بعد اختفاء البشر من على وجه الأرض.. كيف سيبدو العالم بعد عام من اختفائهم؟
شارك الموضوع:
وطن-هل تخيلت يومًا، ما سيكون عليه العالم إذا اختفى الجميع فجأة؟ ماذا سيكون مصير كل متعلقاتنا؟ ماذا سيحدث لمنازلنا ومدارسنا وأحيائنا ومدننا؟ من الذي سيطعم حيواناتنا الأليفة؟ على الرغم من أن هذا الموضوع شائع في الأفلام والبرامج التلفزيونية والكتب، فإن نهاية البشرية لا تزال فكرة غريبة تثير الجدل، ويجب التطرّق إليها.
وبحسب ما نشره موقع “سان إي ناتيرال” الفرنسي في تقريره الذي ترجمته “وطن“، فإن البشر عاشوا على سطح الكرة الأرضية ما يزيد عن مليوني سنة وخلال هذه الفترة تطورت البشرية بشكل مذهل ومازالت البشرية فى تطور مستمر. وعلى الرغم من التطور الكبير الذى وصلت إليه البشرية، فإن هذا التطور والتقدم انعكس على الأرض ولا يمكن لأى منا إنكار عدم قدرة البشر على المحافظة على الأرض كما أنهم قاموا بتخريبها، فهل لك ان تتخيل اختفاء جميع البشر من على سطح الكرة الأرضية هل لك أن تتخيل ماذا سيحدث بعد اختفاء البشر؟
سيكون الصمت حاضرا في كل مكان.
إذا اختفى البشر وتمكّنتَ من العودة إلى الأرض بعد عام لترى ما حدث، فإن أول ما سيصعقك لن يكون ما تراه، وإنما ما ستسمعه. سيكون العالم هادئًا، وستدرك مدى قوّة الناس على إصدار الضوضاء. كما ستلاحظ أيضًا تغيرات في الطقس؛ فبعد عام من اختفاء الناس، ستكون السماء أكثر زرقة، والهواء أنقى، كما ستنظف الرياح والأمطار سطح الأرض، وتزيل كل التلوث والغبار الناتج عن الإنسان.
ماذا سيحدث في منزلك؟
ربما سيتسنى لك الدخول إلى منزلك بعد اختفاءك لتروي عطشك، لكن، لن تتمكّن من ذلك، لأنه لا يوجد ماء في الصنابير، إذ تتطلب أنظمة توزيع المياه ضخًا مستمرًا، ودون وجود شخص ما لإدارة مرافق الضخ، لن تكون المياه متوفرة. كما أن المياه التي كانت في الأنابيب عندما اختفى الجميع، سيستمرّ وجودها حتى عند حلول فصل الشتاء القارس، ستتجمّد، وسيتسبب الماء المتجمد في الأنابيب في انفجارها.
لن يكون هناك كهرباء، حيث ستتوقف محطات الطاقة عن العمل بسبب نقص المراقبة والإمداد. لذلك سيحلّ الظلام في منزلك، وسيكون دون ضوء أو تلفزيون أو هاتف أو كمبيوتر. علاوة على ذلك، سوف يتراكم الغبار في منزلك. وفي الواقع، هناك دائمًا غبار في الهواء، لكننا لا نلاحظه لأن أنظمة التكييف والتدفئة الخاصة بنا تقوم بتفريقه. بيد أنه، عندما يتوقف كل هذا، سيدخل الهواء في منزلك باستمرار، ما يجعل الغبار في كل مكان.
سيستمر العشب في حديقتك في النمو، ليصبح طويلًا ومتضخمًا إلى درجة أنه سيتوقف عن النمو في النهاية. علاوة على ذلك، سوف تظهر الأعشاب الجديدة وتتكاثر في كل مكان. وسوف تغزو العديد من النباتات غير المعروفة حديقتك. وفي كل مرة تفقد شجرة، يمكن أن تنمو شجرة جديدة. ولن يكون هناك أحد لتقليمها.
على صعيد آخر، ستلاحظ زيادة في نشاط الحشرات، وتذكر أن البشر يفعلون كل ما في وسعهم للتخلص من الحشرات. ولكن، دون تدخل بشري، ستستعيد الحشرات دورها في العالم، وسوف تتكاثر بحرية.
