وطن- بعد المطالبة الرسمية في بغداد – عبر بيان نشرته وزارة الخارجية الخميس- السلطات السويديّة بتسليم مواطنها سلوان موميكا، الذي أحرق نسخة من القرآن في ستوكهولم أول أيام عيد الأضحى، تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل مقطع فيديو ادعى نشاروه إنّه يُظهر تسليمه للسفارة العراقية في السويد.
وعلى عكس تلك المزاعم والادعاءات، فإن هذا الادّعاء غير صحيح والفيديو منشور قبل سنوات ولا شأن له بهذه القضيّة، حسب البحث الذي قامت به خدمة التحقق من الأخبار الزائفة التابعة لوكالة فرانس برس.
الفيديو قديم ولا يخص سلوان موميكا
يظهر في الفيديو من يبدو أنّهم عناصر أمن يقتادون رجلاً مقيّداً ومعصوب العينين.
وجاء في تعليق مكتوب على الفيديو نفسه “عاجل: السويد تُسلّم المتّهم بحرق المصحف للسفارة العراقية”.
العراق طالبت بتسليم موميكا
وكانت الخارجية العراقية قد طالبت السويد بتسليم سلوان موميكا، ضمن بيان رسمي جاء فيه “الشخص الذي قام بتوجيه إهانة للقرآن الكريم هو عراقيّ الجنسيّة، لذا نطالب السلطات السويديّة بتسليمه للحكومة العراقيّة لمحاكمته وفق القانون العراقيّ”.
https://twitter.com/Iraqimofa/status/1674491590256017409?s=20
وعلى ضوء الديبلوماسية الرسمية، قال القيادي البارز في التيار الصدريّ (غير مشارك في الحكومة) حاكم الزاملي لوكالة فرانس برس أثناء مشاركته في تظاهرة في العراق، إن تسليم سلوان موميكا “غير كاف”. وأضاف “نحتاج إلى إجراءات أكبر”، من دون مزيد من التفاصيل.
ما حقيقة الفيديو؟
السلطات السويديّة لم تُسلّم المهاجر العراقي الذي أحرق المصحف الشريف على أراضيها، سلوان موميكا، إلى سلطات بلده، أما الفيديو المتداول فهو قديم. وسبق أن نشرت وكالة فرانس برس بعضاً من هذه المشاهد في 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2015.
وتُظهر هذه المشاهد في الحقيقة شاباً عراقياً في قبضة السلطات الفنلنديّة اتُّهم مع شقيقه بالتورّط مع تنظيم الدولة الإسلاميّة في مذبحة قرب مدينة تكريت في شمال العراق عام 2014.
وعُرفت تلك المذبحة باسم مجزرة “سبايكر”، وخُطف فيها المئات من المجندين الشباب من قاعدة عسكرية في حزيران/يونيو 2014 ثمّ أُعدموا، ووصل عدد الضحايا إلى نحو 1700 ضحية.
وأرشد البحث، أن منصّة “التقنية من أجل السلام” العراقيّة عثرت على مقطع فيديو بثّته قناة عراقيّة، تظهر فيه المشاهد نفسها أيضاً.
وبُثّ المقطع في كانون الأول/ديسمبر من العام 2015، مرفقاً بتقرير عن رفض السلطات الفنلنديّة تسليم الشقيقين إلى السلطات العراقيّة.