الاحتلال يشن أكبر عدوان على جنين منذ الانتفاضة الثانية وغزة تتأهب لدخول المعركة

وطن – واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، سلسلة اعتداءاتها على مدينة جنين، حيث شنت في الساعات الماضية، عدوانها يُوصف بأنه الأكبر منذ الانتفاضة الثانية.

واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، بأعداد كبيرة ومدعومة بدبابات وجرافات ومروحيات وطائرات مسيّرة مخيم جنين، وذلك من اتجاهين، كما تمركزت في وسط المدينة، ونفذت غارات جوية عدة.

وشوهدت قوات الاحتلال، وهي تقتحم المنازل في جنين، وقد استولت بالفعل على منزل عائلة الأسير زكريا الزبيدي.

المقاومة تستبسل ضد الاحتلال

بدورها، نجحت المقاومة في جنين في استهداف قوات الاحتلال بعبوات ناسفة متطورة، وسط اشتباكات عنيفة دارت في مدينة جنين وأطراف مخيمها الواقع شمال الضفة الغربية.

عدد كبير من الآليات العسكرية الإسرائيلية تقتحم مخيم جنين في عملية شاملة

وتحدثت وسائل إعلام فلسطينية، عن أن المقاومة فجرت عبوة ناسفة لحظة عبور جرافة عسكرية إسرائيلية لمدخل مخيم جنين.

وأكدت فصائل المقاومة الفلسطينية، أن مقاتليها يستهدفون جنود الاحتلال في جنين بالرصاص، تزامنا مع اشتباكات محتدمة جرت بين قوات الاحتلال ومقاومين فلسطينيين عند أبواب مخيم جنين.

وقالت “كتيبة جنين” التابعة التابعة لسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إنها استهدفت آليات الاحتلال في محيط المخيم وحققت إصابات فيها، مؤكدة أن مقاتليها يخوضون معركة شرسة مع قوات الاحتلال.

بدروها، قالت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس): “نخوض معركة الدفاع عن مخيم جنين موحدين كتفا بكتف، ولن يفلح العدو الصهيوني في كسر إرادتنا ومخيمنا وسيخرج منه مذلولا مكسورا”.

استشهاد 4 فلسطينيين

وتحدثت تقارير إعلامية عن ارتقاء أربعة شهداء فلسطينيين حتى الآن، فيما قال مدير مستشفى جنين الحكومي وسام بكر، إن المستشفى لم يستقبل هذا القدر من الإصابات الخطيرة منذ العام 2002.

وأضاف بكر أن أفراد الإسعاف الطبي يخاطرون بحياتهم لإنقاذ المصابين في جنين، في وقت أكّد فيه الهلال الأحمر الفلسطيني أن هناك إصابات لم يتمكن من الوصول إليها بسبب الدمار الذي خلفته جرافات الاحتلال في جنين.

تصاعد الدخان في أكثر من موقع في مخيم جنين جراء قصف الاحتلال

دعوة فصائل المقاومة للتكاتف

في الوقت نفسه، دعت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، كل الفصائل في جنين ومخيمها للتكاتف وخوض المواجهة مع الاحتلال بشكل موحد.

وقالت الغرفة، في بيان إنها، في حالة انعقاد دائم لمتابعة العدوان الهمجي على جنين، مشددة على أن استمرار العدوان على جنين وسلوك الاحتلال هو ما سيحدد طبيعة رد المقاومة.

وطالبت الغرفة المشتركة، المقاومين في غزة بالاستعداد للرد على العدوان حال قرر الاحتلال مواصلة جريمته بحق جنين، كما ناشدت الشعب الفلسطيني للمواجهة مع الاحتلال في كل مكان لمساندة جنين.

وسياسيا، قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” إسماعيل هنية، إن العدوان على جنين والدم الذي يراق على أرضها، سيحدد طبيعة المرحلة المقبلة في كافة الاتجاهات والمسارات.

وأضاف أن المقاومة في كافة أماكن تواجدها تعرف كيفية الرد على هذا العدوان، داعيا الشعب الفلسطيني في أرجاء الضفة المحتلة للوقوف إلى جانب جنين، والدفاع عن أهلها لإحباط مخططات الاحتلال.

مخاوف إسرائيلية من عمليات فلسطينية

بالتزامن مع هذا، حذر المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية من وقوع عمليات فلسطينية جراء العدوان على جنين، وطالب في تغريدة نشرتها إذاعة جيش الاحتلال، الإسرائيليين لليقظة وإبلاغ مركز الشرطة في حال رصد ما وصفها بـ”تحركات مريبة”.

عدد قوات لا مثيل له يشارك في العدوان على جنين

في حين قالت هيئة البث الإسرائيلية، إن عملية جنين تجري بقيادة القوات الخاصة وبعدد قوات لا مثيل له منذ الانتفاضة الثانية (2000 – 2005).

وأضافت أن هناك عملية مكثفة للجيش الإسرائيلي في جنين، وأن الصور التي ترد من هناك لم تُشاهد منذ 20 عاما.

وبحسب الإعلام العبري أيضا، فإنّ العملية العسكرية في جنين تنفذها قوات من وحدات النخبة في جيش الاحتلال، وهي الكبرى منذ عملية “السور الواقي” عام 2002، وقال إن الهدف منها هو استعادة الردع الإسرائيلي في شمال الضفة الغربية خاصة في جنين.

وكشفت تقديرات إسرائيلية، عن مشاركة نحو ألف جندي في العملية بينهم المستعربون وسلاح الجو والمدفعية، وسط توقعات بأن تستمر العملية لمدة يومين لكن تبعاتها قد تمتد لجبهات أخرى.

ونشر جيش الاحتلال بطاريات القبة الحديدية، تحسبا لأي قصف صاروخي ردا على عملية جنين.