“شخرة” إيمان البحر درويش للسيسي ونظامه.. هل كتبت نهايته؟ (فيديو)

وطن- تفاجأ المصريون بالملامح الصادمة التي ظهر بها الفنان المصري إيمان البحر درويش، في الصورة التي نشرتها ابنته أمنية عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، وكشفت من خلالها عن الحالة الصحية المتردية التي وصل إليها، بعد انقطاع اخباره منذ أن أعلن معارضته لنظام “السيسي”.

وفي الصورة التي جعلت من اسم إيمان البحر درويش، يتصدّر الترند منذ نشرها، يظهر الفنان المصري وهو مستلقٍ على السرير هزيلا مريضا وقد فقد الكثير من وزنه وحتى شعره، في حين أرفقت ابنته الصور بتعليق تقول فيه: “سيشهد التاريخ ان ده بقى ايمان البحر درويش”.

وعلى قدر ما أثارته صورة درويش من تفاعل وتضامن معه بسبب الحالة الصحية التي بلغها، إلا أن البحث عبر مواقع التواصل الاجتماعي توجه نحو السبب الأول الذي أوصله لتلك الوضعية المتردية.

إيمان البحر درويش

الفيديو الذي أدى للتنكيل بإيمان البحر درويش

في مصر، لا يخفى على الجميع مقطع الفيديو الشهير الذي ظهر فيه إيمان البحر درويش في يوليو 2021، والذي أعلن فيه معارضته الصريحة للرئيس المصري آنذاك والآن، عبد الفتاح السيسي.

ورغم أنه ليس من المؤكد ما إذا كان مقطع الفيديو المذكور هو السبب الرئيسي فيما يتعرّض له درويش، إلا أن نشطاء ومعارضين مصريين كانوا قد أوضحوا في مناسبات عديدة أنه بالفعل هو السبب فيما تعرض له منذ نشره إياه على حسابه في فيسبوك.

وتعود الأزمة حين علّق الفنان -خريج كلية الهندسة جامعة الإسكندرية وحفيد “فنان الشعب” سيد درويش- على تقرير نشره أحد المواقع تحت عنوان “تحلية مياه البحر.. أهم تكليفات الرئيس السيسي للحكومة اليوم”.

وكتب إيمان البحر عبر صفحته على فيسبوك “قرأت خبرًا عن تكليف الرئيس عبد الفتاح السيسي للحكومة بتحلية مياه البحر! بعد المناورات وحماة النيل والهجص اللي بيضحكوا به ع الناس”.

وتابع “المشكلة الكبرى في الاتفاقية التي وقع عليها رئيس الجمهورية، التي كما يقولون لا تضمن لمصر كباية مية مش حصة المياه”.

وأكد “إذا لم يتم إلغاء هذه الاتفاقية من خلال البرلمان قانونًا، فانتظروا المصائب بالجملة، ولا تصدقوا كل الهجص اللي بينشروا إعلام العار. إذا كان رئيس الجمهورية نفسه يقوم بما يجعل تهديداته لإثيوبيا في حكم العدم”.

“إثيوبيا تتريق على الريس وتهديداته”

في تدوينة أخرى قال “رئيس الجمهورية يهدد ويتوعد إثيوبيا بضرب السد لو نقطة واحدة نقصت من النيل، قلنا الله أكبر ويقوم بمناورات حماة النيل وفرحنا كلنا وقلنا اضرب يا ريس! وبعد كده نلاقي خبر إصدار قرارات للحكومة بالاهتمام بتحلية مياه البحر”.

وتابع إيمان البحر درويش “هذا معناه بكل بساطة ووضوح ان موضوع النيل انتهى ما تفكروش فيه وإثيوبيا تتريق على الريس وتهديداته، ألا تشعرون بالغيرة على بلدكم والخجل من هذا الموقف المخزي ونحن نمتلك أعظم جيش في أفريقيا والمنطقة العربية والبوابين يتريقوا على تهديدات ضرب السد؟!”.

