من الفندق إلى المسجد.. أمن السيسي يحرم أحمد الطنطاوي من الجولات الشعبية

By Published On: 10 يوليو، 2023

شارك الموضوع:

وطن – أمرت جهة أمنية، الفنادق المجاورة لمحطات القطار بمحافظات الصعيد السبع، بإلغاء الحجز الخاص بالمرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية أحمد الطنطاوي، وشددت على عدم استضافته وأيًا من أعضاء حملته الانتخابية.

جاء ذلك حسبما كشف مصدر بحملة الطنطاوي، أبلغ موقع “مدى مصر“، بأنه تم استدعاء 10 من أنصار الطنطاوي بالصعيد، واحتجازهم في مقار تابعة لجهاز الأمن الوطني بالمحافظات السبع عدة ساعات، حتى أعلن الطنطاوي تأجيل زيارته للصعيد أثناء احتجازهم.

ووفق المصدر، وجهت الجهة الأمنية لأنصار أحمد الطنطاوي تهديدًا شديد اللهجة مفاده القبض على كل من يلتقي به أو يتحدث معه أو يصافحه خلال زيارته لأي من محافظات الصعيد، وتوجيه تهمة التجمهر إليه.

وكان الطنطاوي، قد أعلن عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، الثلاثاء الماضي، عن زيارته لمحافظات الصعيد “بني سويف، المنيا، أسيوط، سوهاج، قنا، الأقصر، وأسوان في الفترة من 6 إلى 12 يوليو الجاري”.

وكان الطنطاوي يهدف إلى لقاء أنصاره ومؤيديه الراغبين في الانضمام لحملته الانتخابية، ضمن جولاته في الشوارع الرئيسية بالمحافظات السبع، والاستماع إلى اقتراحاتهم، كخطوة تسبق عرضه لبرنامجه الانتخابي في زيارة تالية.

ودفعت حملة القمع، بالطنطاوي إلى أن أعلن تأجيل زيارته لمحافظات الصعيد، وباقي محافظات الجمهورية، حفاظًا على أمن أنصاره الشخصي، إلى موعد لم يحدده خلال الشهر الجاري.

أحمد الطنطاوي

أحمد الطنطاوي يؤجل زيارته لمحافظات الصعيد بسبب قمع أمن السيسي

واعتبر الطنطاوي، هذه الخطوة بمثابة تكرار لما جرى قبل عودته من لبنان، بالقبض على عائلته، إضافة إلى تطورات في الساعات الأخيرة، وصفخا بأنها كانت أشد قسوة وبشاعة، لكنه لم يكشف طبيعتها.

وقال عضو الحملة، إنه قام بحجز تذاكر القطارات من القاهرة إلى محافظات الصعيد للطنطاوي وأربعة من أعضاء حملته الانتخابية، كما قام بحجز غرف للإقامة لمدة يوم واحد في فنادق صغيرة قريبة من محطات القطار في المحافظات السبع، وذلك قبل الإعلان عن جدول الزيارات في الرابع من يوليو.

وأضاف أنه عقب إعلان الطنطاوي عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي عن مواعيد الزيارات، تلقى عضو الحملة اتصالات من الفنادق السبعة بإلغاء الحجز، امتثالًا لتعليمات أمنية.

وعندما طلب من أنصار الطنطاوي في المحافظات السبع بحجز غرف بديلة في فنادق متوسطة، فوجئوا بوجود تعليمات لكل الفنادق التي توجهوا إليها بعدم استضافة الطنطاوي وأي شخص معه.

وأشار عضو الحملة، إلى أن الطنطاوي وأعضاء حملته كانوا مصرين على تنظيم الجولة، وزيارة المحافظات في الموعد المعلن.

وقال المصدر بحملة الطنطاوي: “اتفقنا على أن نقوم بحجز غرف لمرافقين الطنطاوي الأربعة أثناء الزيارة، على أن يقيم الطنطاوي خلال الجولة في منازل أنصاره في المحافظات السبع، لتلافي الاعتراضات الأمنية، لكننا فوجئنا باستدعاء الأجهزة الأمنية لما يقرب من 10 من زملاء الطنطاوي وأصدقائه السابقين في أمانات حزب الكرامة بمحافظات الصعيد، قبيل ساعات من الموعد المحدد لبدء الزيارة، واحتجازهم في المقار التابعة لجهاز الأمن الوطني بالمحافظات، ومعاملتهم معاملة سيئة جدًا”.

وأضاف عضو حملة الطنطاوي: “قالولهم هنقبض على أي عدد من الناس هتقرب من الطنطاوي أو هتسلم عليه أو هتتكلم معاه وهنحبسهم في قضية تجمهر”.

ومع القبض على أنصار الطنطاوي، اتفقت الحملة على تأجيل موعد الزيارة، وأعلن الطنطاوي القرار عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما تبعه بساعات إخلاء الأمن سبيل لأنصاره المحتجزين في المحافظات السبع.

