ستدمر” أي مقاومة، بما في ذلك حواجز الطرق والطائرات.

ونفت وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق مهاجمة قوات فاغنر، ووصفت الادعاء بأنه “دعاية إعلامية”.

وتراجع بريغوجين لاحقًا عن تهديده، قائلاً إن انتقاده للقيادة العسكرية الروسية ليس انقلابًا، ولكن في تلك المرحلة يبدو أنه تجاوز بالفعل الخطوط الحمراء مع الكرملين.

منطقة روستوف

وتعمّقت الأزمة بعد أن أعلن بريغوجين أن مقاتليه دخلوا منطقة روستوف الروسية واحتلوا منشآت عسكرية رئيسية داخل عاصمتها. هذه المدينة، روستوف أون دون، هي مقرّ القيادة العسكرية الجنوبية لروسيا وموطن لنحو مليون شخص.

وأصدر قائد فاغنر شريط فيديو يقول إن قواته ستحاصر روستوف أون، ما لم يأتِ وزير الدفاع سيرجي شويغو والجنرال الروسي الكبير فاليري جيراسيموف لمقابلته.

قوات فاغنر ومدى قوتها وشراستها

قوات فاغنر ومدى قوتها وشراستها

ولكن ما مجموعة فاغنر وما مدى تسلحها وشراستها؟

تشير التقارير إلى أن مجموعة فاغنر هي جيش خاص من المرتزقة يقاتل إلى جانب الجيش الروسي النظامي في أوكرانيا. وتشير التقديرات إلى وجود عشرات الآلاف من جنود فاغنر هناك.

ولعبوا دورًا رئيسيًا في القتال الطويل للاستيلاء على مدينة باخموت من القوات الأوكرانية.

وتصف المجموعة نفسها بأنها “شركة عسكرية خاصة”، لكن الحكومة الروسية كانت تتخذ في الآونة الأخيرة خطوات اعتُبرت محاولة لكبح جماحها.

وفي 23 يونيو، قال قائد فاغنر إن تبرير روسيا لحربها في أوكرانيا كان كذبة ومجرد ذريعة لوزير الدفاع سيرجي شويغو للترويج لنفسه.

وتم تحديد مجموعة فاغنر المعروفة رسميًا باسم PMC Wagner لأول مرة في عام 2014، عندما كانت تدعم القوات الانفصالية الموالية لروسيا في شرق أوكرانيا.

وفي ذلك الوقت كانت منظمة سرية، تعمل في الغالب في إفريقيا والشرق الأوسط، ويعتقد أنها لم يكن لديها سوى نحو 5000 مقاتل، معظمهم من قدامى المحاربين من أفواج النخبة الروسية والقوات الخاصة، ومنذ ذلك الحين، نمت مجموعة المرتزقة هذه بشكل كبير.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية في يناير/كانون الثاني الماضي: “يكاد يكون من المؤكد الآن أن فاغنر تقود 50 ألف مقاتل في أوكرانيا وأصبحوا عنصراً رئيسياً في الحملة الروسية على أوكرانيا”.

وقال مجلس الأمن القومي الأمريكي في بداية هذا العام، إن نحو 80٪ من قوات فاغنر في أوكرانيا تم سحبها من السجون.

وعلى الرغم من أن قوات المرتزقة غير قانونية في روسيا، فإن مجموعة فاغنر سجلت كشركة في عام 2022، وافتتحت مقرًا جديدًا لها في سان بطرسبرج.

ويقول الدكتور صمويل راماني، من معهد Royal United Services Institute البحثي لـ”سي إن إن”: “إنها تدعو للتجنيد بشكل علني في المدن الروسية على اللوحات الإعلانية، وتتم تسميتها في وسائل الإعلام الروسية كمنظمة وطنية”.

وكان لقوات فاغنر دور كبير وبارز في استيلاء روسيا على مدينة باخموت في شرق أوكرانيا.

وتقول القوات الأوكرانية إن مقاتليها تعرضوا لهجمات بأعداد كبيرة فوق أرض مفتوحة، مما أسفر عن مقتل العديد نتيجة لذلك.

وفي البداية، لم تذكر وزارة الدفاع أن مجموعة فاغنر متورطة في القتال. ومع ذلك، فقد امتدحت لاحقًا مرتزقتها على لعبهم دوراً “شجاعاً”.