وتساءل درويش “كيف يكون هناك مناورات حماة النيل ويصدر قرار بهذا الشكل الذي ينفي الموقف الذي أشدنا به؟ تلاتة بالله العظيم الموت أهون إننا نعيش في هذا الذل والهوان. زعلانين قوي من الحقيقة شديدة الوضوح. بقينا بياعين كلام”.

“شخرة إيمان البحر درويش” حديث المصريين

نفى الفنان المصري إيمان البحر درويش،لاحقاً، في مقطع فيديو مباشر عبر صفحته على فيسبوك الشائعات بشأن اعتقاله على يد سلطات الأمن، على خلفية نشره سلسلة التدوينات أعلاه التي انتقد فيها الموقف المصري الرسمي من أزمة سد النهضة.

وفي مقطع الفيديو المذكور، أوضح درويش أنه من المستحيل أن يتعرض للاعتقال وهو الذي “قدم للفنّ المصري من جيبه”. لافتاً أنه في حال اعتقاله “ستكون هناك فضيحة عالمية” على حدّ تعبيره.

وختم درويش مقطع الفيديو بقوله “إذا أعظم فنان غنّى لمصر يعتقلوه فـ (شَخَرَ شخرة بصوت قويّ) لا مؤاخذة”.

ومعلوم في اللغة العربية أن “الشخرة صوت مُشابِه لصوت الشَّخير للتعبير عن السُّخرية والازدراء، وهو صوت مُستقبح”، حسب تعريف معجم المعاني.

والشخر في اللغة كما قال ابن منظور في كتاب لسان العرب:

شخر: الشخير: صوت من الحلق وقيل: من الأنف وقيل: من الفم دون الأنف.

وشخير الفرس: صوته من فمه والشخير أيضا: رفع الصوت بالنخر.

والشخر أو النخر كان موجودا في الأزمنة التي كانت من قبلنا وليس هذا الفعل وليد هذا العصر، فكان يستخدم كمظهر من مظاهر الاعتراض.

السبب وراء التنكيل بـ إيمان البحر درويش

في يوليو 2021، أي تاريخ نشر الفيديو، اعتبر حقوقيون ومعارضون من مختلف الأطياف، أن فيديو درويش الذي حمل إساءات واضحة للنظام المصري سيكون السبب في التنكيل به من قبل السلطات الأمنية التي لم تُبد قبل ذلك أي تساهل أو تهاون في التعامل مع حالات مماثلة.

وأوضحوا أن تصريحات إيمان البحر درويش، الذي كان مؤيدًا للنظام وعولج بأمر من الرئيس المصري بسبب تردي حالته الصحية، خلال الأعوام التي سبقت نشره مقطع الفيديو، هي نتيجة طبيعية لسيطرة الأمن على مفاصل الدولة والتضييق على كل من لا يصفق لها، على حدّ تعبيرهم.

“جمال عيد” يُحمّل السيسي المسؤولية

تفاعل الحقوقي المصري البارز “جمال عيد” بكل حسرة مع الصورة المؤلمة التي ظهر بها الفنان إيمان البحر دروش، معتبراً أن ما تعرّض له ليست إلا دليل إدانة للنظام وللنيابة العمومية.

وكتب على تويتر “صورة ايمان البحر درويش ، مؤلمة؟ صحيح.. صورة هشام جنينة ، صورتي ،، كلهم مؤلمين.. لكن هل هذه الصور تدين اصحابها؟ لا.. هي تدين هذا النظام ، تدين النيابة التي لم تنصف أيا منهم تدين الاساليب المتوحشة في التعامل مع المنتقدين والمختلفين”.

وأضاف “قد يكون نشر صورة ايمان البحر درويش خطأ ، لاننا لا نعلم هل وافق أو طلب نشرها ، او كان تصرف ابنته ، لكنها ابنته ويغفر لها حبها لابوها وقهرها مما حدث له ، هو دافعها ، حتى لو خطأ”.

