5 أسباب تكشف لماذا العالم على شفير اضطرابات اقتصادية خطيرة؟
شارك الموضوع:
وطن- حذّر تقرير جديد نشرته مجلة “تايم”(Time) الأمريكية للكاتب راي داليو، وهو مستثمر ومؤلف كتاب “مبادئ التعامل مع النظام العالمي المتغير”(Principles for Dealing with the Changing World Order)، من أن العالم يواجه خطر اندلاع أزمة اقتصادية عالمية كبيرة بسبب تأثيرات جائحة كورونا والتغير المناخي والتوترات الجيوسياسية.
ولفت التقرير إلى أن هذه العوامل تهدد بزعزعة استقرار النظام المالي العالمي وتقويض النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة.
وبحسب التقرير، فإن جائحة كورونا أثرت سلبا على الإنتاج والطلب والتجارة والاستثمار في مختلف أنحاء العالم، مما أدى إلى تفاقم حالة عدم المساواة والفقر والبطالة.
كما أن جائحة كورونا أجبرت الحكومات على زيادة الإنفاق العام لدعم القطاعات المُتضررة والفئات المحرومة، مما زاد من حجم الديون العامة وخلق ضغوطا على الميزانيات.
دراسة الارتفاعات والانخفاضات في الأسواق المالية
وأضاف راي داليو، أنّه قرّر دراسة الارتفاعات والانخفاضات في الأسواق المالية واقتصاديات البلدان العالمية، لذلك ألقى نظرة على 3 أحداث مهمة في التاريخ حدثت في الفترة من 1930 إلى 1945، وهي:
1- أكبر حجم للديون، وأسرع معدلات نمو لهذه الديون وشرائها، وأكبر مبالغ يقوم بطباعتها البنك المركزي.
2- أكبر الفجوات في الثروة والدخل والقيم.
3- أكبر صراع دولي بين القوى العظمى، وأهمها بين الولايات المتحدة والصين.
Audio Book Of The Week: Principles for Dealing with THE CHANGING WORLD ORDER I By RAY DALIO – Why Nations
Succeed & Fail (press play listen 👂🏾👂🏾)#bluecollarHS #bluecollaruniversity#thursdayvibes #blackbusiness pic.twitter.com/78yg7jD0Uw— Marrio Ravano ( TheBlueCollarConnect©️) (@junkrockers) June 29, 2023
وبحسبه، يُظهر التاريخ أن التحولات المؤلمة تحدث في الحالات التالية:
1- عندما يكون هناك حجم هائل من القروض تؤدي إلى انفجار فقاعات الديون وتسبب الانكماش الاقتصادي.
2- وجود صراعات كبيرة داخل البلدان بسبب الثروات الكبيرة وصراعات القيم التي تفاقمت بسبب الظروف الاقتصادية السيئة.
3- صراعات دولية كبرى بسبب القوى العالمية الصاعدة التي تتحدى القوى العالمية القائمة في وقت الأزمات الاقتصادية والسياسية الداخلية.
مستقبل الاقتصاد العالمي
خلال دراسته، قدّم الكاتب 5 ركائز أساسية يقوم عليها الاقتصاد العالمي في الوقت الراهن، مشيراً إلى مجموعة التغيرات التي رجّح أن تطرأ عليها.
وهي كما يلي:
1- القوة المالية/الاقتصادية
قال الكاتب، إنه بناءً على دراسته، في الولايات المتحدة نحن الآن في الجزء الأوسط مما أسمته الدراسة دورة الديون قصيرة الأجل. ويتزامن ذلك مع التضخم الذي يسبق الانكماشات الاقتصادية التي من المحتمل أن تأتي خلال 18 شهرا القادمة.
نحن أيضا في مرحلة متأخرة وخطيرة من دورة الديون الطويلة الأجل، لأن مستويات أصول الديون والتزامات الديون أصبحت مرتفعة للغاية.
2- قوة النظام المحلي
في العديد من البلدان، وأهمها الولايات المتحدة، شهدنا نسبة متزايدة من السكان المتطرفين الشعبويين (حوالي 20-25% من اليمين متطرفون و10-15% من اليسار).
وأثناء دراسته التاريخ، رأى المؤلف أن النزعة الشعبوية المتزايدة والصراع المتنامي يحدث مرارا عندما تكون هناك فجوات كبيرة بين الثروة والقيم في الوقت ذاته الذي تكون فيه الظروف الاقتصادية سيئة.
وبالنظر إلى المستقبل، ستكون الأشهر الـ18 المقبلة فترة انتخابات كبيرة مما سيؤدي إلى صراع سياسي أكبر، ومن المرجح أن يزيد الانقسام بين اليسار واليمين وستكون المعارك شرسة، وفق التقرير.
3- قوة النظام العالمي الدولي
من المرجح أن تزداد حدة الصراعات بين الولايات المتحدة والصين، وأن تؤدي التوترات السياسية إلى زيادة العدوانية تجاه بكين.
لقد اقتربت الصين والولايات المتحدة بالفعل بشكل خطير من نوع من أنواع الحرب، سواء كانت حربا اقتصادية شاملة أو حربا عسكرية، حسب الكاتب.
4- عوامل الطبيعة
حسب الكاتب، من الصعب التنبؤ بأفعال الطبيعة بدقة، ولكن يبدو أنها تزداد سوءا -وفق الكاتب- ومن المرجح أن تكون أكثر تكلفة وأضرارا خلال السنوات العقد القادم بسبب تغير المناخ.
5- التكنولوجيا
ماذا يمكن أن نتوقع من التكنولوجيا والإبداع البشري؟ السؤال -برأي الكاتب- مثل أفعال الطبيعة تقريبا، من الصعب أن نعرف بالضبط، خاصة أن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على إحداث مكاسب هائلة أو تدمير هائل، اعتمادا على كيفية استخدامه.
والشيء الوحيد الذي يمكننا التأكد منه هو أن هذه التغييرات ستكون مؤثرة للغاية، كما يقول الكاتب.
ويختم تقريره بالقول “قد يكون من غير الواقعي الاعتقاد بأنه يمكننا تغيير مسار الأحداث ماديًا، لذا فإن الأهم بالنسبة لمعظم الناس هو تصور الأسوأ، لأننا إذا تصورنا الأسوأ، سنكون مستعدين له”.