وتقول تريسي جيرمان، أستاذة الصراع والأمن في كينجز كوليدج لندن: “كانت أولى عمليات مجموعة فاغنر هي مساعدة روسيا على ضم شبه جزيرة القرم في عام 2014”.

قوات فاغنر في المنطقة العربية

ومنذ عام 2015، تنتشر مرتزقة مجموعة فاغنر في سوريا، يقاتلون إلى جانب القوات الموالية للحكومة ويحرسون حقول النفط.

كما توجد مرتزقة من مجموعة فاغنر في ليبيا يدعمون القوات الموالية للجنرال خليفة حفتر.

ودعت جمهورية إفريقيا الوسطى مجموعة فاغنر لحراسة مناجم الماس، ويعتقد أنها تحرس مناجم الذهب في السودان.

قوات فاغنر

قوات فاغنر

قائد فاغنر من طاهٍ لبوتين إلى أمير حرب

ولد يفغيني بريغوجين في لينينغراد سان بطرسبرج عام 1961، وقضى أكثر من تسع سنوات في السجن جراء ارتكاب جرائم مختلفة من بينها السرقة، وأطلق سراحه عام 1990.

وخلال التسعينيات، افتتح قائد فاغنر الحالي سلسلة من أكشاك الهوت دوج الناجحة في سانت بطرسبرغ.

في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، شارك يفغيني بريغوجين في أعمال المطاعم وأسّس مطاعم فاخرة في سانت بطرسبرغ، وحصل على لقب “طاهي بوتين” لعقود تقديم الطعام مع الكرملين والنخب الروسية.

وجاء تحوّله إلى أمير حرب وحشي في أعقاب الحركات الانفصالية المدعومة من روسيا عام 2014 في دونباس في شرق أوكرانيا.

وأسس فاغنر ليكون جماعة مرتزقة غامضة قاتلت في شرق أوكرانيا، وبشكل متزايد، من أجل القضايا المدعومة من روسيا في جميع أنحاء العالم.

وتتبّعت سي إن إن مرتزقة فاغنر في جمهورية إفريقيا الوسطى والسودان وليبيا وموزمبيق وأوكرانيا وسوريا. وعلى مر السنين اكتسبوا سمعة مروعة بشكل خاص وارتبطوا بالعديد من انتهاكات حقوق الإنسان.

وصعد نجم يفغيني بريغوجين السياسي في روسيا بعد غزو موسكو الكامل لأوكرانيا في فبراير 2022.

بينما شهدت العديد من القوات الروسية النظامية انتكاسات في ساحة المعركة، بدا أن مقاتلي فاغنر هم الوحيدون القادرون على تحقيق تقدم ملموس.

وأضاف تقرير “سي إن إن” أن مجموعة فاغنر تشتهر بتجاهلها لحياة جنودها، ويُعتقد أن التكتيكات الوحشية وغير القانونية التي تتبعها مجموعة فاغنر قد أسفرت عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا، حيث يتم إرسال المجندين الجدد إلى المعركة مع القليل من التدريب.

واستخدم قائد فاغنر وسائل التواصل الاجتماعي للضغط من أجل ما يريده وغالبًا ما كان يتعارض مع القيادة العسكرية الروسية، ويصوّر نفسه على أنه كفؤ وعديم الرحمة على عكس المؤسسة العسكرية.

وانفجرت خلافاته مع كبار الضباط الروس هذا العام، خلال المعركة المروعة والقاسية لبخموت والتي اتهم خلالها القيادة العسكرية مرارًا وتكرارًا بالفشل في تزويد قواته بالذخيرة الكافية.

وفي أحد مقاطع الفيديو التي انتشرت في أوائل مايو الماضي، وقف يفغيني بريغوجين قائد فاغنر بجوار كومة من مقاتلي فاغنر القتلى واستهدف في حديثه بشكل خاص وزير الدفاع الروسي “سيرجي شويغو” وقائد القوات المسلحة الروسية الجنرال فاليري جيراسيموف قائلاً: “الدم لا يزال نقيًا”، مشيرًا إلى الجثث خلفه.

وتابع مهاجماً قادة الجيش الروسي: “لقد جاؤوا إلى هنا كمتطوعين ويموتون حتى تتمكنوا من الجلوس مثل القطط السمينة في مكاتبكم الفاخرة”.

شارك هذا الموضوع

Leave A Comment