وتابع الحقوقي المصري الذي سبق وتعرّض للتعنيف والمضايقات الأمنية في مناسبات متكررة “انا اللي نشرت صورتي ، لكن لو لم اكن استطيع ، لطلبت من اسرتي أو اصدقائي نشرها ،، لانها لا تسيئ لي ، بل لمن يستخدمون هذه الوسائل في الجمهورية الجديدة.”

وأضاف:”كان ممكن انشر صورة خالد سعيد من 2010 ، لكن اكتفيت بصور ثلاثة ، احياء تم التعامل معهم بهذا الشكل”.

وواصل تغريدته قائلا: “الاول سجين والثاني مسروق ومقموع ومضروب وممنوع من السفر والثالث على فراش المرض ، قهرا وتوحشا !! شرطة بتقدم ورد في الشوارع علنا ، وتفترس المعارضين عمليا نيابة تحبس وتسجن دون ادلة ، ولا تنصف الابرياء في القضايا السياسية نظام يبني ابراج ونجف واكبر واطول ،،، ويسيطر ،،،، والناس بتاكل هياكل فراخ. شوف المسألة أبعد من الصورة ، كن انسان”.

تناقض تصريحات أسرة إيمان البحر درويش عن أنباء اعتقاله

وقبل عامين ندد كثير من النشطاء باختفاء إيمان البحر، واتهموا أجهزة الأمن باعتقاله وتعذيبه، غير أن ابنته “أمنية” وابنه “إسلام” كتبا منشورين على الفيسبوك بمعنى واحد تقريبا، مفاده أن ما يتم تداوله عن اعتقال والدهما وتعذيبه هو مزايدة من المعارضة، وأن والدهما يخضع للعلاج، وهذا هو سبب اختفائه..

وهذا ما كتبته أمنية بتاريخ 8 أغسطس 2021:

“والنبي يا جماعة بلاش كل واحد فاضي ومش لاقي حاجة يعملها يدخل يكتب اعتقال إيمان البحر وفين إيمان البحر.

أبويا بخير ومش تحت سيطرة حد وما حدش معتقله.. ولكن هو في العناية المركزة علشان حصل له انتكاسة.. فبدل ما تضيعوا وقت في أي كلام ادعوا له”.. انتهى!

وفي أول فبراير من هذا العام (2023) كتبت “أمنية” تعليقا على ما قيل عن شقيقها أثناء التحقيق معه، إثر دهسه طفل بسيارته:”الناس ال بتقول إن إسلام إيمان البحر بيتعامل في قسم سيدي جابر معاملة ابن فنان..
فا أحب أوضح إن إسلام في الحجز من امبارح ما طلعش ولا حتى عارفه أشوفه.. والفنان نفسه من المغضوب عليهم ولم يعامل معاملة آدمية حتى يعامل ابنه.”

هل كتبت هذا تحت ضغط السلطات؟

وتابعت:”وأنا لو نزلت صورة أبويا الكل ها يعرف حاله الفنان إيه، ولو الناس بتطالب بالعدالة فأنا واحدة بطالب بيها وإنها تتعامل معاملة حادث سير لمواطن مصري مش ابن فنان (مغضوب عليه)…..أرجو الدعاء للطفل بالرحمة وللأهل بالصبر ولأخويا بالفرج”.. انتهى!”

الأمر الذي يعني أن ما كتبته “أمنية” في أغسطس 2021، كان تحت ضغط الأجهزة الأمنية، حتى يتوقف النشطاء عن إثارة قضية اختفاء وتعذيب إيمان البحر..

ويتساءل العديد من النشطاء الآن: لماذا تأخرت “أمنية إيمان البحر درويش” في الحديث عن حالة والدها المزرية، كل هذه المدة، ولماذا نشرت صورة والدها على هذا النحو اليوم تحديدا، وليس قبل اليوم؟