هل يتمكّن الذكاء الاصطناعي من تصوير ما حدث لأجسام ضحايا غواصة تيتان؟

وطن – نشرت مجلّة “لا فيدا لوثيدا” الإسبانية، تقريرًا سلّطت من خلاله الضوء على الصورة المرعبة التي خلفها الانفجار الداخلي لغواصة “تيتان”، ما تسبّب في تدميرها واختفاء الجثث في غضون ثوان.

في الحقيقة، الانفجار الداخلي لغواصة تيتان، يدفع أولئك الذين اعتبروا أن هذه الرحلة مجرد “نزوة” راودت مجموعة من أصحاب الملايين في العالم-الذين أرادوا استكشاف بقايا حطام سفينة تيتانيك التي غرقت في عام 1912-إلى التفكر حول ما جرى وما سبب انفجارها، لاسيما وأنه شاع أنها غواصة مصنوعة “بتقنيات عالية”.

لم يتخيل أحد أن هذه الرحلة الروتينية التي قام بها ستوكتون راش-Stockton Rush، الرئيس التنفيذي لشركة Ocean Gate Expeditions، المتخصصة في الغوص تحت الماء، ستنتهي بمأساة مروعة ستودي بحياة أربعة أشخاص آخرين.

وعلى الرغم من أنها تبدو مشاهد مأخوذة من فيلم رعب، فإن هذه المأساة غير المتوقّعة أدّت إلى خلق حالة من عدم اليقين بشأن استجابة جسم الإنسان للحوادث تحت الماء، الأمر الذي جعل عملية البحث عن موقع الحطام وعملية الإنقاذ أمرًا صعبًا ومعقّدًا.

ماذا يحدث لجسم الإنسان بعد الانفجار الداخلي؟

بعد هذه الحادثة المأساوية غير المتوقَّعَة، أصبحت مسألة “ماذا يحدث لجسم الإنسان عند مواجهة انفجار داخلي للغواصة” موضوعًا للنقاش. ومن خلال استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، أصبح من الممكن تحديد تفاصيل الانفجار الداخلي للغواصة.

وفاة طاقم الغواصة على الفور، حيث حدث الانفجار الداخلي في حوالي 30 مللي ثانية
غواصة تيتان

ومع ذلك، لم يتم حتى الآن إيلاء اهتمام كبير لمسألة كيفية تفاعل جسم الإنسان في هذه الظروف. وعلى الرغم من أن التحليلات في هذا الأمر مرعبة وتشكل درجة عالية من الخطر، فإنه يجب أن تُدرَس بحرصٍ.

فعندما يتعرض الشخص لضغوط عالية تحت الماء، يصبح التنفس والقدرة على امتصاص الأكسجين صعبًا بشكل متزايد بسبب كمية المياه الكبيرة التي تحيط بالغواصة. يضع هذا الضغط ضغطاً إضافيًا على الجسم، فيجعله أثقل ويحد من قدرته على الحركة داخل المكان الذي يتواجد فيه، وفقًا لما ترجمته “وطن“.

وفي مثل هذا السيناريو، من الشائع بالنسبة لأولئك الذين لم يتم تدريبهم على ذلك أن يشعروا على الفور بدوخة شديدة وإرهاق وحتى اختلال التوازن والارتباك. بالإضافة إلى ذلك، تحدث تغيرات كبيرة، مثل تقلّص كتلة الجسم.

من جانبه، شارك الحساب الرسمي لراديو “ويب لاتينا” مقطع فيديو يظهر تحولات جسم الإنسان على عمق 3000 متر. في تلك اللحظة، يمكن ملاحظة أن الجسم أصبح مضغوط تمامًا، وبمجرد حدوث الانفجار الداخلي، يتقلّص حجم المادة والجسم ويختفيان في النهاية أو يختفيان تمامًا. تحدث هذه العملية عادة في غضون أجزاء من الثانية، لهذا،  ربما لم يدرك طاقم تيتان ما حدث لهم.

تحدث الخبراء عن الانفجار الداخلي للغواصة تيتان

أوضح عالم فيزياء الكم ألبرتو روخو، أن موجة الانفجار تتمثّل في زيادة الضغط والتدفق الناتج عن ترسب كمية كبيرة من الطاقة في حجم صغير ومتمركز للغاية.وعلى النقيض من ذلك، في حالة حدوث انفجار، يتمدد شيء ما بسرعة ويخلق موجة صدمة يمكن أن تحدث الكثير من الضوضاء عند التفاعل مع الماء.

استعادة الرفات البشرية ستكون مستحيلة عمليًا، خاصة وأن هناك تواجدًا وفيرًا للأسماك والحيتان
الذكاء الاصطناعي وانفجار غواصة تيتان

وهكذا، حدثت وفاة طاقم الغواصة على الفور، حيث حدث الانفجار الداخلي في حوالي 30 مللي ثانية. كما كشف الخبراء الذين تمت مقابلتهم عبر وسائل الإعلام العالميّة، عن أن الطاقم لم يكن على دراية بما يحدث لأجسادهم. كما تمت مشاركة هذه المعلومات من خلال حساب Twitter الخاص بالبوابة باستخدام الذكاء الاصطناعي.

وهذا إذا دلّ على شيء ، فهو يدل على أن استعادة الرفات البشرية ستكون مستحيلة عمليًا، خاصة وأن هناك تواجدًا وفيرًا للأسماك والحيتان وسرطان البحر والحيوانات المائية الأخرى في البحر التي يمكن أن تلتهم الجثث في غضون ثوانٍ.

المصدر
لا فيدا لوثيدا-ترجمة وتحرير وطن
Exit mobile version