وطن – تتجول الشابة السعودية “فاطمة الزمام” في شوارع المملكة مرتدية بنطالا ضيقا، وقميصا، ودون حجاب، كما أنها تقود سيارتها الأمريكية بمفردها في الصحراء، وذلك بحكم عملها مرشدة سياحية، في مشهد لم يكن حتى وقت قريب مألوفا للسعوديين والأجانب.
فاطمة الزمام (34 عاما) التي تعمل منذ سنوات كمرشدة سياحية للسياح من دول مثل أمريكا وفرنسا وبريطانيا والصين، ليست إلا نموذجاً للتحول الجوهري الذي شهدته المملكة المعروفة منذ زمن بعيد بأنها بلد محافظ، ويضع القيود على حقوق النساء، على حدّ تعبير تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.
Fatimah Al Zimam, a Saudi tour guide, has introduced visitors from around the world to her country, which recently opened to nonreligious tourism. She spoke to us about her favorite sites and what it’s like to be a female tour guide in Saudi Arabia. https://t.co/Xyl072bG9z
— New York Times World (@nytimesworld) July 7, 2023
تعيش في شقة بجدة
تحدثت الشابة السعودية للصحيفة عن حياتها اليومية وروتينها بين العمل والمنزل. وقالت إن المملكة الآن تروج للسياحة والزراعة والطاقة، لأن النفط سينفد يوما ما، وسينتهي كل شيء. مُوضحة أنها تعيش في شقة بمدينة جدة الساحلية.
ولفتت الزمام إلى أن هنالك الكثير من الفتيات في السعودية يعملن في مجال الإرشاد السياحي، وهنالك عدد أكبر ينتظر الدخول إلى هذا المجال.
Fatimah Al Zimam has introduced visitors from around the world to Saudi Arabia which opened to nonreligious tourism in 2019. She discusses her favorite sites, driving a pickup truck and how her country is changing https://t.co/TCI6TMme81 pic.twitter.com/oqHKeEibSt
— Andreas Harsono (@andreasharsono) July 9, 2023
وأشارت المرشدة السياحية السعودية، إلى أن المكان الذي التحقت به لتصبح مرشدة سياحية، كان يعج بالنساء أكثر من الرجال.
“تخليّت عن الحجاب بشكل تدريجي”
أما عن ملابسها، التي تُعتبر إلى حدّ ما غير مقبولة في المجتمع السعودي المحافظ، تقول الزمام إنها تخلت عن العباءة والحجاب بشكل تدريجي، حيث إنها كانت ترتدي حجابها في المدينة، وتخلعه في الصحراء والجبال حيث تعمل.
وواصلت قائلةً: “انتقلت إلى العمل في الرياض، ووجدت راحة كبيرة وسعادة بلا عباءة ولا حجاب”.
اللافت في التحول الكبير الذي تشهده المرأة السعودية منذ سنوات فيما يتعلق بتمكينها صلب المجتمع، تزامنه مع حملات الاعتقال القمعية غير المسبوقة ضد عشرات النساء اللاتي يقبعن الآن داخل سجون المملكة دون أي حقوق، حسب ماذكر تقرير أعده خبراء في حقوق الإنسان بالأمم المتحدة.
المرأة في سجون السعودية
دعا فريق من خبراء حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، الجمعة، إلى إطلاق سراح امرأتين سعوديتين قالوا إنهما احتجزتا تعسفيا وتم حرمانهما من الحقوق الأساسية بعد تغريدات انتقدت سياسات المملكة وهما “سلمى الشهاب” و”نورة القحطاني”.
وحُكم على “سلمى الشهاب” بالسجن 34 عامًا، كما حُكم على “نورة بنت سعيد القحطاني” بالسجن 45 عامًا في الصيف الماضي بعد إلقاء القبض عليهما في قضايا منفصلة في عام 2021.
وأدانتهما محكمة خاصة أُنشئت في الأصل لمحاكمة المتهمين ما تسميه السلطات السعودية بـ “بالإرهاب” ولكنها وسعت ولايتها في السنوات الأخيرة وسط حملة شديدة على المعارضة.
وبحسب تقرير لموقع “abcnews” قالت مجموعة العمل المعنية بالاحتجاز التعسفي، وهي لجنة من الخبراء المستقلين كلفها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بالتحقيق في الانتهاكات المحتملة، في تقرير لها إن المرأتين حرمتا من الإجراءات القانونية الواجبة.
وأضافت المجموعة الحقوقية أن هناك معلومات “موثوقة” بأن سلمى الشهاب، تعرضت لمعاملة قاسية أو لا إنسانية أو مهينة” عندما احتُجزت بمعزل عن العالم الخارجي لما يقرب من أسبوعين بعد اعتقالها.