إحصائية صادمة.. ما أسباب تفاقم ظاهرة الطلاق في سلطنة عمان؟

وطن – باتت مشكلةُ الطلاقِ مسألةٌ عوِيصَة، تُؤرِّقُ المجتمع العماني كغيرِه من المجتمعات الخليجية، وتُؤثّرُ بشكْلٍ سلبي على عدةِ جوانبَ من حياة الأفراد والأسر، سواءً من الناحية النفسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية.

وبحسب إحصاءات الزواج والطلاق في دول مجلس التعاون الخليجي الصادر عن المركز الإحصائي الخليجي لعام 2020، احتلت سلطنة عمان المرتبة الرابعة خليجيًا من حيث نسب الطلاق، من بعد السعودية والكويت والإمارات

11 حالة طلاق يومياً

ووفق إحصائيات محلية شهدت البلاد 11 حالة طلاق بشكل يومي خلال العام الماضي 2022، واحتلت محافظة مسقط المرتبة الأعلى في تسجيل حالات الطلاق.

وهو عدد كبير نسبة لعدد السكان الذي بلغ في نهاية شهر ديسمبر الماضي مليونين و804 آلاف و117 نسمة، وشكل الوافدون نسبة 06ر38 بالمائة من إجمالي عدد سكان سلطنة عمان ليبلغ عددهم مليونًا و723 ألفًا و329 وافدًا.

وتشير آخر إحصائيات المركز الوطني للإحصاء إلى ارتفاع حالات الطلاق بنسبة 12% في عام 2021، إذا بلغت (3837) حالة، ووثائق وشهادات الطلاق الصادرة من دوائر الكاتب بالعدل في ذات العام شاهدة هي الأخرى على ذلك الارتفاع، والتي بلغت في مجموعها (995) شهادة مصادقا عليها في محافظة مسقط وحدها، بينما بلغت وثائق وحالات الطلاق المقيدة في ذات العام لجميع محافظات سلطنة عُمان (4179) وثيقة طلاق.

بينما في المقابل، بلغ عدد حالات الطلاق في السلطنة 3728 حالة في العام 2019؛ وذلك بمعدل يزيد على 10 حالات طلاق يوميا، ومرتفعة بنسبة 3% عن شهادات الطلاق المسجلة في العام 2015.

مسقط أكثر المحافظات طلاقاً

وكانت محافظة مسقط أكثر المحافظات تسجيلا لعدد حالات الطلاق أيضاً؛ وذلك للسنة السابعة على التوالي، وقابلها محافظة مسندم بأقل المحافظات في عدد حالات الطلاق.

وكانت صلالة أكثر ولاية من حيث تسجيل وثائق الزواج والطلاق معا. وكان شهر يناير عام 2019 أكثر الشهور تسجيلا لوثائق الزواج وشهر يوليو لحالات الطلاق، أما شهر مايو فكان أقل الشهور في حالات الزواج وأغسطس في حالات الطلاق.

مشكلة تستوجب الدراسة

تلك المعدلات المرتفعة مقارنة بعدد سكان السلطنة جعلت المختصين الاجتماعيين النفسيين، يقرون أن العمانيين باتوا أمام مشكلة تستوجب الدراسة، بغية الوقوف على أسبابها، والحلول التي يمكن أن تسهم في منع هذا الارتفاع المريب.

ويرجع البعض من الباحثين الاجتماعيين تفاقم الطلاق في سلطنة عمان إلى انتشار لأفكار الدخيلة على المجتمع، التي لا تتوافق مع سيكولوجية الذكر والأنثى التي فطرهم الله عليها، كالفكر النسوي، ونصيحة بعضهن للبعض بإسقاط قوامة الرجل، وعدم طاعته، والتمرد عليه باسم قوة الشخصية والشجاعة وبعض العناوين البراقة التي هي بعيدة كل البعد عن سلوكهن غير المتوافق مع الفطرة ووسائل التواصل الاجتماعي والمسلسلات.