تضييق في صلاة الجمعة

ولم يقف التضييق الأمني وحصار الطنطاوي، عند جولته الانتخابية في محافظات الصعيد، وإنما امتد إلى ملاحقته وإحاطته بمجموعة من رجال الأمن في زي مدني، عقب انتهائه من أداء صلاة الجمعة بالجامع الأزهر.

وقال المصدر، إن الطنطاوي وثلاثة من أصدقائه اتفقوا صباح الجمعة الماضية على أداء الصلاة في مسجد عمرو بن العاص، ووصل أصدقاؤه المسجد قبله، ووجدوا فيه العديد من رجال الأمن بحجة وجود زيارة رسمية.

ومنعًا للاحتكاك، تواصل أصدقاء الطنطاوي معه وأخبروه بوجود استنفار أمني واضح، واتفقوا على الذهاب للجامع الأزهر لأداء الصلاة به.

ووصل الطنطاوى قبل زملائه، وبمجرد دخوله المسجد، انتشر رجال الأمن بزي مدني حوله، وقاموا بتفتيش زملائه فور دخولهم الجامع، وعقب انتهاء الصلاة عجّل أفراد الأمن بخروج المصلين، ومنعوا العديد منهم من استخدام هواتفهم المحمولة للتصوير مع الطنطاوي.

وعند خروج مرشح الرئاسة وزملائه من الجامع، وجدوا أربعة ميكروباصات بها ما يقرب من 70 شخصًا بنيهم رجال أمن، أحاطوا به لمنع لقائه بالمواطنين، وذلك منذ خروجه من الجامع الأزهر، وحتى ميدان مصطفى كامل، قبل أمتار قليلة من مقر مكتبه بشارع قصر النيل.

وعند سؤال أحد أصدقاء الطنطاوي لواحد ممن أحاطوا به، عن هويته وأسباب قيامه بذلك، أخبره بأنه “مُسجّل”، وأن ضابطًا بقسم الجمالية أحضره وآخرين لهذه المهمة وأنه لا يملك رفض الأوامر.

وقال عضو الحملة، إن أجهزة الأمن تريد عزل الطنطاوي عن لقاء المواطنين العاديين في الشارع، وحصاره في مكتبه، وهو أمر مستحيل.

ترشح أحمد الطنطاوي لانتخابات الرئاسة

يُشار إلى أن الطنطاوي كان قد أعلن في 20 أبريل الماضي، نيته الترشح في الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل.

أحمد الطنطاوي

أعلن أحمد الطنطاوي نيته الترشح للانتخابات الرئاسية المصرية في 20 أبريل الماضي

وقال الطنطاوي في بيان وقتها، إنه ينوي بشكل قاطع خوض الانتخابات الرئاسية، إذا لم يُمنع بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وطالب بأن تكون الانتخابات جادة وحقيقية.

وأشار إلى أن هدفه الأساسي يتمثل في الفوز بهذه الانتخابات كمقدمة لإنجاز التحول المدني الديمقراطي الآمن والرشيد، واللازم لتجنيب الوطن مخاطر استمرار الانهيار القائم أو المخاطرة بانفلات قادم.

اعتقال أقارب وأنصار الطنطاوي

وأعقب إعلان أحمد الطنطاوي نيته خوض انتخابات الرئاسة، القبض على أقاربه وأنصاره، قبل يومين من الموعد الذي كان مقررًا لعودة الطنطاوي من لبنان، وبعد يوم واحد من الجلسة الافتتاحية للحوار الوطني، التي انطلقت في الثالث من مايو الجاري، والذي دعا إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي لرسم ملامح الدولة الديمقراطية الحديثة على أساس أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للوطن قضية.

ووجهت للمقبوض عليهم تهمًا مختلفة، بينها حيازة منشورات تروج لدعمهم ترشح الطنطاوي للرئاسة بالقوة، وأخرى تروج لمقولات لمؤسس الإخوان حسن البنا، وأخرى مكتوب فيها: “لا تخافوا الإخوان إنهم يخافون الله”، و”استعدوا لعودة أحمد الطنطاوي لو مكنش بالحسنى سيكون بالقوة”»، وهناك من وجهت له النيابة اتهامات بحيازة شماريخ وأسلحة.

انتقادات حقوقية

في حين اعتبرت منظمات حقوقية، إن اعتقال أقارب أحمد الطنطاوي وأنصاره يعكس عدم رغبة السلطات المصرية في معالجة أزمة حقوق الإنسان في مصر.

وأضافت أن هذا الأمر يبرهن أنه لا نية لتمرير إصلاحات ذات مغزى قد يسفر عنها الحوار الوطني، وأنه لا استعداد للسماح بإجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة بعد بضعة أشهر.

شارك هذا الموضوع

Leave A Comment