هل تتمكّن الروبوتات من خلق البشر.. وهل سنصبح بعد ذلك أسيادهم أم خَدمهم؟
شارك الموضوع:
وطن-في عالم أصبح فيه الذكاء الاصطناعي (AI) جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، أصبح التفكير في سيناريو خلق الروبوتات للبشر أمر شائع، وربما متوقّع إلى حد ما. وعلى الرغم من أنه قد يبدو هذا المفهوم وكأنه حبكة مباشرة من رواية خيال علمي، فإن التطورات السريعة في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تجعله موضوعًا مثيرًا للفضول والجدل.
بينما نتعمق أكثر فأكثر في عالم متضارب، من المهم التفكير في كلمات الفيزيائي الشهير ستيفن هوكينج، الذي قال: “إن تطوير الذكاء الاصطناعي بشكل كامل يمكن أن يساهم في نهاية الجنس البشري”. وعلى الرغم من أن تصريحه كان تحذيريًا، فإنه يسلط الضوء على القوة والقدرات المحتملة للذكاء الاصطناعي، بحسب ما نشره موقع “ميديوم” الإنجليزي.
تخيل مستقبلاً تصل فيه روبوتات الذكاء الاصطناعي إلى مستوى من الذكاء والتطور يتجاوز فهمنا، إذ لا تقتصر قدرة الروبوتات اليوم، على تكرار السلوك البشري فحسب، ولكن أيضًا أصبح لديها مستوى غير مسبوق من الإبداع ومهارات لحل المشكلات. لقد، تطورت هذه الروبوتات إلى درجة أنها أتقنت مجال الهندسة المعماريّة، ناهيك بأنها صُنعت على هيئة البشر.
ووفقًا لما ترجمته “وطن“، فإنه لمثل هذا السيناريو آثار أخلاقية عميقة، فكما قال الفيلسوف وعالم الرياضيات بليز باسكال: “الإنسان ليس سوى قصبة هشّة في الطبيعة، لكنه قصبة مفكرة”. لكن، إذا كانت الروبوتات ستخلق البشر مستقبلاً، فهل تمتلك هذه الكائنات الجديدة وعيًا ذاتيًا مشابهًا لوعينا؟ وهل سيكون لديها القدرة على الانفعالات والأحلام والرغبات؟ في الحقيقة، تثير هذه الأسئلة مخاوف أساسية حول جوهر الإنسانية.
وفي مواجهة هذا السيناريو المثير للجدل، من المهم أن نتذكر كلمات المخترع وارجل ذو الرؤيا الأمريكي راي كورزويل، إذ قال: “الذكاء الاصطناعي سيصل إلى المستويات البشرية بحلول عام 2029، وبحلول 2045 سنكون ضَاعفنا ذكاء الآلة البيولوجية لحضارتنا بأكثر من مليار مرة”.
وقد تمتد الآثار المترتبة على خلق الروبوتات للبشر إلى ما هو أبعد من المجال الفلسفي. فمن منظور عملي، يمكن لهذا السيناريو أن يحدث ثورة في فهمنا للوجود والوعي وحدود التكنولوجيا. ناهيك بأنه يمكن أن يفتح آفاقًا جديدة للاستكشاف العلمي وتوسيع حدود معرفتنا.
ومع ذلك، من المهم أيضًا التعامل مع هذا المفهوم بحذر. كما قال عالم الفيزياء الشهير ألبرت أينشتاين: “لقد غيرت القوة المطلقة للذرة كل شيء باستثناء أنماط تفكيرنا، وبالتالي نحن ننجرف نحو كارثة لا مثيل لها”. قد يحمل خلق البشر بواسطة الروبوتات مخاطر وتحديات غير متوقعة يجب علينا التعامل معها بعناية.
وفي الختام، فإن التفكير في عالم تصنّع فيه روبوتات الذكاء الاصطناعي البشر هو تمرين آسر يدفع خيالنا إلى تجاوز الحدود، فمن خلال استكشاف هذا السيناريو الافتراضي، نكتسب رؤى حول الآثار المحتملة والاعتبارات الأخلاقية التي تنشأ من التقدم المستمر في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
وبينما نمضي قدمًا، من الضروري أن نتعامل مع هذه التطورات بعقلية مدروسة ومسؤولة، مسترشدين بحكمة الشخصيات العظيمة والرغبة في تشكيل مستقبل يفيد كل من البشر والآلات على حد سواء. وبحسب إسحاق أسيموف، أحد أكثر كتاب الخيال العلمي تأثيرًا في كل العصور: “الجانب الأكثر حزنًا في الحياة الآن هو أن العلم يجمع المعرفة بشكل أسرع من المجتمع الذي يجمع الحكمة”.
وأخيرًا، إنها مسؤوليتنا الجماعية أن نضمن أنه بينما نتقدم في عالم الذكاء الاصطناعي والروبوتات، فإننا نفعل ذلك بحكمة وتعاطف وفهم عميق للآثار المترتبة على أفعالنا.
الخالق هو الله وحده و لا أحد غيره سبحانه إذا أراد شيئا فإنمــا يقول له كن فيكون.. الباقي خزعْبلات و فقط..