ماذا سيحدث في حيك؟
لا شكّ في أن في منطقتك، كانت هناك مخلوقات صغيرة تتحرك بحذر وتراقب خطوات الإنسان، لكن عند اختفاءك، ستعود حيوانات صغيرة للظهور من جديد بحريّة، على غرار: الفئران وابن عرس، بالإضافة إلى الثعالب والغرير. ثم ستأتي الحيوانات الأكبر بعد ذلك، مثل: الغزلان والخنازير البرية. ربما ليس خلال السنة الأولى، لكن هذا ممكن.
بدون الإضاءة الكهربائية، سيعود الإيقاع الطبيعي للعالم، إذ المصدر الوحيد للضوء هو الشمس والقمر والنجوم. ستعود المخلوقات الليلية إلى العيش في ظلام السماء بشكل طبيعي. من جهة اخرى، يُقال إن الحرائق ربما تزيد وتتكرّر، كما يمكن أن يضرب البرق شجرة أو حقلًا، ما يسبب اشتعال حرائق الغاباتـ أو يضرب المنازل والمباني.
ماذا سيجري حول مدينتك؟
بعد عام واحد فقط، سيحتفظ شكل العمران- الطرق والطرق السريعة والجسور والمباني – بالكثير من مظهرها الأصلي. وإذا عدنا، على سبيل المثال، لكن، بعد عقد من الزمن، فستبدأ الشقوق في الظهور، مع ظهور نباتات صغيرة بينها. وهذا بسبب الحركة المستمرة للأرض، إذ تمارس هذه الحركة ضغطًا يؤدي إلى تكوين تشققات. بمرور الوقت، ستتصدع الطرق أكثر، وتبدو مثل الزجاج المكسور، وحتى الأشجار يمكن أن تنمو من خلال هذه الشقوق.
ستبدأ الجسور ذات الدعامات المعدنية بالتدريج في الصدأ. كما ستتآكل الحزم والمسامير التي تدعم الجسور. ومع ذلك، فإن الجسور الخرسانية الكبيرة والطرق السريعة بين الولايات، والتي شيدت أيضًا من الخرسانة، يمكن أن تصمد لعدة قرون.
ولا شكّ في أن السدود والحواجز التي صنعها الإنسان على الأنهار والجداول سوف تتآكل في النهاية. كما ستُصبح الأراضي الزراعية أراضي بورًا. سوف تبدأ البذور التي نستهلكها في الاختفاء، فلن يتبقى الكثير من الذرة أو البطاطس أو الطماطم.
من جهة أخرى، ستصبح حيوانات المزرعة فريسة سهلة للدببة والذئاب. وماذا عن الحيوانات الأليفة؟ ستذهب القطط إلى البرية مرة أخرى، أي أنها ستستعيد غرائزها البرية، على الرغم من أن العديد منها قد يقع فريسة لحيوانات مفترسة أكبر، ناهيك بأن معظم الكلاب لن تنجوا أيضًا.
مثل روما القديمة
خلال 1000 عام، سيُصبح العالم الذي تعرفه بالكاد يمكن التعرف عليه. ستبقى بعض مظاهر العمران، اعتمادًا على المواد التي صنعت منها، والمناخ المحيط والصُّدفة. بالإضافة إلى ذلك، ستصبح المباني السكنية ودور السينما أو المراكز التجارية، من بقايا حضارة مفقودة، تمامًا مثلما يعود تاريخ انهيار الإمبراطورية الرومانية إلى أكثر من 1500 عام، ولكن لا يزال من الممكن رؤية بقاياها حتى يومنا هذا.
وختم الموقع بالقول إنه سيكشف الاختفاء المفاجئ للبشرية على الأقل عن بعض الحقائق حول معاملتنا للأرض. هذا من شأنه أن يسلط الضوء على حقيقة أن العالم الذي نعيشه الآن لا يمكن أن يعيش دون تدخلنا، تمامًا كما لا يمكننا البقاء فيه إذا لم نهتم به. لكي تستمر الحضارة في الصمود، مثل أي شيء آخر، فإنها تتطلب صيانة مستمرة.